المتهم عادل
المتهم عادل


لعشقها التمثيل.. الإعدام لقاتل ابنة عمه بـ17 طعنة

بوابة أخبار اليوم

السبت، 31 أكتوبر 2020 - 06:05 ص

حبيبة جمال

داخل غرفتها الصغيرة، وقفت فاطمة تلك الفتاة التي تبلغ من العمر 26 عامًا، تتأمل نفسها أمام المرآة، أصبحت تنظر لجسدها بابتسامة، فهي ذات قوام متناسق جذاب، تحاول أن تختبر نفسها في مشاهد جديدة لوقفة تليق بنجمة سينمائية صاعدة، فها هو حلمها يرى النور، وغدًا سوف تصبح نجمة مشهورة تعيش في الضوء، تجري وراها وسائل الإعلام المختلفة من صحافة وقنوات فضائية وسوشيال ميديا، وحتمًا تتغير حياتها إلى الأفضل.

وبدأت عاشقة التمثيل ترى نفسها تتصدر أفيشات الأفلام في دور السينما وفوق الكباري، لكن ما أفل نجمها، وبدلًا من أن تؤدي لقطة سينمائية عندما يقتلها البطل، صار المشهد واقعًا وانتهت حياتها على يد ابن عمها بسبب عشقها للتمثيل، معًا نقرأ سيناريو الفيلم الذي دارت أحداثه في الواقع داخل بيت صغير بمحافظة قنا.

اقرأ أيضا| «النقل والمواصلات»: ضبط 1846 قضية بمترو الأنفاق والسكك الحديدية

صعدت فاطمة أول درجات الفن بتأديتها دور شغالة في أحد الأعمال الفنية، مسلسل، الفرحة لم تفارق قلبها لحظة واحدة، "أنا هبقى فنانة لامعة"، أخذت تردد العبارة على نفسها وكأنها لا تصدق، راحت تلقي بجسدها على فراشها، سارحة بأحلامها لأعلى وهي ترى الجميع يتسابقون لالتقاط صورة معها، ولكن سرعان ما تبخرت أحلامها وذهبت في مهب الريح، غدرًا على يد أقرب الناس لها، نعم فقد قتلها ابن عمها والسبب أنها "عايزة تمثل"، ونحن في القرن الواحد والعشرين يعيش بيننا من هو آتِ من عصر الجاهلية، وها هو المشهد من بدايته.

هنا داخل بيت ريفي بسيط بقرية كوم جابر بمركز أبو تشت، عاشت فاطمة، تلك الفتاة الجميلة، أحلامها كانت بسيطة، فعلى الرغم من أنها لم تكمل تعليمها، إلا أنها كانت طموحة، فلم تكن تحلم سوى أن تصبح نجمة سينمائية، ولما لا وقد رأت نفسها موهوبة فنيًا، كانت لا تكف عن متابعة المسلسلات والأفلام، وحفظ سيرة نجوم السينما، وأيضا حفظت عن ظهر قلب مقاطع من سيناريوهات أفلام وأخذت وترددها على مسامع الجميع بنوع من التفاخر، كان الحلم يكبر معها يومًا بعد يوم، وعلى الرغم من أنها تزوجت إلا أن حلم التمثيل ظل يراودها، فكانت على استعداد للتضحية بكل عزيز

 هوسها بحلم النجومية أفقدها بيتها فانفصلت عن زوجها وأسرتها، أصبحت وكأنها تتحدى الجميع، وبدأت تسافر للقاهرة استعدادا لخوض الطريق نحو النجومية، عانت أيامًا وشهورًا حتى وجدت نفسها تؤدي دور خادمة في أحد الأفلام، كادت تطير من السعادة، لكن فرحتها لم تكتمل، ولم يمهلها القدر أن ترى نفسها فنانةعلى شاشات التليفزيون.

عادت لقريتها، تتفاخر بأنها قابلت كبار الفنانين، وصعدت أول درجة في سلم المجد، فأصبحت سيرتها على ألسنة الأهالي والجيران، وكيف أنها تمردت على عادات وتقاليد أسرتها، لم تعلم أن بحديثها هذا تكتب السطور الأخيرة في تفاصيل حياتها. 

ابن عمها يدعى عادل، يبلغ من العمر 27 عامًا، رجل صعيدي تحكمه العادات والتقاليد، كلما صار في القرية، يلقي الناس على مسامعه عبارات عن فاطمة، وعن سمعتها، وكيف لم يقو أحد من أسرتها على كبح جماحها، كانت تلك الكلمات بمثابة السهام التي تمزق قلبه، حتى قرر أن يجلس وحيدًا داخل غرفته، مهمومًا حزينًا، شارد الذهن، يفكر فقط ما المقابل التي دفعته ابنة عمه لإعطائها دور في أحد الأعمال، بالتأكيد أنها ضحت بشيء مقابل ذلك، وساوس الشياطين لعبت برأسه، فهي ليست موهوبة بالقدر الكافي.

 كما أنها ليست متعلمة، بدأت الأفكار السوداء تراود عقله، فهو لم ينم تلك الليلة، فجأة انتفض من مكانه، والدم يغلي في عروقه، والشرر يتطاير من عينيه، وبخطوات مجنون قرر الفتى الصعيدي أن يذهب لبيتها لمعرفة ماذا حدث في القاهرة، محاولًا منعها من السفر مرة أخرى، ولكن الاثنان تشاجرا، فما كان منه سوى أن يغرز السكين في جسدها، وكأن مع كل طعنة سكين يغسل عاره كما يظن، ولم يتركها إلا وهي جثة هامدة.

لم يشعر بتأنيب الضمير، بل كان يشعر بالانتصار والثأر لكرامة وشرف عائلته، فذهب وسلم نفسه للشرطة، وهناك اعترف بجريمته بكل فخر واعتزاز، وأحيلت القضية لمحكمة الجنايات، التي أصدرت حكمها بعد 20  شهرًا من وقوع تلك الجريمة، بإعدام المتهم لتسدل محكمة جنايات نجع حمادي الستار عن القضية.
  
 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة