السبت، 31 أكتوبر 2020 - 10:34 م

منى ربيع

هكذا ظن المحامي نفسه هو وزوجته انه فوق القانون، طالما يحتمي بثغراته، فأوقعه القدر في شر أعماله، بعدما قرر في لحظة قتل شخص مسن ساقته الظروف ان يأتي إليه، ليعيد له محفظة زوجته الضائعة، وبدلا من ان يشكره المحامي على أمانته، تخلص منه بمساعدة زوجته وسائقه في مشهد مثير.

بعد ارتكاب جريمته ظن انه سيستطيع توظيف القانون ويحمي نفسه هو وزوجته ولن تطوله يد العدالة، لكن رجال المباحث استطاعوا كشف لغز الجريمة ليتم القبض عليه وعلى زوجته وسائقه وتسليمهم للعدالة والتى أصدرت حكمها بإعدامه بإجماع الآراء.

- القبض على حداد بتهمة قتل طالب انتقامًا من والده

ترجع وقائع القضية الى اكثر من عام عندما عثر المواطن احمد الرجل  على محفظة "حريمي" في احد الشوارع، بها مجموعة من الأوراق المهمة لصاحبة المحفظة، الى أن عثر على رقم هاتف بها، لم يتردد عم احمد بالاتصال بالرقم، ويخبرها انه عثر على هذه "المحفظة".

ظن عم احمد انه بذلك أعاد الامانة لأصحابها، وارتاح ضميره، وفي اليوم التالى ذهب لصاحبة المحفظة، ليعطيها إياها دون أن ينتظر شكرًا على واجب، لكنها بمجرد ان فتحتها لم تجد بها نقودها لتتهم الرجل العجوز بأنه سرقها.

اتصلت بسائقها الذى حضر وشاركها بالاعتداء عليه ضربًا وركلًا، لم يصدق الرجل نفسه وهو يتعرض للإهانة على أمانته، دون أن يفعل شيئا.

في ذلك الوقت حضر زوجها المحامي الذى تظاهر بأنه يحميه من اعتداء زوجته وسائقها، وفي الواقع يستدرجه كي يعترف بجريمة لم يرتكبها الرجل الأمين.

وعبثا يقسم له عم أحمد أنه لو كان سرق النقود لماذا يأتي بنفسه وكان الأولى به أن يرسلها بالبريد، خلع المحامي ثوب الحمل الوديع وتقمص شخصية ذئب، قام الاثنان وظلا يضربانه ثم خنقه الزوج وشلت زوجته وسائقه يديه.

وبعدأن تأكدوا من موته، لفوا جثته بحصيرة وبطانية والقوا بها بأحد المصارف في منطقة العامرية.

مرت الساعات ولم يعد عم احمد لبيته وسط قلق ابناءه، اتصلوا بصاحبة المحفظة التي انكرت رؤيته من الأساس، زاعمة انه اتصل بها ولم يحضر ثم اغلقت هاتفها

ليقوم ابناء عم احمد بتحرير محضر باختفائه بعد فشلهم في العثور عليه، وبعد مرور يومين عثر الاهالى على جثته وتم تحرير محضر بالواقعة.

تم فحص بلاغات الغياب وتطابقت اوصاف الجثة مع أوصاف عم احمد ليتعرف أولاده على جثته، واخذوا يرون لرجال المباحث ماحدث يوم اختفاءه وإعادته للمحفظة المفقودة وانكار صاحبة المحفظة رؤيتها له على الرغم من اتصاله بهم ليؤكد لهم انه وصل لبيتها وبعدها انقطع الاتصال.

ليجري رجال المباحث تحرياتهم حول الواقعة ويتمكن ضباط مباحث أول العامرية، من كشف غموض  الحادث والقبض على كل من، "ا. خ. ع. "- ٤١ عاما محام- ويقيم بإيتاى البارود، وزوجته "س.م. ع" و " ر. ع. م" سائقهما، معترفين بالجريمة.

قالت الزوجة انها ظنت على غير الحقيقة أن المجنى عليه سرق المبلغ الموجود بالمحفظة، فاستعانت بزوجها المتهم الأول وصديقه المتهم الثالث فاستدرجوا المجني عليه لشقتهم وتكبيله والتعدي عليه حتى فارق الحياة وتخلصوا من جثته.

تم إحالة المتهمين الى النيابة العامة والتى قررت حبسهم ومن ثم احالتهم الى محكمة جنايات الإسكندرية برئاسة المستشار، جابر عبد الحميد خليل وعضوية كلا من، المستشارين مصطفى السيد هاشم ووائل عزيز مهنا، وأمانة سر عمرو زكي، والتى اصدرت حكمها بإجماع الاراء بإعدام المحامي، والسجن 5 سنوات للمتهمة "س.م.ع" ربة منزل والسجن سنة للمتهم "ر.ع.م".