جنازة عميد الأدب العربي طه حسين
جنازة عميد الأدب العربي طه حسين


صور | نكشف سر دفن «طه حسين» بعد ثلاثة أيام من موته

نادية البنا

السبت، 31 أكتوبر 2020 - 10:01 ص

«إن الناس دائما طوع شهواتهم و عبيد أهوائهم و هم متأثرون بمؤثرات مختلفة تضطرهم إلى ظلم الأحياء و لا تعفيهم من ظلم الموتى».. من أشهر أقوال عميد الأدب العربي طه حسين، الذي رحل جسده عن عالمنا في 28 أكتوبر 1973، وشُيعت جنازته في مثل هذا اليوم 31 أكتوبر 1973م .

تعرض "طه حسين" للظلم في مراحل متفرقة من حياته، ولكنه استطاع بقوة إرادته ومساندة زوجته وأصداقائه وتلاميذه أن يواجه أي صعاب، وظل كذلك حتى فارق الحياة عقب اندلاع حرب أكتوبر 1973 بـ 22 يوم .

في ذلك الوقت قررت الأمم المتحدة منح عميد الأدب العربي "طه حسين"، جائزتها مع خمسة علماء آخرين لكن الموت لم يمهله فبعد سماعه نبأ التكريم العالمي بساعات فارق الحياة .

لحظات «طه حين» بين صحوة الموت ووداع الحياة الدنيا

كان عميد الأدب العربي "طه حسين" مصابًا بوعكة صحية في منزله، وبعد أن جاء الطبيب لفحصه، زالت عنه النوبة، وعاد إلى حالته الطبيعية، وكانت تلك هي "صحوة الموت"، وفي صبيحة اليوم التالي الأحد 28 أكتوبر، شرب طه حسين بصعوبة كبيرة، كمية صغيرة من الحليب ثم لفظ أنفاسه الأخيرة وودع الدنيا...



كانت زوجة طه حسين "سوزان بريسو"، جالسة بجواره لحظة موته، ووصف حالتها في تلك اللحظة في مذكراتها قائلة: "جلست قربه مرهقة متبلدة الذهن، وإن كنت هادئة هدوءً غريباً، بالرغم من أن تلك اللحظة المرعبة من أكثر ما تخيلت طوال حياتي، كنا معاً وحيدين، متقاربين بشكل يفوق الوصف، ولم أكن أبكي، فقد جاءت الدموع بعد ذلك، ولم يكن أحداً يعرف بالذي حدث، كان الواحد منا قبل الآخر مجهولاً ومتوحداً، كما كنا في بداية طريقنا، بقيت مع جثمانه وحدي نصف ساعة كاملة، وقلت لنفسي ألم نبدأ الحياة وحيدين، وها نحن الآن ننهيها وحيدين".

 


لم يدفن عميد الأدب العربي يوم وفاته رغم أنه فارق الحياة في صباح يوم 28 أكتوبر 1973، ولكنه انتظر حتى الأربعاء 31 أكتوبر، ولم يكن يعلم الكثيرين ما السبب في ذلك الانتظار، فإكرام الميت دفنه.. ، فترردت الكثير من التساؤلات التي لم تجيب عنها أسرة طه حسين في ذلك الوقت، إلا أنهم ذكروها في مذكراتهم مع عميد الأدب العربي بعد وفاته.

أسباب دفن طه حسين بعد ثلاثة أيام من موته
وكان أول تلك الأسباب هو عدم وصول ابنته أمنية التي كانت في الولايات المتحدة الأمريكية لحظة موت أبيها، وكانت عودتها إلى مصر تستغرق وقت، والسبب الثاني هو الترتيب لجنازة مهيبة تليق بـ عميد الأدب العربي طه حسين، بالتنسيق مع الحكومة ورئاسة الجمهورية، ولأن ذلك الوقت كان التركيز كله في الجبهة فاستغرق الترتيب بعض الوقت.

50 ألف مُشيع في جنازة عميد الأدب العربي "طه حسين"

ونشرت جريدة الأخبار في 1 نوفمبر 1973، أن جثمان عميد الأدب العربي وصل جامعة القاهرة في تمام العاشرة صباح الأربعاء 31 أكتوبر، ووضع في مدخل قاعة الاحتفالات الكبرى، التي توافد عليها المشيعون حتى امتلأت عن آخرها، وفي الشرفة الرئيسية جلست زوجته 3سوزان بريسو، وابنته أمنية وتلميذته سهير القلماوي، وسيدات هيئة التدريس والسلك الدبلوماسي وقرينات الوزراء..

شُيعت الجنازة بمشاركة أكثر من  خمسين ألفا، وحاوط الجثمان المئات من باقات الزهور تتوسطها كسوة من القطيفة، وضع عليها الدرجات والأوسمة والقلادات والنياشين التي حملها عميد الأدب العربي من مصر والعالم، ثم تحركت الجنازة مارة بحرم الجامعة إلى ميدان الشهداء، ثم اخترقت كوبري الجامعة حتى مسجد صلاح الدين بالمنيل.

و أقيمت صلاة الجنازة، واستغرق الموكب من الجامعة حتى المسجد ساعة كاملة، واصطف آلاف الطلبة على جانبي الطريق، وكان في مقدمة المُشيعين نائب رئيس الجمهورية حسين الشافعي، ومحمود فوزي مساعد رئيس الجمهورية، والوزراء يتقدمهم نائب رئيس الوزراء ممدوح سالم، والسفراء ورجال الدين والمحافظون، وأساتذة وعمداء الجامعات، ومئات المفكرين والأدباء يتقدمهم توفيق الحكيم، نجيب محفوظ، يوسف وهبي، يوسف إدريس».

 


 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة