جلال دويدار
جلال دويدار


خواطر

تعطيل الغرب لموقف موحد كـان وراء توحــش الإرهــاب

جلال دويدار

الثلاثاء، 03 نوفمبر 2020 - 07:10 م

 

لا جدال أن استمرار مشكلة الإرهاب وعدم تمكن المجتمع الدولى من مواجهتها وإنهاء وجودها يعود بشكل أساسى إلى تناقض ونفاق الدول الغربية فى التعامل مع هذه الظاهرة بصورة جادة وفاعلة. هذا الأمر يتمثل فى جنوحها إلى إستغلال مبدأ حقوق الانسان بما يخدم مصالحها وأهدافها. إنها تتمسك بهذه السياسة على أساس من الأنانية دون أية مراعاة لما قد تسببه فى بعض جوانبها من أخطار تلحق بأمن وإستقرار دول أخرى.
إنها وإلتزاما بهذه السياسات تتعمد منح حق اللجوء السياسى لبعض رموز الجماعات المتطرفة الإرهابية المحكوم عليهم أو المتهمين فى قضايا إرهابية بدول أخرى. إن من الأمثلة الفاضحة فى هذا الشأن حصول بعض العناصر الإخوانية المحكوم عليهم فى قضايا إرهابية بمصر.. على حق اللجوء إلى بريطانيا.
إرتباطا وإيمانا بأن لا مجال للقضاء على هذه الظاهرة دون تكاتف وتعاون المجتمع الدولى بلا استثناء بالتصدى لها.. تناول الرئيس السيسى فى إتصاله التليفونى بكل من المستشارة الألمانية ميركل والرئيس الفرنسى ماكرون هذه القضية. جاء ذلك فى إطار إبلاغهم بتضامن مصر بالنسبة للحوادث الإرهابية التى تعرضت لها فرنسا أخيرا.
أكد الرئيس على أهمية التضامن الدولى فى مواجهة ظاهرة الإرهاب والتصدى لدعاوى وخطابات الكراهية التى تحض على إرتكاب هذه الجرائم ضد الإنسانية. ما أكد عليه الرئيس السيسى فى هذا الصدد كان دوما موقف الدولة المصرية الذى إلتزمت به على الساحة الدوليةً بإستثناء الفترة التى سطت فيه جماعة الإرهاب الإخوانى على حكم مصر من عام 2012 إلى عام 2013.
  حول هذا الشان فإن التاريخ يسجل إقدام مصر بتقديم مشروع قرار إلى الأمم المتحدة يطالب بتبنى المجتمع الدولى لموقف واحد تجاه مناهضة الإرهاب والتعاون فى مواجهته. للأسف فإن تدخل الدول الغربية أدى إلى إفشال تمرير المشروع وعمل على تمييع الهدف وإفراغه من مضمونه.
 هذه المحاولة المصرية توحدت أيضا مع مجموعة الدول الإسلامية حول مشروع قرار يتصدى لدعاوى إزدراء الأديان ولكن الدول الغربية أيضا وبالتعاون مع تركيا عطلت إقراره وعمدت إلى تعديله لما يتفق مع أهدافها المناقضة لمتطلبات دحر الإرهاب والتطرف.
حول هذه الجهود المصرية تحدث السفير أحمد أبوالغيط فى كتابه عما تم بذله فى هذا الصدد. تم ذلك خلال الفترة التى شغل فيها مندوب مصر فى الأمم المتحدة ثم بعد ذلك وزيراً لخارجيتها حتى أحداث ٢٥ يناير.
 وهكذا وبعد مرور هذه السنين الطويلة يحدث ما حذرت منه مصر بأن السلبية فى مواجهة الإرهاب ستؤدى فى النهاية إلى إمتداد خطره إلى الدول التى كانت وراء اتخاذهم موقف سلبى تجاهه.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة