صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


لماذا تلجأ أمريكا للمجمع الانتخابي بدلا من أصوات الناخبين؟

آية سمير

الثلاثاء، 03 نوفمبر 2020 - 10:56 ص

 

لأكثر من مرة يفوز مرشح أمريكي بنسبة تصويت شعبي كاسح تؤهله لحكم البيت الأبيض، إلا إن الأمر ينتهي به في النهاية مرشحًا خاسرًا بسبب سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في انتخاب رئيسها عن طريق ما يسمى بـ"المجمع الانتخابي".

 


وتعتمد فكرة المجمع الانتخابي على أن كل ولاية أمريكية بها عدد من المندوبين، وعلى أساس تصويتهم النهائي يتحدد الفائز بالانتخابات الأمريكية، حيث يكون على الرئيس الفائز الحصول على 270 صوت من إجمالي 538 مندوب في خمسين ولاية أمريكية مختلفة.


كانت الواقعة الأخيرة للفوز بالتصويت الشعبي وخسارة المجمع الانتخابي هي ما حدث بانتخابات 2016، حيث حصلت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون على عدد أصوات أعلى من الرئيس الحالي دونالد ترامب بـ3 مليون صوت، لكنها خسرت في المجمع الانتخابي، حيث تمكنت فقط من الحصول على 227 صوتًا من المندوبين الانتخابيين مقابل 304 صوتًا حصل عليهم ترامب.

إقرأ ايضًا: كيف حكم دونالد ترامب أمريكا كرجل أعمال؟

وإلى جانب كونه نظامًا معقدًا، فهو محبط لكثير من الأمريكيين ألا يكون صوتهم الشعبي معبرًا عنهم حتى هذا العام وإن كان فضَل الآباء المؤسسون وضع هذه الآليات لاختيار الرئيس منذ عدة قرون.


وجدير بالذكر أن طريقة اختيار المجمع الانتخابي في الحقيقة أمر لا يحدده ولا يوضحه الدستور الأمريكي وإنما هو متروك لكل ولاية أن تختار من يمثلها ويمثل أصواتها وفقًا لعدد سكانها في الانتخابات الرئاسية بشكل حر تمامًا.


ولكن لماذا لجأ الآباء المؤسسون لأمريكا لفكرة المجمع الانتخابي عند التصويت للرئيس الأمريكي؟


وضع المؤسسون الأوائل خطة الولايات المتحدة السياسية الأولية في عام1787 حيث دارت الكثير من النقاشات الحادة التي استمرت لعد أشهر حول الطريقة المثلى لاختيار رئيس للبلاد.


ويرجع ذلك لعدد من الأسباب، أولها أن الولايات المتحدة كانت أعلنت لتوها استقلالها عام 1776 عن بريطانيا العظمى، ولم يشأ المشرعون السماح لأي ديكتاتور آخر الوصول لحكم الولايات الأمريكية بأي طريقة ممكنه، والسماح للكونجرس بأن يسيطر على اختيار الرئيس بشكل مطلق.

إقرأ ايضًا: مرشحون بلا فرصة للفوز.. من هم منافسو ترامب وبايدن في الانتخابات؟

كما أنهم كانوا يعتقدون أنهم لا يملكون الموارد اللازمة من أجل نشر الدعاية اللازمة للمرشحين وبالتالي لن يكون الشعب على دراية بمرشحي الرئاسة.


كما أن المشرعين الأوائل لم يريدوا السماح لأي رجل يملك قاعدة شعبية بالسيطرة على حكم البلاد وقيادتها لأي اتجاه بسهوله حيث كانوا يرون خطرًا جسيمًا في ذلك الأمر يمكن أن يؤدي لانتشار الفساد.


وبعد أشهر من الجدال والنقاش، توصل المشرعون لطريقة "المجمع الانتخابي"، حيث تقوم كل ولاية باختيار مندوبين يعملون كالوسطاء في الانتخابات الأمريكية دون سيطرة من الكونجرس وبلا تأثير كامل لأصوات الناخبين الشعبيين. 


وتعتبر كاليفورنيا هي الولاية صاحبة الأصوات الأضخم لمندوبي المجمع الانتخابي، حيث تملك وحدها 55 صوت، كما تملك فلوريدا 29 صوت انتخابي و38 لتكساس، بينما يقدر الحد الأدنى للمندوبين بـ3 فقط في عدد من الولايات الأصغر.

إقرأ ايضًا: انتخابات أمريكا | دليلك المُبسط للصراع بين ترامب وبايدن

كما أنه ليس من السهل -حتى وإن كان ممكنا- تغيير هذا النظام في الولايات المتحدة.


ووفقًا للمؤسسين، فإنه في حال عدم قدرة المجمع الانتخابي حسم اختيار الرئيس ونائبة، فإن مجلس النواب هو من ينتخب ويقرر الرئيس في هذه الحالة.


وتتجه الأنظار إلى الولايات المتحدة الأمريكية اليوم الثلاثاء 3 نوفمبر، من أجل معرفة الفائز بمنصب الرئيس الجديد بين المرشحين الجمهوري دونالد ترامب الساعي لولاية ثانية والديمقراطي جو بايدن.


ويخوض الجمهوري دونالد ترامب الانتخابات بصحبة مايك بنس نائبا له، بينما يخوض الديمقراطي جو بايدن الانتخابات بصحبة كامالا هاريس نائبة له، والتي لو فازت بالمنصب سيكون حدثا تاريخيا كونها أول امرأة في تاريخ أمريكا تشغل منصب نائب الرئيس، لتصبح بذلك الانتخابات الـ59 في الولايات المتحدة.


وسبق مارثون الانتخابات الأمريكية مناظرتين رئاسيتين بين ترامب وبايدن، كانت الأولى في 29 سبتمبر والثانية عقدت في 22 أكتوبر، وكان من المخطط عقد مناظرة ثالثة في 15 أكتوبر إلا أنه تم إلغائها بسبب إصابة دونالد ترامب بفيروس كورونا، بينما تم الاكتفاء بعمل حوار تليفزيوني لكل مرشح وتم بثهم بالتزامن في نفس موعد المُناظرة المُلغاة.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة