فضيلة مفتي الديار المصرية الشيح محمد حسنين مخلوف
فضيلة مفتي الديار المصرية الشيح محمد حسنين مخلوف


تحليف الناخب باطل.. سؤال حول الانتخابات أغضب المفتي

حسام الطباخ

الإثنين، 02 نوفمبر 2020 - 11:14 ص

 

«الانتخابات البرلمانية».. حدث هام يثير الكثير من النقاشات، ويسعى المرشحون دائما لحصد أكبر عدد ممكن من الأصوات، فلجأوا للعديد من الطرق الترويجية والدعائية، منها المشروع ومنها غير المشروع، ولذلك ننشر رأي مفتي الديار المصرية في طرق ترويج المرشحين لأنفسهم.

 

في خمسينيات القرن الماضي، لم يقف مفتي الديار المصرية، فضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف، مكتوف الأيدي أمام محاولات إجبار الناخبين على انتخاب المرشح عن طريق تحليفهم الإيمان على انتخابه، باعتباره أمر منكر ومن المحرمات الشرعية وصاحبه آثم شرعاً، ويجب على الناخب أن يكفّر عن يمينه إذا حلف، وأن ينتخب الأصلح للأمة، مشيراً إلى أن التصويت في الانتخابات هو حق عام ينبغي وعلي المسلم أن يحافظ عليها.

 

وللحديث قصة نرويها لكم، كما نشرتها جريدة "أخبار اليوم" على متن صفحاتها في عددها الصادر في  22 مارس من عام 1952، خبر تحت عنوان المفتي يقول "تحليف الناخب باطل" .

 

حينها، ورد سؤال إلى مفتى الديار المصرية، فضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف.. يقول الحديث عن الانتخابات يشغل بال الرأي العام في هذه الأيام، وقد جرت عادة الناخبين في الأرياف على أن يأتي المرشح للناخب فيجعله يقسم بالله أو يحلف على المصحف بأن يعطيه صوته، ثم يحنث الناخب في يمينه، فما حكم الشرع في ذلك؟

 

فرد فضيلة المفتي قائلا: يحرص بعض المرشحين لعضوية البرلمان على تأييد الناخبين بتحليفهم على المصحف، أو بالله تعالي ، أو أن بقراءة الفاتحة ، ويقع الناخب في حرج ، مما يضطرهم إلي انتخاب من لا يصلح لتمثيله في البرلمان .

 

فإذا رأى الناخب أن ما حلف عليه ضار بمصلحة الوطن، وأن المرشح عاجز عن القيام بأعبائها، أن في انتخاب المنافس مصلحة عامة ، وجب عليه أن يحنث في يمينه، وأن ينتخب المنافس ويكفر عن اليمين.

 

مما يستحق الذكر أن الشيخ محمد حسنين مخلوف، قد اختلاف مع الزعيم الراحل "جمال عبد الناصر" أثناء التوجهات نحو تطبيق مبادئ الاشتراكية وقوانين تحديد الملكية بفضل الشيخ هذا كله.

 

وأصر مخلوف، على مبدئه من حرية الملكية في الإسلام مع اشتراط حل المصدر وإخراج الزكاة، وكان هذا الاختلاف سببا في عدم ترشيح الشيخ لمنصب شيخ الأزهر بعد انتهاء الفترة الثانية لشغله لمنصب مفتي الجمهورية سنة 1954.

 

وعندما سئل الشيخ محمد حسنين مخلوف عن هذا الموقف قال ما حدث إن خفت من شخص ولا يمكنني في يوم من الأيام أن أوافق أحدًا في رأي مخالف للدين مجاملة له، وإلا كان ذلك كفرًا وضلالًا.

 

وسمع الشيخ مخلوف أن "عبد الناصر" يكن له كراهية شديدة فلم يحاول التقرب منه ولا من أي حاكم وكان المسئولون يسعون إليه في منزله.

 

ولقد سجل الشيخ في مذكراته: "حدث أن دخلت سرادقا للعزاء في بداية سنوات الثورة لأعزي في وفاة "أحمد خشبة" وزير العدل، ولمحت في مكان ما في السرادق "جمال عبد الناصر"، وعرفته وظل في مكانه لم يتحرك دون أن أعيره أي اهتمام ، ونحن نسير خلف نعش الفقد كان يسير على مقربة شديدة مني ، ولم أحاول أن أسلم عليه أو أبادله بكلمة.

 

وأشار الشيخ أن الخصومة ظلت بينهم حتى توفاه الله".
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة