صورة موضوعية
صورة موضوعية


القتل وحده لا يكفي..

«جزارين البشر» | أبرز جرائم قتل الأباء لأبنائهم.. والطب النفسي يحلل

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 03 نوفمبر 2020 - 06:28 ص

مصطفى منير 

في لحظة فاصلة، يتحول فيها الإنسان إلى جزار للبشر، ويفقد فيها إنسانيته، ليجري وراء شهوة الدماء التي تقوده لارتكاب أبشع الجرائم، وتقطيع ضحيته لأجزاء، وقتها قد يصل لقمة شهوته السادية حسبما يصفها علماء النفس، ويتلذذ فيها الجناه برائحة الدماء التى تقودهم للجنون.

هذا ما رصدناه في أكثر من واقعة، كانت حديث الرأي العام خلال الأيام القليلة الماضية، أبرزها ما حدث في الطالبية عندم أقدم محام على قتل ابنته الصغيرة وتقطيع جثتها، وبالقرب من مكان الجريمة، كانت جريمة جزار الهرم الذي انتقم من زوجته بالقتل وتقطيع جسدها إلى 6 قطع احتفظ بها داخل الثلاجة.

وفي الإسكندرية لم يرحم الأب ابنته فبعد وصلة تعذيب قرر أن ينهي حياتها إلى الأبد وفصل رأسها عن جسدها وقطعها لنصفين لشكه في سلوكها.

اقرأ أيضا|اليوم | الحكم على طالب سرق طبيبًا بعد احتجازه

الجزار ذبح زوجته واحتفظ بأجزاء من جثتها داخل "الثلاجة" 

المكان: منطقة الهرم.. الزمان حوالي الساعة الثانية عشر ظهراً، تواجد الأب أمام شقة أبنته للاطمئنان عليها، وخصوصاً بعد عدم ردها على الهاتف المحمول، فقرر الأب الذهاب لها، ليكتشف الكارثة، بعد دقائق من الدق على الباب قرر أن يقتحم الشقة، ليجد رائحة كريهة منبعثة من الثلاجة، يقترب ليجد رأس أبنته مقطوعة وبجوارها باقي أشلاء الجثة، دقائق سيطر فيها على أنفاسه ليقوم بإبلاغ الشرطة.

وتبدأ التحريات السرية حول الواقعة، وتبين من خلال جمع المعلومات أن هناك مشاكل بين المجني عليها "أ" و زوجها "م" جزار، وكان هناك العديد من الجلسات العرفية لإنهاء المشاكل، وخصوصاً بعدما رفعت الزوجة قضية تمكين مسكن و نفقة، لينتهي الحال في النهاية، بالاتفاق على التنازل عن القضية و كتابة "قائمة منقولات" جديدة تضمن حقها، ولكن بعد ذلك دارت المشاكل من جديد لتذهب لبيت أهلها، ويقوم الزوج بالذهاب لهم ليلة الجريمة، ليعود بها وخصوصاً بعدما أكتشف أن زوجته لم تتنازل عن القضية وأنها مازالت في المحاكم.

ليذهب بها للشقة لتدور أحداث الجريمة البشعة، وأصبحت كل الاتهامات تتجه نحو الزوج المختفي، وبتكثيف التحريات وتتبع خط المتهم، تمكن ضباط مباحث الهرم بالاشتراك مع ضباط الأمن العام، من القبض على المتهم على طريق الفيوم، لحظات وكانت القوات داخل القسم ومعهم المتهم مكبل بالحديد، يقف أمام الضباط لتبدأ مناقشة المتهم "م.ش" البالغ من العمر 38 عام، ليعترف بجريمته قائلاً "ايوه قتلتها.. علشان بعد جلسات صلح اتفقنا أنها تتنازل عن قضية نفقة و تمكين وكتبت قايمة جديدة وهى ضحكت عليا وكانت القضايا لسه شغالة"،.
كما أكد المتهم أنه ذهب لوالدها ونجح في إعادتها لمنزل، وانتظرها حتى النوم، وذبحها وقطعها 6 أجزاء بالساطور والسكاكين ووضعها فى الثلاجة لإخفاء الرائحة.

المحامي قتل ابنته

منذ 11 عامًا تقريباً تزوج "م" المحامي من فتاة كانت تعيش معه في المنطقة، وبعد 10 سنوات تقريبًا رزقهم الله بطفلة، ثم قررا الانفصال بعدما تأكد كل منهم صعوبة استكمال الحياة معاً بسبب المشاكل المستمرة، لم تمر سوي شهور معدودة حتى تزوج الأب، وبعدها لم تنتظر الأم هي الأخرى لتتزوج، وأصبحت الطفلة تعيش مع والدها برفقة شقيقها داخل شقته برفقة زوجته الثانية، ولكن منذ دخول الطفلة دبت المشاكل بينها وبين زوجة والدها

لم تتحمل الطفلة الصغيرة "ج" صاحبة الـ 13 عامًا إهانة زوجة الأب، فكان خيارها هو الهروب من المنزل، لينجح والدها فى إعادتها وتلقينها درساً قاسياً على فعلتها، قررت وقتها الصغيرة الانتقام على طريقتها الخاصة، فقررت أن تضع داخل "كيس الزبالة" مبلغ مالي كبير تعدى الـ 100 ألف جنيه، وقدمته لشقيقها الصغير ليلقي القمامة داخل الصندوق المخصص.

 وبالفعل تم مخططتها، ليكتشف الأب بعدها بيوم ما فعلته الأبنة، ليقرر معاقبتها، وقام بالتعدي عليها بالضرب المبرح، حتى لفظت الصغيرة أنفاسها الأخيرة بين يد والدها وأمام أعين زوجته وشقيقها.

لم يجد الأب حلا سوى حبس أبناءه "شهود الواقعة" داخل غرفتهم، وطلب المساعدة من زوجته في تقطيع الجثة، بكل دم باردة بمنشار كهربائي، فقسم جسدها لنصفين، ليحمل النصف العلوي ويضعه داخل أكياس سوداء وقام بإلقائها على طريق إسكندرية الصحراوي، كما حمل النصف السفلي وقام بإلقائه بمنطقة الطالبية، ولم يقدم أي بلاغات تغيب.

لم تمر سوي ساعات معدودة حتى عثرت قوات مباحث الجيزة على أشلاء الجثة بمنطقة الطالبية، بعدها بساعات كانت القوات تكتشف النصف الآخر، ليتم عمل المحاضر اللازمة فى إبريل 2019، وبعد توقيع الكشف الطبي على الجزأين تبين أنهم لفتاة واحدة وتبلغ من العمر 13 عام، وقتها لم تستطيع القوات تحديد هويتها، وظلت التحريات مستمرة لشهور ولكنها لم تتوصل لشيء.

مرت الأيام حتى أعتقد المحامي المجرم أنه نفذ الجريمة الكاملة، حتى هرب "ا" شقيق القتيلة من بيت والده، ذهب إلى منطقة السيدة زينب للعمل كبائع متجول مع أحد السيدات التي عاملته كطفلها، اطمئن لها وقام بإخبارها بما حدث منذ عام ونصف، لتقوم البائعة بإبلاغ قسم شرطة الطالبية بما قاله الطفل وبعد الحديث معه، انطلقت القوات للتمكن من ضبط المحامي المتهم، وبمناقشته أعترف بالجريمة بمساعدة زوجته، ليتم ضبطها وبمناقشتها أعترف بالجريمة.

شك في سلوك ابنته فقتلها

البداية في هذه القضية كانت مثيرة عندما تلقى ضباط مباحث قسم شرطة المنتزه ثالث، بلاغاً من أحد عمال مصنع تدوير القمامة، بمنطقة المنتزه، بالعثور على أجزاء أدمية تبدو لأنثى داخل "كيس زبالة"، وبعمل التحريات السرية تبين أن القمامة التي نقلت إلى المصنع ومن بينها الكيس الذي يحوى الأجزاء الآدمية جمعت من صندوق قمامة بشارع مصطفى كامل بالمنتزه.

وتوصلت المباحث لضبط مرتكبي الواقعة، و تبين أن المتهم "م.م" 50 سنة، نقاش، وقام بقتل ابنته "أ" لشكه فى سلوكها.

وبمواجهة المتهم اعترف بالجريمة، وأقر أن ابنته صاحبة الـ 29 عاما من العمر، سبق لها الزواج من أحد أقاربها الذي قام بتطليقها، ثم تزوجت مرة أخرى الشهر الماضي، إلا أن زوجها طلقها منذ يومين وإعادتها لمنزله بسبب سوء سلوكها، فقرر التخلص منها للأبد، وكتم أنفاسها بوسادة السرير.

واستعان بمنشار وسكين كبير وقطع جسدها لأجزاء للتخلص منها، كما أضاف أنه وضع بعض أجزاء الجثة في أكياس بلاستيك، تخلص من أحدها بشارع مصطفى كامل، وآخر يحوي الجذع بطريق الإسكندرية – مطروح الساحلي، بمدينة الحمام، كما اعترف باحتفاظه بجزء من الساق وأصبع إبهام اليد اليمنى والرأس في ثلاجة المنزل لحين التخلص منها هي الأخرى كباقي الأجزاء، وتم تحرير محضر بالواقعة لتتولى النيابة التحقيقات، وقضت في النهاية محكمة جنايات الإسكندرية، بالسجن المشدد 10 سنوات للمتهم.

الطب النفسي: ليسوا مرضى.. ويستحقون العقاب

ويعلق الدكتور علاء رجب أستاذ الطب النفسي، مؤكدا أن التحليل النفسي للمتهمين الذين يرتكبون تلك الجرائم البشعة، جميعهم يعانون من السادية، ويتلذذون بالتعذيب ومنظر الدماء.

كما أكد أن العامل التربوي منذ البداية هو الدافع لارتكاب تلك الجريمة، فالانتقام يتوقف عن القتل ولكن ما يحدث من تقطيع الجثث ما هو إلا سادية.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة