السبت، 31 أكتوبر 2020 - 10:49 م

"قصدوا إزهاق روح عجوز الفيوم وزوجته، وتناوب المتهم الأول والثاني الاعتداء عليهما بالأسلحة البيضاء طامعين في أموالهما وممتلكاتهما، واعترف المتهم الأول بجريمتهم كاملة، وارشد عن أدوات الجريمة، وبالرغم من محاولة المتهمين إنكار الاتهامات إلا أن كافة الأدلة والتى ساقتهم إلى المحاكمة، كانت كافية لاثبات الاتهام ضد كتيبة الإعدام"، هكذا قالت النيابة العامة في قرار إحالتها للمتهمين الاربعة لتصدر محكمة جنايات الفيوم حكمها بمعاقبة المتهم الأول والثانى بالإعدام شنقا والمؤبد للثالث والرابع لأن دورهم اقتصر على مراقبة العقار والاشتراك فى قضية "مذبحة الفيوم" و تحمل الكثير من التفاصيل المرعبة نرويها لكم فى السطور التالية.

داخل حي الشيخ حسن بالفيوم بأحد العقارات، استيقظ الجيران على صوت صرخات أحدهم لتستنجد بهم، بعدما وجدت باب شقة الحاجة "نور" وزوجها مفتوح على مصراعيه، وعندما دخلت وجدتهما في صالة الشقة وهما غارقان في دماءهما.

طلب الجيران الشرطة وهم في حالة ذهول فمن يجرؤ على فعل هذه الجريمة فى جيرانهم الطيبينن، واللذان يشعان حب وحنانا وخيرا على كل من في المنطقة بعد أن حرمهما الله من نعمة الإنجاب.

حضر رجال المباحث وتم إخطار النيابة العامة، والتى قررت انتداب رجال الأدلة الجنائية لرفع البصمات، وعلى الفور تم تشكيل فريق بحث لكشف لغز الجريمة.
أخذ رجال النيابة العامة في معاينة موقع الحادث، وأمرت بسرعة تحريات المباحث حول الواقعة وصرحت بدفن الجثث بعد تشريحها.

وجاءت تحريات المباحث لتكشف لغز الجريمة بعد عدة ساعات، بأن الحاجة نور  تقوم بعمل الجمعيات المالية لجيرانها، حت تستطيع مساعدتهم على قضاء حوائجهم وتسديد ديونهم، وكان الجميع يثق فيها بشكل كبير.

ومن بينهم سيدة تدعى "أمانى"، كشفت التحريات اقتراضها منهم مبلغ مالى كبير، وعلى إثره كتبت على نفسها إيصال أمانة بالمبلغ حتى يضمن العجوزان إعادته لهما مرة أخرى، إلا أن "أمانى" رفضت إعادة المبلغ بل وطالبت بإيصال الأمانة، لتحدث بينهما مشادة، حضرها بعض الجيران، وبعدها ذهبت أمانى إلى شقيقها أحمد "مسجل خطر"، وروت له ما حدث بينها وبين الحاجة نور ووعدها بأنه سيتصرف.
قام "أحمد" بالاتصال بشقيقه واثنين من أصدقاءه وأخبرهم بما حدث لشقيقته ورغبته فى  الانتقام من تلك السيدة العجوز بعد أن أهانت شقيقته،  وأخبرهم بأنها تملك الكثير من المال غير أنها تقوم بعمل " جمعيات" لأهالى المنطقة وتدخر لهم أموالهم.

كشفت التحريات أن شقيق "أمانى" اتصل بالمجنى عليها وأخبرها بأنه سيأتى لتسديد ديون شقيقته ورحبت بقدومه وانتظرته في الميعاد المحدد.

بالفعل ذهب "أحمد" ومعه صديقه "ربيع"، بينما كان شركائهما يقفان أمام العقار يراقبان المنطقة، وبمجرد أن دخلا الشقة إنهالوا على المجني عليهما ضربا بـ " السنجة " على رأسهما، ثم نحروهما بـ"مقص" قاصدين من ذلك إزهاق روحهما.

استطاع رجال المباحث القبض على المتهمين الأربعة، وجاء في شهادة معاون مباحث قسم ثان الفيوم والذى تمكن من ضبطهم، أنه بمناقشتهم أقروا له بسابقة مطالبة المجنى عليها للمتهمين الثاني والثالث بسداد ما استحق على شقيقتهما من مبالغ مالية تجنبا لإقامة دعوى قضائية، بموجب ما لديها من سندات مديونية فوضعوا خطتهم لسرقة تلك السندات والمصاغ الذهبية والمبالغ المالية، وأعدوا لذلك أسلحة بيضاء لتسهيل سرقتهم وإزهاق روح من يعترضهم، وتقاسموا الأدوار بأن توجه أولهم وثانيهم لمنزل المجنى عليهما وانتظر ثالثهما ورابعهما لمراقبة مسرح الجريمة، وما أن تواجدوا بالمنزل حتى ظفرا بالمجنى عليهما بالضرب والطعن بأسلحتهم قاصدين إزهاق روحيهما، وسرقوا كل ما طالته أيديهما من سندات مديونية ومصاغ ومبالغ مالية واخفوها لدى المتهم الثانى والذى أرشد عن مكانها وقت ضبطه.

وأمام النيابة العامة، اعترف المتهم الأول والثالث والرابع بارتكابهم الواقعة تفصيليا، كما أقر المتهم الثاني باتفاقه مع باقي المتهمين على سرقة المجنى عليهما، وأمد المتهم الأول بالسلاح المستخدم في الجريمة وبعد اتمام جريمتهم أخفى المسروقات، إلى أن تم ضبطه وأرشد عنها كما قام المتهم الأول بتمثيل الجريمة أثناء المعاينة التصويرية والتى تمت بمعرفة النيابة العامة.

كما كشفت التحقيقات، أن جثامين المجنى عليهما كان بها جروح متعددة بالرأس والوجه والرقبة والصدر والطرفيين العلويين وجروح ذبحية بمقدمة وخلفية العنق، وأن تلك الإصابات حيوية وأنها جائزة الحدوث وفق التصوير الوارد على لسان المتهمين.
وكشفت التحقيقات أن المسروقات كانت عبارة عن  900 جنيه فقط ومصوغات المجنى عليها، وكانت عبارة عن  "3 غويشة  - سلسلة - إنسيال - حلق – خاتم".

تم إحالة المتهمين الأربعة إلى محكمة الجنايات برئاسة المستشار ياسر محرم درويش  وعضوية كل من المستشارين حسن إسماعيل ومحمد ثروت، وأمانه سرمحمد البرعي والتى أصدرت قرارها بإحالة أوراق المتهمين الأول والثاني لفضيلة المفتى ليأتى رأيه بالموافقة على إعدامهما لتجتمع الأراء بالحكم بإعدامهما وتصدر المحكمة حكمها بعقوبة المتهمين الثالث والرابع بالسجن المؤبد.