جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

بدلاً من «الكرنفال» العنف يطل برأسه١!

جلال عارف

الأحد، 01 نوفمبر 2020 - 07:42 م

لعهود طويلة اقترنت الانتخابات الأمريكية بالاحتفالات الصاخبة. كان موسم الانتخابات يرسم صورة لاحتفالات جماهيرية يتم إخراجها فى صورة تمتلئ بالبهجة والراحة النفسية مهما كانت حدة المنافسة.
هذا العام يختلف المشهد. «كورونا» كانت عاملاً هاماً فى وضع القيود على التجمعات حتى مع عدم التزام «ترامب» بإجراءات الوقاية. لكن العوامل الأخرى كانت أشد تأثيراً.. فإلى جانب «كورونا» كانت هناك تأثيرات الأحداث العنصرية وما أظهرته من مشاعر غضب مكتوم لدى قطاعات كبيرة من الأمريكيين، وكان هناك هذا النمو المطرد فى التوجه نحو التطرف لليمين أو لليسار مع تعمق لانقسام فى المجتمع بصورة لم ترها أمريكا منذ زمن طويل.
ليس غريباً والحال هكذا أن نرى الأمر فى هذه الانتخابات يختلف، وأن نرى مشاعر الخوف مما يمكن أن يحدث فى يوم الانتخابات أو فى الأيام التالية تدفع الكثيرين للاستعداد. متاجر العاصمة واشنطون والعديد من المدن الكبرى أمضت الأيام الماضية فى تحصين واجهاتها خوفاً من أعمال عنف يوم الاقتراع أو بعده. والسلطات الرسمية أغلقت مناطق واسعة حول البيت الأبيض والعديد من المؤسسات  الهامة.
الخوف من العنف أو من كورونا دفع المزيد من الامريكيين للتصويت المبكر بالحضور أو عن طريق البريد بأرقام قياسية غير مسبوقة. يفترض أن يجعل ذلك المهمة أسهل فى يوم الاقتراع أو الثلاثاء المنتظر لكن الأمر لايبدو كذلك فالاستقطاب شديد، والاحتقان يتصاعد، والمخاوف تزداد التشكيك المستمر من جانب الجمهوريين فى نتائج التصويت بالبريد ومع غياب الاقرار الصريح من جانب ترامب بالتسليم بنتائج الانتخابات دون تسويف يقود للمخاطر، ومع الاحتمال المفتوح لتأخر إعلان النتائج أو لتحولها إلى نزاع قانونى أو ما هو أسوأ.
اختفى «الكرنفال» الذى كان يصاحب الانتخابات الأمريكية، المتفائلون فى أمريكا يأملون أن تستعيد بلادهم الثقة والمكانة سريعاً، والمتشائمون يخشون من العنف الذى يطل برأسه.. وربنا يستر.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة