جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

فرق توقيت..!!

جلال عارف

السبت، 31 أكتوبر 2020 - 07:15 م

ما قدمه العلم-حتى الان-من جهد فى المعركة ضد «كورونا» يسير بالعالم خطوات كبيرة نحو الانتصار على الفيروس اللعين.
منذ البداية كانت الصورة واضحة ولم تكن المعركة سهلة. فالفيروس مجهول، والجهد المطلوب كبير للتوصل إلى اللقاح المضاد والعلاج الحاسم. وكان معروفا أن الوصول للقاح فى مثل هذه الحالات يستغرق ما بين عامين وثلاثة على الأقل.
التقدم العلمى من ناحية، والظروف الضاغطة على العالم الذى يعانى من آثار الفيروس من ناحية أخرى.. كان لهما الأثر الكبير فى دعم جهود العلماء لاختصار الوقت وانجاز المهمة المطلوبة. ورغم أن التعاون الدولى فى هذه الناحية لم يكن مكتملا إلا أن أسبابا عديدة تضافرت لتساهم فى توفير الاعتمادات المالية المطلوبة لاستكمال الأبحاث والتجارب للتوصل إلى اللقاح فى أسرع وقت ممكن.
أمامنا الآن حوالى عشرة لقاحات فى المراحل النهائية للبحث والاختبار والموعد المرجح، وفقا للعلماء - هو بداية العام القادم، ليكون اللقاح متوافرا فى الربيع أو الصيف القادمين، وهو أمر لو تم بالفعل-لكان انجازا اختصر نصف الوقت وفتح الباب لانقاذ البشرية من المزيد من الخسائر فى الأرواح والتدمير الاقتصادى والاجتماعى الذى جاء به الوباء.
الناس بالطبع ترجو أن ترى اللقاح اليوم قبل الغد، لكن للعلم أحكامه ولا يمكن السماح بأقل خطأ فى تمرير اللقاح لأن النتائج ستكون كارثية. وقد رأينا كبرى الشركات توقف التجارب النهائية بسبب الآثار الجانبية التى ظهرت على أى من الخاضعين للتجارب التى لا تستأنف إلا بعد الاطمئنان الكامل على سلامة اللقاح وأمان المتعاملين معه.
دقة العلماء والتزامهم بالقواعد العلمية الصارمة تجرى - فى العادة- فى ظل تنافس احتكارات الدواء على المكاسب المنتظرة. الوضع مع كورونا أضاف التنافس السياسى بين الدول، ثم أضافت الأخطر مع دخول «كورونا»، إلى قلب الانتخابات الأمريكية. كان ترامب مستعدا لفعل أى شيء من أجل أن يظهر قبل الثالث من نوفمبر وفى يده أمبولة اللقاح الموعود، لكنه - بدلا من   ذلك يواجه حالة تصل فيها أعداد المصابين يوميا إلى نحو مائة ألف، وأعداد الضحايا لنحو ألف أمريكي. لا يستطيع ترامب أن يخفى غضبه واستياءه. قبل أيام هاجم كبير علماء الأوبئة «فاوتشى»، ووصف العلماء بـ«الأغبياء». وبالأمس قال إن الأطباء  يزيدون عدد ضحايا «كورونا» لأنهم يربحون أكثر فى هذه الحالة!!
إنه «فرق التوقيت» بين ما تريده السياسة وما يفرضه العلم من قواعد لا تعرف التنازلات!!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة