صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


الطلاق مصير الشاكيات..

خراب البيوت «أون لاين» | «السوشيال ميديا» تحولت لساحة لفضح الأسرار الزوجية

حسام عبدالعظيم

الأحد، 01 نوفمبر 2020 - 02:15 ص

- خبير نفسي: القائمون على بعض  الصفحات غير أسوياء ويضخمون الأزمات
 

- عبدالحميد: تحولت إلى منصات لاستقطاب السيدات للرذيلة

 

انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وغيرها من المدونات الإلكترونية، تتبنى فكرة تقديم الحلول للمشاكل الزوجية والأسرية والاجتماعية، تعرض أسرار خاصة تبوح بها السيدات على الملاء بحجة إخفاء الاسم، ورغم أنها وسيلة لتنفيس البعض على مشاكله الأسرية دون الكشف عن هويته إلا أن النتائج المترتبة على نشر خطايا وخبايا الأزواج والزوجات، غالباً ما تنتهي بالطلاق. 

 

نا بيتي اتخرب بسبب السوشيال".. جملة لخصت محنة العديد من ضحايا مواقع التواصل الاجتماعي، منى سعيد 32 عاماً أم لطفلين قالت: لقد خسرت حياتي بسبب (الفيس بوك)، في البداية كنت أتابع العديد من الصفحات التي تتحدث عن المشاكل الاجتماعية، وكنت أتعاطف مع أصحابها، وبعد فترة مع تصاعد وتيرة الخلافات بيني وبين زوجي، قررت أن أكتب قصتي وأعرضها على تلك الصفحات، خاصة أن عدم الإفصاح عن هوية صاحب القصة شجعني أكثر وأزال بعض المخاوف لدى ودفعني لارتكاب أكثر خطأ في حق نفسي.

 

للأسف بعدما نشرت أسباب خلافي مع زوجي وجدت  الكثيرين متعاطف معي، وشعرت حينها بالقهر فاصطنعت مشكلة معه، وطلبت الطلاق، وذهبت لبيت أهلي لأجد نفسي خلال ثلاثين يوماً  سيدة مطلقة.

 

بنبرات يعلوها الحزن، قالت (منى .م) اكتشفت أنني المخطئة في حق زوجي لأني لم أتفهم طبيعة عمله وسهره خارج البيت للشغل الإضافى، كل ما كنت أفكر فيه هو حقوقي وتغاضيت عن حقوقه بعدما أخبرني كثيرين على إحدي صفحات الفيس بوك  بعد عرض مشكلتي عليها ..أنه يخدعني ويجور علي  حقوقي الزوجية، وجاملني الكثير ومدحوا صفاتي وأخلاقي.

 

وأضافت لم تقف مأساتي هنا ولكن قام  كثير ممن كانوا يقدمون النصح لي بالوصول إلى صفحتي وحاولوا التحرش بي وعرضوا علي إقامة علاقة في السر ولكنى رفضت لأن أخلاقي وتربيتي لا تسمح لي بذلك، وهذا أكد لي أنى كنت مخطئة في حق زوجي.

 

بينما أكدت أمل أحمد أنها كانت على وشك ،أن تخسر أسرتها وأبنائها بسبب "الفيس بوك"، قائلة لقد كنت كثيرة  الدخول علي  السوشيال ميديا وأهملت حق زوجي بسببه وكنت منشغلة بالعديد من الصفحات منها الصفحات التي تتحدث عن المشاكل الاجتماعية.. وكنت كثيرة الغضب من زوجي وأشعر دائماً أنه مقصر في حقي، وكنت أقيس كل مشكلة أشاهدها على زوجي وأربط بينه وبين الشخصيات التى أقرأها وهذا جعلني لا أرضى على أفعاله حتى إن كانت جيدة.

 

وتابعت أمال تعدد الخلافات وتفاقمت وتدخل الأهل وحاولت إقناعهم بأني لست مخطئة ، وحدثوا زوجي فشرح هو الأخر أسباب غضبه منى لأهلي، ولم أتصور أن أبى يقاطعني لفترة تجاوزت الثلاثة شهور ،بعدما علم ما كنت أفعله مع زوجي ،وقال لى :هل شاهدت أمك تفعل هذا معى؟، ولم يقتصر الأمر على أبى حيث وبختني أمي هي الأخرى، وألحت على أن أغلق مواقع التواصل الاجتماعي والاهتمام بزوجي وإلا ستتبرأ منى فلم يكن أمامي أي خيار إلا أن أترك حسابي والانصياع لرغبات أهلي وبعد فترة من الزمن وجدت العلاقة بدأت تتحسن بيني وبين زوجي.

 

من جانبها قالت الدكتورة جيهان الشرقاوي استشاري الصحة النفسية وعلم نفس الإكلينيكي ورئيس مركز مصر والوطن العربي للوعي النفسي والأسري إن هذه الصفحات تجيز  لغير المتخصصين التدخل في المشكلات التي يتم نشرها ،وهذه كارثة حقيقية و ليس لديهم أى خبرات أو القدرة علي  الحل ،وفى أوقات كثيرة يكونوا أشخاص غير أسوياء.

 

وتابعت "الشرقاوى": للأسف الشديد نرى بعض الأشخاص يتجني على الطرف الأخر خلال عرض مشكلته لأنه يعانى من (ميكانزمات اضطهادية) وعدوانية، ويرى دائماً أن الطرف الأخر أكثر عدوانية، وبالتالي لابد أن يكون الشخص المستمع متخصصاً لكى يفرق.

 

وأشارت الشرقاوى، إلى أن عرض المشكلة على الملأ ولغير المتخصصين هي الكارثة الحقيقية، فهذه الصفحات تعمل على تضخيم المشكلات وتعقيدها ففي كثير من الأحيان تكون هذه المشكلات لا أساس لها و أن الطرف المشتكى هو المخطئ فى حق الطرف الأخر، لكن لتعاطف غير المتخصصين  أو متابعي الصفحات معه أصبح معتقد أنه على صواب.

 

وتابعت.. (منذ ثلاثة أيام جاءت لى حالة تشتكى من زوجها أنه "نرجسي"، وبالحديث معها قالت لى إنها قرأت كثيراً عن النرجسية ودخلت على جروب اسمه "معاً ضد النرجسية" فطلبت منها إضافتى للجروب فوجد فيه العديد من الجنسيات سواء من الوطن العربى وأوروبا ،ولم يروق لى فخرجت منه على الفور، وتابعت جيهان بعدما وضعت الحالة فى أكثر من اختبار نفسي وجدتها هى من تعانى من النرجسية  وتعانى من "ميكانيزم الإسقاط والإضطهادية" لقد كانت تحاول إنكار المشكلة عنها وتجاهلها وتسقطها على زوجها وتتخيل أنه دائماً ما يتربص بها ويضطهدها  وأنها ضحية ومجنى عليها ولكن العكس صحيح).

 

ومن جانبه أكدت الدكتورة اعتماد عبدالحميد خبيرة العلاقات الأسرية والزوجية أن هذه الصفحات هدفها خراب البيوت،  فأي مشكلة بين زوجين  لو خرجت خارج الغرفة الزوجية لم تصبح مشكلة ولكنها تحولت إلى فضيحة، هناك الكثير من المشكلات الزوجية يجب لا يعلمها أحد لان الزواج عبارة عن شراكة بين اثنين لا يجب أن يكون هناك طرف ثالث لأي سبب من الأسباب. 

 

للأسف حالياً نجد الكثير من الأزواج يتباهون بفضائحهم على السوشيال ميديا ومنصات التواصل الاجتماعي.

 

وتابعت عبدالحميد أعلم الكثير من السيدات حاول أصدقاء أزواجهن علي السوشيال ميديا استقطابهن خلال إرسال رسائل لهن من حكايات أزواجهن عنهن، سواء فى العمل أو خلال صفحات السوشيال ميديا.
 

اقرأ أيضا

أشهرها «كلنا خديجة».. 3 أكاذيب أشعلت «السوشيال ميديا»
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة