الثلاثاء، 03 نوفمبر 2020 - 06:57 م

طبيعى أن يترقب العالم بكل الاهتمام الإجابة على السؤال الكبير: من سيحكم أمريكا للأعوام الأربعة القادمة؟!
فرغم التحديات الكبيرة التى تواجهها أمريكا، فإنها مازالت الدولة الأقوى فى العالم، ومازال قرارها حاسما فى كل القضايا الأساسية التى يواجهها العالم اقتصاديا وسياسيا وعسكريا.
ورغم ما تطبقه أمريكا من مبادئ الديموقراطية الغربية بمفاهيمها الخاصة، فإن سلطات الرئيس كبيرة، وما يتمتع به سيد البيت الأبيض من صلاحيات واسعة تجعل منه عاملا حاسما فى رسم توجهات أمريكا وتحديد سياستها الداخلية والخارجية.
هذه المرة توصف الانتخابات الأمريكية بأنها قد تكون الأخطر فى تاريخ أمريكا.
والأمر هنا لا يتعلق فقط بالأوضاع الداخلية التى يسودها الانقسام غير المسبوق، ولكن أيضا بالأوضاع العالمية التى تنتظر فيها قضايا عديدة الحسم المطلوب الذى يرتبط أشد الارتباط بشخصية الرئيس القادم.
يعيش العالم أجواء أزمة شاملة. تزيد «كورونا» وأوجاعها آلام العالم ومعاناته، لكن الأزمة أكبر وأشمل. النظام الدولى القائم منذ الحرب العالمية الثانية يتهاوى، والبديل مازال فى طور التشكيل. القيود عادت تحمى المصالح الخاصة مع تراجع العولمة الاقتصادية والحروب التجارية بدأت بين المتصارعين على المقدمة وأولهم أمريكا والصين. والمخاوف تتسع عند الآخرين «وأولهم فقراء العالم» من أن يدفعوا ـ كالعادة ـ ثمن صراع الأقوياء!!
والأخطر هو موجة انتشار الكراهية وصعود اليمين المتطرف بأفكاره العنصرية وباستعادته لدعوات التفوق العرقى أو التمييز الدينى والطائفى. وقد رأينا فى السنوات الماضية كيف ارتبط صعود هذا التيار فى أمريكا بصعوده فى أوروبا، وكيف ارتبط ذلك كله بصعود الارهاب الذى ظن البعض يوما أنه قادر على إشعال نيرانه دون أن يحترق بها!!
عالم مأزوم يترقب نتائج الانتخابات الحاسمة فى أمريكا المأزومة، ولديه الأمل أن تكون النتائج خطوة على طريق إبعاد الخطر والخروج من نفق الأزمة!!