أثار مصر العريقة
أثار مصر العريقة


تاريخ مدينة «بوتو».. أول عاصمة بالدلتا قبل عصر التوحيد

شيرين الكردي

السبت، 31 أكتوبر 2020 - 02:01 م

 

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن مدينة بوتو كانت أول عاصمة لأول دولة منظمة في مصر قبل قيام مملكة الجنوب ثم توحيد القطرين على يد الملك نعرمر عام 3200 ق.م وموقعها الحالي قرب مدينة دسوق في شمال الدلتا، ويطلق على المنطقة اسم تل الفراعين.

وكانت مدينة بوتو عاصمة للوجه البحري قبل عصر التوحيد اختصتها مصادر العصور التاريخية في مصر القديمة بحضانة الطفل حورس الذي وضعته أمه إيزيس زوجة أوزوريس بتلك الجزيرة المجاورة لها وهى "أخبيت" قرية شابة الحالية بمركز دسوق في أحراش الدلتا ليكون تحت رعاية وحماية الآلهة واجت ربة مدينة بوتو وليكون بعيدًا عن بطش عمه ست.


ويشير الدكتور ريحان إلى أن بوتو كانت عاصمة مصر في عصر ما قبل الأسرات وكانت تعتبر المصدر الوحيد لإضفاء شرعية الحكم لملوك مصر حيث كان عليهم الذهاب إلى بوتو لتقديم القرابين للإلهة "واجت" ربة المدينة ومانحة السلطة، وتحتوي علي جبانة (بوتو العظيمة) التي وجد بداخلها آلاف التوابيت البرميلية الشكل والآدمية أيضا وهي أشكال غاية في الندرة منقوش عليها كتابات توضح طقوس دفن الموتى عند قدماء المصريين بالإضافة إلي مجموعة تمائم وحلي، أما منطقة المعابد التي تمتد لمساحة تسعة آلاف متر مربع للأسف لم يكتشف من معابدها سوي معبد الإلهة واجت بينما تؤكد الكتابات الأثرية أن هناك معابد للإلهة إيزيس و الإله حور وآلهة آخرين.


ويشير الدكتور ريحان إلى أهمية معبد وادجيت بمدينة بوتو والذي تبلغ مساحته 1000م2 تقريبًا، وهو محاط بسور من الطوب اللبن ويعود إلى عصر ما قبل الأسرات وأضيفت له مبانى في العصور التالية ويحتوي على بئرين لا تزالان تمتلئان بالمياه الآن وكانتا تستخدمان في التطهير لمقدمي القرابين علي المعبد إلى جانب عددًا من التماثيل أهمها تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني يرجع إلى عصر الدولة الحديثة (الأسرة التاسعة عشر) والتمثال الوحيد للإله حور (حورس) الذي يذكرنا بأسطورة إيزيس وأوزوريس ومجموعة من اللوحات النادرة أهمها لوحة تصور الملك تحتمس الثالث وهو يقدم القرابين للإلهة (واجت) ويعود إلى عصر الأسرة الثامنة عشرة وهذه اللوحة تثبت أن تل الفراعين هي بوتو القديمة حيث كانت هناك شكوك في ذلك وبدأ عالم الآثار الإنجليزي (بتري) في عمل مسح شامل للمنطقة عام 1898 حتى عام 1910 لإثبات أن منطقة تل الفراعين هي مدينة بوتو العظيمة.


ويتابع بأن بعثة الآثار الإنجليزية استكملت العمل واكتشفت بئري المياه بالمعبد ثم قامت بعثة هيئة الآثار المصرية في عام 1982 بالعمل في منطقة المعبد بالاشتراك مع بعثة قسم الآثار والتاريخ القديم بآداب طنطا ونجحت في اكتشاف العديد من القطع الآثرية والكتابات الهيروغليفية التي تثبت أن بوتو هي عاصمة مصر السياسية في عصر ما قبل الأسرات وكانت تنقسم إلى مملكتين هما مملكة الشمال وعاصمتها (بوتو) ومملكة الجنوب وعاصمتها (نخن).


وينوه الدكتور ريحان إلى أهم القطع الأثرية المكتشفة هي تمثالان على هيئة أبو الهول من البازلت يعودان إلى الأسرة التاسعة والعشرين الفرعونية، تمثال للإله حورس الصقر من أروع التماثيل التي اكتشفت بمصر حتى الآن، تمثال مزدوج من الجرانيت الوردي للملك رمسيس الثاني والإله سخمت، لوحة من الجرانيت الأسود تعود لعصر الملك تحتمس الثالث من عصر الأسرة الثامنة عشرة الفرعونية، ولوحة هبات تعود لعصر الملك تحتمس الثالث وأعلى اللوحة منظرًا يمثل الملك تحتمس الثالث راكعًا يسكب الماء المقدس ويقدم القرابين، لوحة من الجرانيت الوردي تعود إلى عصر الملك شاشانق الأول، وتمثال الكاهن قابع ممسكًا بيده اليسرى إحدى نباتات الدلتا (الخس) رمزًا للخصوبة وأمام ساقى الكاهن الثالوث المقدس أزوريس في الوسط كتمثال صغير يقف على قاعدة فوق قدمي الكاهن وعلى يمينه حورس وعلى يساره إيزيس بالنقش، تمثال للملك نايف عاورد نفرتيس الأول من الأسرة التاسعة والعشرين الفرعونية، تمثال من الجرانيت الأسود والمصقول للإله حورس الصقر وقد أبدع الفنان في إظهار أدق تفاصيل الطائر.

 

 

 

 

 

 

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة