الثلاثاء، 03 نوفمبر 2020 - 07:24 م

تحتفظ أفلام الكارتون بقدرتها على جذب انتباه الأطفال، ربما تتطور أفكارها فقط لتتناسب مع عقليات أصبحت تنضج بمعدلات أسرع، لكنها تظل المواد الأكثر جاذبية مع اختلاف الأجيال.

الطريف أن هذه النوعية من الأفلام لم تعد حِكرا على الأطفال، بل أصبح بعضها مُوجّها للكبار فقط! حيث اعتمدت عليها وزارة الزراعة مؤخرا، للتوعية بأضرار الاستخدام الخاطئ للمبيدات، وأهمية الانتقال من الرى التقليدى إلى الحديث.

البداية كانت مع قضية المبيدات ومخاطر تداولها بطرق غير آمنة، حيث أطلقت لجنة مبيدات الآفات الزراعية حملة توعية مُصوّرة، بالتعاون مع مشروع «حياة» الذى تنفذه منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «يونيدو».

استهدفت الحملة تشجيع الأسر الريفية على تبنى ممارسات أكثر أمنا فى تداول المبيدات، من خلال ٢٠ فيديو رسوم متحركة، حملت أسماء جذابة، منها «راضى وأفكاره الواعرة»، «تعب ساعة ولا كل ساعة»، «اسأل خبير ولا تسأل مجرب» ، «مش كل اللى تلاقيه كنز»، «جرعة زيادة»، «صاحب بالين كداب»، «كفى زرعتك»، «فى العجلة الندامة»، «علب المبيد سم قاتل»، «طرد المفاجأة»، «الباب اللى يجيلك منه الريح»، «وسوسة كريمة»، «كوكتيل مبيدات»، «البدلة تمنها فيها»، «السم النظيف»، «حدوتة قبل النوم»، «حنكك للأكل والكلام ملهوش مع المبيدات استخدام»، «مش كل مرة تسلم الجرة»، «يعملها الصغار ويقع فيها الكبار»، و»وجع واعر».

ويؤكد د.محمد القرش المتحدث الرسمى لوزارة الزراعة أن اللجوء إلى هذه الوسائل الجديدة لا يعنى إلغاء الوسائل التقليدية المعمول بها، لكنه استحداث لطرق جديدة تسعى للوصول إلى أعداد أكبر من الفلاحين.

لكن هل يملك الفلاحون هواتف ذكية تتيح لهم فرصة الوصول للفيديوهات؟ سؤال يرد عليه قائلا:» إذا كان الفلاح لا يمتلك الهاتف المناسب، فمن المؤكد أن ابنه أو أحد أفراد أسرته يملكه، وحتى فى حالة عدم تحقُق ذلك فإن الفيديوهات تُعرض فى الجمعيات الزراعية التى يتم تطويرها حاليا لتقديم الخدمات بشكل مميكن».

وأشار إلى أن المراكز البحثية أيضا تقوم بإعداد مواد فيلمية مشابهة، لاستغلالها فى الحملات القومية للنهوض بالمحاصيل الإستراتيجية.

ويوضح د. علاء عزوز رئيس قطاع الارشاد الزراعى أن الفيديوهات تتناول من خلال عرض بسيط وبأسلوب موجه، شخصية مزارع يرتكب أخطاء ويسيء استخدام المبيدات فى مزرعته أو منزله، وعاقبة سوء الاستخدام عليه وعلى أسرته، كما تعرض التحذير المناسب لتلافى الضرر المتوقع.

وأضاف أن للإرشاد الزراعى دورا مهما، ومن هذا المنطلق يتم تعميم تلك المواد المصورة على كافة مديريات الزراعة والإدارات الزراعية، وكافة المستويات لضمان وصولها إلى جموع المزارعين، وأكد أن ذلك يتم من خلال قناة مصر الزراعية، والقنوات التليفزيونية المحلية، حيث يتم بث الفيديوهات التى لا تزيد مدة عرض كل منها على دقيقة واحدة، وأضاف أنه من المخطط نشرها من خلال وسائل الإعلام المختلفة ومواقع السوشيال ميديا.

ويضيف د. محمد عبدالمجيد، رئيس لجنة مبيدات الآفات الزراعية، أن الفكرة تهدف أساسا لدعم كل ما من شأنه المساهمة فى ترشيد استخدام المبيدات، والتعامل المسئول والسليم معها، وتطبيق سياسات الإدارة المتكاملة للآفات الزراعية، وأشار إلى أنه تم التنسيق مع قطاع الإرشاد الزراعي، لنشر هذه المواد على كافة المستويات بالمحافظات المختلفة، لتعميم الاستفادة منها.