الدعاء
الدعاء


«الدين بيقول إيه» | وسط تحذيرات الموجة الثانية.. هل يجوز التجمع للدعاء؟

إسراء كارم

الثلاثاء، 03 نوفمبر 2020 - 10:40 ص


يشهد العالم تراجعا مرة أخرى في مواجهة فيروس كورونا، فبعد أن فتحت الدول أبوابها وبدأت في استعادة الحياة، عاد فيروس كورونا «كوفيد - 19» بشراسة أكبر مهددا الجميع.

وتستمر منظمة الصحة العالمية في اطلاق تحذيراتها، مؤكدة توقعاتها بزيادة عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» داخل مصر خلال الأسابيع المقبلة.

وبدأت بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، في المناداة بالتجمع للدعاء من جديد، وهو ما قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، بخصوصه إنه في وقت انتشار الأوبئة والأمراض للدعاء، لرفعها لا يجوز شرعًا.

وأضاف أن الاجتماع للدعاء والذكر لكشف الضر، والتضرع الجماعي؛ لتفريج الكروب ورفع البلاء، من الأمور المستحسنة شرعًا، إلَّا حيث يكون في الاجتماع ضرر أو عدوى، كما هو الحال في وباء "كورونا" (COVID-19)، وكما ثبت ذلك في حوادث التاريخ الغابرة، فلا يشرع حينئذ الاجتماع.

وأكد أنه لولي الأمر منعُ التجمع في هذه الحالة عند الخوف من حصول الضرر، ويجب على الناس الالتزام بذلك شرعًا، ويكون الاجتماع على الذكر أو الدعاء حينئذ حرامًا؛ من جهة كونه سببًا لانتشار المرض وانتقال العدوى واستفحال الوباء، ومن جهة أنه افتئات على ولي الأمر الذي خوَّلَت له الشريعة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحقيق ما هو مكلَّف به من الحفاظ على أرواح الناس وصحتهم.

وتابع المفتي: «يكفي أن يدعو كل واحدٍ في مكانه، دون اختلاط أو اجتماع، ويمكن للناس جمع الهمم على الدعاء عن طريق وسائل الاتصال الحديثة، فإن صدق القلوب هي محل نظر علام الغيوب، والناس إلى القلوب الضارعة أحوج منهم إلى الجموع المتدافعة، ويجب على الجميع اتخاذ كافة السبل المتاحة للحفاظ على نفوس الناس وأرواحهم، باتباع تعليمات الجهات المسؤولة وأهل الاختصاص، من تدابير وقائية وأساليب احترازية».

ونفس الأمر أكده الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، قائلا إنه أمر مشروع بل قد يكون مستحبًّا، ولكنْ إذا تَرَتّب ضررٌ بسبب اجتماع الناس- ولو بالطاعة وفعل الخير- فإنه يصير حرامًا شرعًا مثل الاجتماع وقت الأوبئة وخوف انتشار الأمراض المُعْدِيَة.

وقال عاشور، «إن الذكر والدعاء أمر مستحب في الأصل ويكون في كل وقت حيث لم يحدد الله تعالى لهما زمانًا أو مكانًا ويزداد الأمر استحبابًا عند الاجتماع عليهما في الكوارث والنوازل والأزمات يقول تعالى عند سيدنا زكريا عليه السلام وزوجته: }إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}».

وأضاف: «ولكن ليس كل ما كان مشروعًا أو مستحبًّا يصلح في كل وقتٍ أو حال بل يرتبط ذلك بأن لا يكون وسيلة لوقوع الضرر على المجتمعين لعبادة الذكر والدعاء ولو كان بتلاوة القرآن؛ إذ الخير والطاعة لا يأتيان بِشَرٍّ أو ضررٍ على الفَرْدِ أو المجموع مستشهدا بقول الله تبارك وتعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}، وقول النبي صلى الله عليه وسلم :» لَا ضَرَرَ ولَا ضِرَار».

كما أصدرت هيئة كبار العلماء بالأزهر برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، خلال الموجة الأولى بيانا مهمًا للأمة الإسلامية بشأن الأحكام المتعلقة بتداعيات فيروس «كورونا المستجد»، انطلاقًا من مسئوليتها الشرعية وواجبها الديني.

وحسمت خلاله الموقف فيما يخص حُكم الشَّرع في اجتماع الناس في هذه الظروف من أجل الدُّعاء والاستغفار، مشيرة إلى أن ذكر الله تعالى أمر محمود في كل وقت وحال فرادى وجماعات؛ حيث أمرنا ربنا بالإكثار من ذكره، فقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}. [الأحزاب: 41 ـ42].

واستطردت: «لكن بخصوص فيروس كورونا وانتشاره فقد أفاد الأطباء بأن هذا الفيروس، ينتشر بسبب الاختلاط والازدحام؛ لذا أصدرت الحكومات قراراتها بمنع التجمعات والوقف المؤقت لصلاة الجمعة والجماعات، لما قد يترتب على ذلك من زيادة انتشار الوباء بسبب المخالطة والتجمع في المكان الواحد، وهو ما يؤدِّي إلى إيقاع الضَّرر بالنفس وبالغير، وقد نهى الله عن كل ذلك نهيًا صريحًا في قوله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]».

وتابعت: «لم يَرد أمر من الشرع باجتماع الناس عند نزول الوباء بهم من أجل الدعاء أو الاستغفار، فقد ظهر الطاعون في زمن الخليفة عمر بن الخطاب ولم يأمر الناس بالاجتماع من أجل الدعاء أو الاستغفار أو الصلاة؛ لرفع هذا الوباء الخطير».

وشددت الهيئة على أن كل مَن يَدعو الناس إلى مثل هذه التجمُّعات من أجل الدُّعاء والاستغفار رغم وجود الضرر المتحقق فإنه آثم ومعتد على شريعة الله، والمطلوب شرعًا دُعاء الناسُ ربهم في بيوتهم متضرعين متذللين سائلين الله تعالى العافية ورفع هذا الوباء، وكشف البلاء عنهم وعن الجميع. 

اقرأايضا|اليوم.. الأوقاف تنظم منتدى الحوار الثقافي الثاني

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة