مباراة الزمالك والرجاء - أرشيفية
مباراة الزمالك والرجاء - أرشيفية


تأجيل نصف النهائي «رد جميل» من الرجاء للزمالك

إبراهيم ربيع

السبت، 31 أكتوبر 2020 - 08:06 م

الأهلوية والزملكاوية يقرأون حكايات الكاف من منظور أن كل ما يحدث على الكرة الأرضية له علاقة بالصراع الأزلي بين الأهلي والزمالك، بينما يقرؤها المغاربة من منظور المنافسة الأزلية بين الكرة المصرية وكرة شمال أفريقيا ومنها طبعا  الكرة المغربية.

وأتم المغاربة السيطرة عليه بلمس الاكتاف بحيث أصبح شعار رواد السوشيال ميديا من الجماهير المتعلقة بكرة القدم الى درجة فهم كل دهاليزيا هو «الكاف مقره فى القاهرة وقراره من المغرب»، وهذا ليس شعارًا رمزيا للإسقاط على تحليل حالة بل أنه واقع رآه الجميع يوميًا من خلال كل الأخبار المرتقبة التى تنشرها الصحف المغربية قبل ان يصدرها الاتحاد الإفريقي.


انحصرت عندنا متابعة كواليس الكاف بين الرابح والخاسر من الأهلي أو الزمالك، ومن يلعب مع الأهلي ومن يلعب مع الزمالك، وأصاب العمى الجميع فليس هناك صراع بين الأهلي والزمالك لأنهما ببساطة غير موجودين الآن كما كان أيام عيسى حياتو حتى يكون بينهما صراع، بل أن الصراع غير موجود أيضا من الأساس لأن طرف مغربيًا هو الذي يسيطر تمامًا عن طريق فوزي لقجع على طرفا مستسلم هو الكاف.

والإعلام المصري هو فقط ساحة المنافسة الوهمية بين الأهلي والزمالك كل منهما يدافع عن مصلحته بينما لقجع الرئيس الشرفى لنهضة بركان يدافع عن مصلحة الرجاء وربما الوداد من قبل على استحياء.


ووسط ردود الفعل العمياء.. ظهرت أسئلة كثيرة من الجمهور وحتى الخبراء أولها مثلا، لماذا تأجلت مباراة نصف النهائى بين الزمالك والرجاء بينما الطلب المصرى بالتأجيل كان يخص المباراة النهائية فقط لظروف اجراء الانتخابات البرلمانية التى تحتاج الى تأمين  مكثف لا يحتمل الانشغال  بأحداث أخرى؟.. وحتى الآن لم يقدم أحد إجابة مقنعة وظلت الاجابات محصورة فى التحليل والاجتهاد.. وأظن أننى بحثت جيدا وراء هذا التأجيل الذى لم يظهر له صاحب.. وسألت وجاءت الاجابة التى توافقت مع ظني وتحليلي بأن  تأجيل نصف النهائى لم يكن الا «كرما عربيا» مصدر الالهام فيه الآية القرآنية الكريمة «هل جزاء الإحسان إلا الإحسان».. كان إحسان الزمالك الموافقة على تأجيل لقاء الرجاء بعد إصابة عدد كبير من لاعبيه بالكورونا رغم ان القرار الفردى للمستشار مرتضى منصور اثار غضب معظم جماهير الزمالك.. فجاء إحسان الرجاء بالموافقة على رغبة  الزمالك فى التأجيل الى ٤ نوفمبر لانه يحتاج فعلا لبضعة أيام ربما يتم خلالها شفاء بعض لاعبيه المهمين.. هو رد جميل بجميل مقابل لكن ليس كل «جميل» بريئا  تماما من المصلحة المتبادلة.. وهى ان الرجاء ايضا يحتاج وقتا إضافيا لإدخل لاعبيه العائدين من كورونا الى أجواء الملعب.. الغريب ان بعض المتعصبين الذين أصابهم عمى التعصب رأوا وكتبوا ان تأجيل نصف النهائى كان قرارا ضد الاهلي.. كيف؟.. لا اعرف!.

 أولا لأن الزمالك يحتاج لاعبيه المصابين فى المدى القريب وهو مباراة الرجاء وليس  الاهلى الذى إن صعد الزمالك فسوف يواجهه بعد ٢٣ يوما كاملة، إلا إذا كان هؤلاء لا يريدون ان يتمكن الزمالك من اللحاق بالأهلي في النهائي ويريدون فقط أن ينتهى مشواره يوم ٤ ولا يبقى حتى يوم ٢٧ وهو من حقهم كمشجعين على اعتبار أن مواجهة قطبي الكرة المصرية أصعب في كل الحالات من مواجهة فريق غريب.


وقبل أن يحدد الكاف رسميا موعد المباراتين.. كان هناك سؤال كبير وخطيرا يطرحه الكثيرون عن احتمالات الغاء البطولة، التي هي ربما رغبة مغربية أكثر منها مصرية على اعتبار أنه إذا أفلت الرجاء من الزمالك فقد لا يفلت من الأهلي والمباراتان في مصر، وقد تحدث البعض فى الكواليس عن دوافع الإلغاء وكالعادة استغرقوا كثيرا فى صنع العديد من الخرافات التى تخص أحيانا الأمن أو «زنقة» الكاف فى الوقت أو استغلال السيطرة المغربية في حرمان الكرة المصرية من لقب على اعتبار انها الأكثر حظوظا بكل الحسابات.

 وكان السؤال صعبا ومعقدا وقررت طرحه مباشرة على المهندس هانى أبو ريدة عن طريق الواتساب وجاء الرد سريعا وبكلمة واحدة باللغة الانجليزية «never» أي  أبدا أو  مطلقا، ولم أناقشه بعدها لان الالغاء له مخاطره المالية والادبية سواء فى موقف الكاف مع الشركة الراعية  التى رفضت رفضا قاطعا مبدأ الإلغاء والاعلى الاتحاد الافريقى ان يتحمل دفع غرامة بعشرات ملايين الدولارات و سواء فى موقف الكاف الادبى امام الاتحاد الدولى والعالم خصوصا مع ازدياد الحديث عن الفوضى التى تضرب الاتحاد القارى وغياب رئيسه أحمد احمد عن المشهد.


والسؤال الثالث الذى نفخ فيه المتعصبون وبالذات الدجالون الذين هربوا خارج مصر عن دور الاتحاد المصري.. هل كان له دور وهل صحيح ان رئيسه رغب فى مساعدة الزمالك؟.. وهى نفس النظرة القاصرة التى تعيش فى دوامة التعصب فلا نرى ألعاب  وحيل الخصوم الآخرين.. فهم انفسهم الذين يروجون فكرة ان رئيس الاتحاد عمرو الجناينى يعمل كل شىء لاسقاط مرتضى منصور وبالتبعية الزمالك وجاءوا فى نفس الوقت ليروجوا انه هو الذى ساعد على تأجيل مباراتى نصف النهائى خدمة للزمالك!!.. وايضا طرحت السؤال على عمرو الجناينى عبر الواتساب وجاء الرد باقتضاب لا علاقة لنا مطلقا بهذا الموضوع.. صحيح ان الاتحاد ـ وهذا طبيعى ــ نقل رغبة السلطات المصرية فى تأجيل النهائى لكن لم يكن هناك أى حديث من الجبلاية عن نصف النهائي.


والسؤال الرابع.. لماذا خرج الكاف متسرعا ومعلنا عن تأجيل المباراتين لأجل غير مسمى والذى بدا وكأنه تمهيد لإلغاء البطولة؟.. وقد سألت ايضا وقتها مصدرا مسئولا وقال: هذا غير صحيح رغم صحة الاعلان فالمباراة الاولى يوم ٤ والثانية يوم ٢٧.. ولجأت تلقائيا للتحليل والاجتهاد وقلت ربما فعلا فكر الكاف جديا فى الغاء البطولة ولم يكن متاحا ان يتخذ القرر سريعا واحتاج الى وقت فقرر تثبيت بعثة الرجاء فى المغرب حتى لا تصل الى القاهرة واتاح لنفسه وقتا اضافيا لبحث فكرة الالغاء التى ايضا جاء رفضها سريعا.. كان الفرق يومين تقريبا للاختيار بين الموعد المحدد والإلغاء.


والسؤال الخامس: هل ندم المغاربة على الطريقة التى تم بها تحديد مكان نهائى البطولة وانهم الآن يريدون البحث عن منفذ للهرب منه على اعتبار انه يعطى ميزة للفريق المصرى.. والاجابة نعم ندموا.. ولم ينسوا.. ولم يتوقفوا عن التفكير فيه.. وهذا ربما يؤدى الى ألاعيب جديدة حتى لو كانت الاستجابة لها صعبة..

 

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة