ترامب و أورباما خلال عمليتي استهداف البغدادي وبن لادن
ترامب و أورباما خلال عمليتي استهداف البغدادي وبن لادن


«قتل الإرهابي الأول».. ورقة رؤساء أمريكا للفوز بالولاية الثانية 

آية سمير

الإثنين، 02 نوفمبر 2020 - 05:27 م

 

الولاية الثانية الحلم الذي يراود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي يسعى لتحقيقه في انتخابات 3 نوفمبر أمام منافسه جو بايدن، ولكن في السياسة أغلب الخطط واحدة ومُجربة، والخطوات التي يسيرها الجميع لم تكن عشوائية أيضًا.

ودونالد ترامب الرئيس الحالي كرر نفس ما فعله أوباما، وفي نفس التوقيت أيضًا، لكي يحصل على ولاية ثانية في البيت الأبيض.

«فدائمًا في العام الثالث من فترة تواجدهم – الأولى- داخل البيت الأبيض»..وكأن إعلان قتل أخطر الإرهابيين في العالم هو ورقة رؤساء أمريكا الرابحة قبل شهور من الانتخابات، وإعادة ترشحهم لفترة ثانية.

إعلان ترامب

ففي 27 أكتوبر 2019، وقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام وسائل الإعلام الأمريكية المختلفة معلنًا مقتل مؤسس تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي «داعش»، قائلا إن البحث عن البغدادي كان أولوية الإدارة الأمريكية فيما يخص الحفاظ على الأمن القومي ومحاربة الإرهاب العالمي.
وأوضح ترامب، أن إدارته وقواته كانت تبحث عن البغدادي منذ عدة سنوات، وقد نجحت في ذلك من خلال عملية «جريئة وشجاعة تم تنفيذها السبت 26 أكتوبر».

قال ترامب:«حاول البغدادي الهروب مصطحبًا معه ثلاثة من أبناءة من خلال نفق تحت الأرض، لكن الكلاب المقاتلة التابعة للجيش طاردته حتى وصل إلى نهاية مغلقة وقام بتفجير سترته ليقتل نفسه وأبناءه الذين قادهم لنهاية محتمة.. فجّر البغدادي نفسه إلى أشلاء لكن التحليلات التي قمنا بإجرائها أثبتت أن من قُتل أمس -السبت- هو البغدادي بالفعل».

إعلان أوباما

في 1 مايو 2011، خرج الرئيس الأمريكي باراك أوباما – والذي تم انتخابه لأول مرة عام 2009- في خطاب مماثل، قائلاً: «اليوم أعلن للأمريكيين وللعالم، أن الولايات المتحدة قامت بعملية عسكرية أدت إلى مقتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن... إرهابي مسئول عن مقتل الآلاف من الأبرياء، رجال ونساء وأطفال منذ حوالي 10 سنوات، في هجوم إرهابي هو الأسوأ والأكثر دموية في تاريخنا..فمشاهد هجوم 11 سبتمبر محفورة في ذاكرتنا، ولا تُنسى».

وعلى الرغم من الاختلافات الكثيرة بين الرئيسين وطريقة إدارتهما في الإعلان عن الحدث الكبير وحتى سياسات الإدارتين وتوجهاتهما، والتي نشرت عنها عدد كبير من التقارير الإعلامية الأمريكية، ومن ضمنها  «فوكس نيوز، ونيويورك تايمز»، فإن التشابه الوحيد بينهما هو أن الإعلان كان ورقتهما الضامنة للفوز في الانتخابات الرئاسية التي يفصلها عن الإعلان شهور بسيطة.

ففي 6 نوفمبر 2012، أُعُيد انتخاب الرئيس الديمقراطي ذو الشعبية الكبيرة لفترة ثانية، تمامًا كما تنتظر الرئيس الجمهوري الحالي دونالد ترامب انتخابات رئاسية جديدة في نوفمبر 2020.

لا يمكن القول أن إدارتي ترامب و أوباما تتشابهان على الإطلاق، ليس فقط لكونهما تتبعان حزبين مختلفين، ولكن للكثير من الأسباب الأخرى التي ظهرت واضحة في طريقة تعامل الإدارتين مع القضايا وحتى الحكومات المختلفة حول العالم.

وفي تقرير للصحيفة الأمريكية «نيويورك تايمز»، تم تسليط الضوء على الصور التي أرسلتها كلٍ من الإدارتين للحظة الإعلان عن مقتل «بن لادن» في 2011، و«البغدادي» في 2019.

يقول التقرير إن الرئيس أوباما خرج من البيت الأبيض في ذلك اليوم صباحًا- 1 مايو 2011- وذهب ليلعب الجولف في قاعدة اندروز الجوية وذلك ليتجنب الأسئلة حول أسباب تغيير جدول أعماله.

عاد أوباما للبيت الأبيض في الموعد المحدد للعملية، وذهب لمتابعتها دون أن يغير ملابسه، حوالي الساعة الثالثة والنصف عصرًا بتوقيت الولايات المتحدة.

اقرأ أيضاً: هل تقود «خلطة الديمقراطيين» التقليدية بايدن للبيت الأبيض؟ 

بالنظر إلى الصورة، لم يجلس اوباما في المنتصف، ولم يكن أهم المتواجدين في الغرفة في تلك اللحظة، وإنما جلس بجوار مارشال بي. ويب، مساعد القائد العام لقيادة العمليات الخاصة المشتركة، والذي كان يشرف على العملية.

جلس بجوار أوباما كل من، نائبه في ذلك الوقت جو بايدن، ودينيس ماكدونو ، نائب مستشار الأمن القومي، ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والتي ظهر تأثرها الشديد لما كانت تشاهده من خلال وضع يدها على فمها، وأخيرًا وزير الدفاع، روبرت جيتس.

بشكل عام، ظهر التوتر واضحًا في أجواء الصورة والتي يبدو أن كل من فيها لم يكونوا منتبهين خلال التقاطها، ولم يتحضروا من أجلها بأي شكل.
صورة ترامب

اقرأ أيضاً: «الولايات المتأرجحة».. كيف يمكن أن تحسم الطريق للبيت الأبيض؟

في الصورة الثانية والتي أرسلها البيت الأبيض على أنها الصورة الرسمية للحظة الإعلان عن مقتل البغدادي، يجلس ترامب وهو يرتدي بذله رسمية أنيقة مع ربطه عنق.

يجلس في المنتصف تمامًا كدليل واضح على انه الشخص الرئيسي الذي يقود الغرفة والعملية بأكملها، فيما يظهر الختم الأمريكي فوق رأسه مباشره وكأنه «تاج»- وفقًا لنيويورك تايمز.

اقرأ ايضاً: «هذا هو خصمنا الحقيقي».. ما سبب العداء بين ترامب والإعلام؟

مشابًها لما فعله أوباما فقد ذهب ترامب للجولف صباحًا، لكن الرئيس هذه المرة يهتم كثيرًا لمظهر، فآثر أن يبدو متأنقًا تمامًا لتلك اللحظة، وفضل الذهاب لتغيير ملابسه أولاً، ثم يعود إلى غرفة العمليات لكي يقود عملية قتل زعيم داعش «أبو بكر البغدادي».

وفيما يجلس ترامب ناظرًا مباشرة إلى الكاميرا وواعيًا هو وكل من حوله بأن هذه اللحظة يتم تأريخها بواسطة مصور البيت الأبيض، يجلس كل من حول الرئيس كذلك في أبهى ملابسهم الرسمية، على عكس كل من جلسوا حول أوباما، والذي لم يرتدي معظمهم ملابسهم الرسمية وظهروا بملابس أكثر راحة.

جلس بجوار ترامب، نائبة مايك بنس،  وزير الدفاع مارك إسبير، مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة، و الجنرال ماركوس إيفانز، نائب مدير العمليات الخاصة في هيئة الأركان المشتركة.

وردًا على سؤال نيويورك تايمز، رفض المتحدث باسم البيت الأبيض توضيح أي تفاصيل عن العملية بما في ذلك التوقيت المحدد لالتقاط الصورة، مؤكدًا أن الصورة تم التقاطها خلال العملية التي شنتها القوات الأمريكية ضد البغدادي، السبت 26 أكتوبر.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة