صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


كيف ستؤثر انتخابات أمريكا على علاقات القاهرة وواشنطن؟.. دبلوماسيون يجيبون 

آية سمير

الإثنين، 02 نوفمبر 2020 - 10:48 م

بضع ساعات تفصل العالم عن معرفة من هو الرئيس الذي سيدير البيت الأبيض خلال الأربعة سنوات القادمة، وعلى أي أساس سيكون التوجه الأمريكي فيما يخص علاقاتها مع الدول من حولها وسياساتها الخارجية.

وعلى الرغم من أن ملف السياسة الخارجية لا يتصدر المشهد السياسي الأمريكي في النقاشات المطروحة بين المرشحين الرئاسيين في ظل اشتعال الأوضاع داخليًا نتيجة عدد من الأزمات، على رأسها كوفيد-19، إلا إنه يبقى أحد أهم الأسئلة المطروحة في مصر خلال هذه الفترة.

وفي ندوة عقدتها جامعة MSA الاثنين 2 أكتوبر للإجابة عن هذا السؤال استضافت عدد من السياسيين والدبلوماسيين لمناقشة السيناريوهات المحتملة للانتخابات الأمريكية، والتي على الرغم من اختلاف آراء الحاضرين فيها حول ما يمكن أن يحدث خلال الساعات القادمة في أمريكا، لكنهم اتفقوا على أن مصر في النهاية ستكون قادرة على التعامل مع النتائج أيًا كانت.

لا يمكن التنبؤ بالنتائج

فقد أكد السفير حسين هريدي أنه لا يمكن على الإطلاق التنبؤ بنتيجة الانتخابات الأمريكية المتوقع عقدها غدا الثلاثاء ٣ نوفمبر لعدة أسباب. 

أولا، أن الاعتماد على استطلاعات الرأي على الرغم من تطوره هذا العام بشكل كبير عن الاستطلاعات التي تم إجراؤها خلال ٢٠١٦، إلا أنها لا توضح حقيقة الوضع بشكل حاسم، وإنما تساعد على تحليل المشهد السياسي. 

اقرأ أيضًا: في تاريخ أمريكا.. رئيس وحيد فاز بولايتين «غير متصلتين»

وتابع أن القاعدة الرئيسية للرئيس الحالي ترامب، كانت ولا تزال الأمريكيين غير المتعلمين، أي ما يسمى بالـ uneducated white وهم حوالي ٤٠٪ من المصوتين لترامب في عام ٢٠١٦، وهم نفسهم من لم يهتم بهم أي ممن يجرون استطلاعات الرأي من قبل. 

وأكد السفير حسين هريدي انه حتى هذه اللحظة، من غير المعلوم عدد الأعضاء الجمهوريين اللذين سيتوجهون لصناديق الاقتراع في الغد للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، وبالتالي لا يوجد أي شيء يمكن الجزم بنتيجة. 

اقرأ أيضًا: «قتل الإرهابي الأول».. ورقة رؤساء أمريكا للفوز بالولاية الثانية 

خبرة مصر السياسية

وراهن مساعد وزير الخارجية الأسبق، على خبرة مصر السياسية وعلاقتها السابقة مع الولايات المتحدة الأمريكية. 

وتابع، "اختلف مع الآراء القائلة بأن علاقة مصر واشنطن لن تتأثر بناءً على نتائج الانتخابات، لكني في الوقت نفسه أراهن على خبرة مصر في هذا الملف. "

اقرأ أيضًا: مرشحون بلا فرصة للفوز.. من هم منافسو ترامب وبايدن في الانتخابات؟

ولفت هريدي إلي أن الحديث اليوم عن الشرق الأوسط، لا يعني الشرق الأوسط الذي كان عليه من قبل عدة سنوات، أو عن علاقات مصر بواشنطن السابقة، وبالتالي فمن الطبيعي وسط المعطيات الجديدة والمتطورة في المنطقة أن تتأثر علاقات مصر واشنطن بنتيجة الانتخابات النهائية.

سيناريوهات الانتخابات

وقال هريدي انه فيما يتعلق بالسيناريوهات المتوقعة غدا، فإن السيناريو الأول من وجهة نظرة هو فوز ترامب، وبالتالي بقاء الوضع على ما هو عليه إلي حد كبير مع الأخذ في العلم أن الشرق الأوسط يحدث فيه الكثير من التغيرات بسبب اتفاقيات التطبيع التي تحدث حاليا في المنطقة.

اقرأ أيضًا: «هذا هو خصمنا الحقيقي».. ما سبب العداء بين ترامب والإعلام؟

أما السيناريو الثاني هو فوز بايدن، وسيطرة الأغلبية الديمقراطية على النواب والشيوخ. 

والسيناريو الثالث، من وجهة نظره، هو فوز ترامب بوجود أغلبية ديمقراطية في مجلس الشيوخ، وبالتالي لا تتفق سياسة البيت الأبيض مع الكونجرس.

وتابع هريدي: "من الصعب حسم النتائج وما يمكن أن يحدث غدا، لكن من المتوقع حدوث جدل في دوائر صنع القرار حول وضع مصر مع الإدارة الجديدة." 

كما رجح الدبلوماسي السابق أن تشهد فترة العلاقات القادمة بين مصر واشنطن شد وجذب، مؤكدا أن الفترة الذهبية في العلاقات بين البلدين خلال وجود السادات وكارتر في الحكم من الصعب أن تتكرر.

اقرأ أيضًا: كيف حكم دونالد ترامب أمريكا كرجل أعمال؟

وتطرق السفير هريدي في حديثة للانتهاكات التركية الحالية، قائلا إن هناك حالة من التضارب في الآراء فيما يتعلق بشكل التعامل الأمريكي مع تركيا داخل الإدارة الأمريكية الحالية.

وتابع: "يوجد أصوات تنادي باتخاذ إجراءات أكثر صرامة تجاه تركيا لكن ترامب لسبب أو أخر لا يتخذ ذلك الاتجاه، وبالتالي يمكننا القول إن كل الانتهاكات التركية الحالية تحظى بنوع من الغطاء الأمريكي."

علاقات استراتيجية

اتفق وزير الخارجية الأسبق محمد كامل عمرو، مع هريدي فيما يخص إنه من الصعب التنبؤ بنتيجة الانتخابات الأمريكية، قائلاً: "من الصعب التنبؤ بنتيجة الانتخابات رغم سيناريوهات فوز وشعبية جو بايدن. 

اقرأ أيضًا: هل تقود «خلطة الديمقراطيين» التقليدية بايدن للبيت الأبيض؟ 

لكنه اختلف في أن علاقة مصر بواشنطن لن تتأثر بنتائج الانتخابات الأمريكية، واصفًا العلاقات بين البلدين بـ"الاستراتيجية"، ولذلك فهي لن تتأثر كثيرا بنتائج الانتخابات الرئاسية مهما كانت. 

وأضاف وزير الخارجية الأسبق: "ما يهمنا هو السياسة الخارجية للمرشحين الحاليين للرئاسة وهو بعد شبه غائب في التصريحات والمناظرات بسبب القضية الرئيسية المتعلقة بكورونا وانتشارها في البلاد." 

وتابع: "النتائج لن تغير كثيرا في علاقات أمريكا بمصر لأنها ببساطة شريك استراتيجي قوي للولايات المتحدة وهي من أقوى الدول في المنطقة، والجميع يعلم أن ما يحدث في مصر يؤثر على المنطقة، ولكن التغير الحقيقي يمكن أن يكون من أمريكا تجاه المنطقة بشكل عام."

اقرأ أيضًا: «كيو أنون».. كيف تتحكم نظرية المؤامرة في الانتخابات الأمريكية؟

ولفت الوزير الأسبق إلى انه في حال قدوم بايدن سيكون هناك دور للمنظمات التي تدير سياسة البلاد الخارجية والتي بطبيعة الحال ستكون مختلفة عن ترامب.

لكنه ختم حديثة مؤكدًا أن مصر كانت قادرة في كل الأحوال على التعامل مع أي رئيس وصل إلى البيت الأبيض في أي وقت مضى."

سنوات عاصفة في أمريكا

على الجانب الآخر، ووصف الكاتب السياسي عبدالمنعم سعيد، الأربعة سنوات الماضية خلال حكم ترامب بأنها أربعة سنوات عاصفة وليست عادية في الولايات المتحدة. 

اقرأ أيضًا: من هم أبناء المرشح الديمقراطي جو بايدن.. ولماذا يهاجمهم ترامب؟

وتابع قائلا:"انا لم أرى مثل الأربعة سنوات الماضية من حيث التغيرات السياسية الأمريكية" .

وأكد سعيد، على حدوث ما يشبه " الطفرة" في اليمين الأمريكي العنصري، مما أدى بالتالي للكثير من النتائج والتوابع السياسية طويلة المدى.

كما حدد الكاتب عبد المنعم سعيد أربعة سيناريوهات مختلفة لما يمكن أن يحدث خلال الانتخابات الأمريكية المتوقع عقدها خلال عدة ساعات. 

وأوضح أن السيناريو الأول والأكثر شيوعا هو أن بايدن سيفوز بناء على استطلاعات الرأي العام، حتى في الولايات المتأرجحة. 

الثاني، هو أن ترامب سيفوز نتيجة أخطاء استطلاعات الرأي التي وقعت في عام ٢٠١٦ خاصة أن نتائج الربع الأخير في الاقتصاد الأمريكي حققت نتائج قوية جدا. 

اقرأ أيضًا: «وهم المساواة في أمريكا».. لما لا تحكم النساء البيت الأبيض؟

الثالث، هو أن فارق نتائج الانتخابات الضئيل سيتكرر كما حدث في العام الذي تنافس فيه الـ جور وجورج بوش، مما أدى لإعادة العد في النتائج واللجوء للقضاء الذي حكم في هذا العام لصالح بوش.

الرابع، هو ما يسمى بسيناريو نيكسون، وهو أن تكون النتيجة ضيقة جدا ومتقاربة، مما يؤدي لموقف يدفع لتدخل الحزب الجمهوري الذي يقدم أمن واشنطن على أمن الحزب وبالتالي عقد صفقة لخروج ترامب مقابل عفو شامل عنه. 


وأوضح المفكر السياسي أن تشبث ترامب في الرئاسة يعود لخوفه من التعرض للمقاضاة في عدد من القضايا أهمها التدخل الروسي في الانتخابات.

عقدت ندوة "الانتخابات الأمريكية.. السيناريوهات والتأثيرات المحتمل" بجامعة MSA، الاثنين ٢ نوفمبر، حيث ناقشت السيناريوهات المتوقعة للانتخابات الأمريكية وكيفية تعامل وسائل الإعلام المختلفة العربية والغربية للانتخابات والجوانب الشخصية لمرشحي الانتخابات.

وتتجه الأنظار إلى الولايات المتحدة الأمريكية في 3 نوفمبر المقبل من أجل معرفة الفائز بمنصب الرئيس الجديد بين المرشحين الجمهوري دونالد ترامب الساعي لولاية ثانية والديمقراطي جو بايدن.

ويخوض الجمهوري دونالد ترامب الانتخابات بصحبة مايك بنس نائبا له، بينما يخوض الديمقراطي جو بايدن الانتخابات بصحبة كامالا هاريس نائبة له، والتي في حال فوزها بالمنصب سيكون ذلك حدثا تاريخيا كونها أول امرأة في تاريخ أمريكا تشغل منصب نائب الرئيس.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة