بايدن
بايدن


هل تعود واشنطن للمسرح الدولي من بواية بايدن؟

محمد عبدالفتاح

الإثنين، 02 نوفمبر 2020 - 03:15 م

يعد المرشح الديمقراطي جو بايدن حال فوزه بالاستحقاق الرئاسي الأمريكي في الثالث من نوفمبر، بإعادة نسج العلاقات مع حلفاء أمريكا الذين أهانهم دونالد ترامب عمدا ومع سبق الإصرار أمام الكاميرات، وأبرزهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.

ويهدف بايدن إلى تكوين تحالفات تتصدى لديكتاتوريات صانعة للفوضى من وجهة نظره، وأبرزهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي “كيم يونج إيل” والصيني “شي زي بينج” ولكن بايدن حال وصوله للبيت الأبيض ورغما عنه، سيجد نفسه مضطرا للجلوس مع أولئك “المستبدين” كما يصفهم بفعل ما نسجه ترامب على مدار سنواته الأربعة معهم من علاقات متفاوتة العمق والود.

ترامب أوجد أزمة ثقة تاريخية مع الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة، بعدما أجهز على العمل المشترك في ملفات حساسة مع الأوربيين، فكان أول ما أقدم عليه عقب انتخابه في عام 2016 هو إلقائه باتفاقية باريس للمناخ الموقعة في 2015 في سلة مهملات البيت الأبيض، كما انسحب من الاتفاق النووي مع إيران في مايو 2018، فبات طموح طهران ذي الصواريخ النووية غير محدد الأبعاد بعدما حجمته إدارة باراك أوباما ولو نسبيا باتفاق أبريل 2015.
 
للوهلة الأولى يمكن وصم جو بايدن بكل الخطايا التاريخية والتناقضات للديمقراطيين على صعيد الملفات الخارجية، ففي عام 2002، حينما كان نائبا بالكونجرس عن ولاية ديلاوير، صوت لصالح قرار غزو العرق، وفي العقد السابق لتلك الحرب، كان يبذل قصارى جهده من أجل توجيه ضربات جوية لصربيا عقابا لها على شن الحرب على إقليم كوسوفو الألباني (1997-1999)، وفي عام 1991 كان معارضا لأول تدخل عسكري أمريكي في الشرق الأوسط والحديث هنا عما يٌعرف تاريخيا بحرب تحرير الكويت بعدما اجتاحها عراق صدام حسين عسكريا، ثم أعلن بايدن لاحقا ندمه على غزو العراق وأعلن تأييده لتقسيمه على أساس عرقي طائفي ليسمح للقوات الأمريكية بانسحاب سريع من بلاد الرافدين. وحينما كان نائبا لأوباما (2008-2016) عارض بايدن إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان بعدما رأى أن ذلك لن يسمح لواشنطن بالانسحاب مع تحقيق نصر ولو رمزي، كما عارض التدخل العسكري في ليبيا عام 2011 للإطاحة بحكم العقيد معمر القذافي محذراً من انفجار على غرار السيناريو العراقي.

غير أن ميل الحزب الديمقراطي نحو أيدولوجيا اليسار، بما في ذلك على الصعيد الخارجي، عزز من صورة بايدن كمؤيد للتدخلات الخارجية، فخلال المناقشات التي دارت في أثناء الحملة الانتخابية عزا المرشح الديموقراطي حالة الفوضى التي يشهدها العالم حاليا إلى غياب الدور الأمريكي ممثلا في قوة واشنطن عسكريا واقتصاديا وفي قوتها الناعمة أيضا. ولكن إدراكا منه لإرهاق الأمريكيين من الدور العسكري الذي لعبته بلادهم في الخارج، أعاد بايدن استخدام عبارة منسوبة لأوباما في 2014 ومفادها “ ليس لأننا نملك أفضل مطرقة يجب أن ننظر لكل مشكلة على أنها مسمار”.

في مقال مطول نشرته مجلة “فورين بوليسي” في شهر مارس الماضي، حدد بايدن رؤيته للعالم ومكانة الولايات المتحدة فيه، وكان من بين سطوره “العالم لا ينظم نفسه بنفسه، فعلى مدار 70 عاما، لعبت الولايات المتحدة، تحت قيادة رؤساء ديموقراطيين وجمهوريين، دورا رائدا في صياغة القواعد وإرساء الاتفاقيات وإحياء مؤسسات توجه العلاقات بين الأمم وتعمل على إزدهار الأمن والسلام والتنمية، وذلك إلى أن جاء ترامب”.

وتابع بايدن في مقاله:” إذا واصلنا التخلي عن مسؤلياتنا، فإما  أن يحل آخر محلنا، ولكنه لن يفعل ذلك بطريقة تحافظ على مصالحنا وقيمنا، وإما أن يستمر العالم غارقا في الفوضى، وبالتأكيد كلا الحلين ليس في صالح أمريكا”.

وأنهى بايدن تلك الفكرة بالقول:” يجب أن نثبت للعالم أن أمريكا مستعدة للقيادة، ليس فقط من خلال نموذج قوتنا ولكن من خلال قوة نموذجنا”، وتعهد بايدن بإعادة واشنطن لاتفاقية التغير المناخي وبإعادة فتح البلاد للاجئين الذين تضاعف عددهم 3 مرات على مدار السنوات العشر الماضية.
 

اقرأ المزيد ..  فيديوجراف| قبل يوم الحسم.. دليلك المُبسط للانتخابات الأمريكية

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة