وكيل الأزهر
وكيل الأزهر


وكيل الأزهر: من العجب أن يتناسى مدعو الحرية مبادئهم الَّتي يردِّدونها

إسراء كارم

الأربعاء، 04 نوفمبر 2020 - 12:03 م

هنأ الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، خلال ندوة "الدين والوطن في قلب الأزهر"، الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بمناسبة ذكرى مولد النبي الكريم، داعيا المولى عز وجل أن يعيد على مصرنا العزيزة وعلى الأمة العربية والإسلامية والعربية هذه الذكرى العطرة بالخير واليمن والبركات.

وقال خلال ندوة "الدين والوطن في قلب الأزهر": "أشرقت الدنيا وأنار الكون وتحررت الإنسانية بميلاد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وسمت بمقدمه البشرية وسادت ببعثته الأمة، فكانت خير أمة أخرجت للناس".

وأضاف: "عاش رسولنا صلى الله عليه وسلم يقدم لنا خير أسوة وأفضل قدوة في كل مجالات الحياة، بالرغم مما لاقاه من استهزاء واعتداء في صور متعددة، فمن منكري نبوته من اعترض طريقه، ومنهم من ألقى على ظهره الشريف سلا جزور، ومنهم من سبه، إلى اخر صور الإيذاء، ولكنه صلى الله عليه وسلم لاقى هذا كله بتسامح وسعة صدر وحلم وصبر جميل قل أن يوجد مثله!".

واستكمل "الضويني": "من عجب أن الإساءة إلى جنابه الشريف صلى الله عليه وسلم لم تنقطع؛ فما زال عصرنا الذي يتغنى بالحريات وحقوق الإنسان والتعايش والتسامح يطالعنا حينا بعد حين بإساءة غير مقبولة، وحسبنا أن الله بالغ أمره، وأن الله ناصر دينه ولو كره الكافرون".

وأضاف: "إنا لنعجب العجب كله حينما يتناسى هؤلاء المدعون مبادئهم التي يرددونها وينادون بها في محافلهم ومؤتمراتهم، بل ويتناسون قبلها فضل الإسلام ورسول الإسلام على الدنيا كلها بشكل عام، وعلى حضارتهم وما وصلوا إليه بشكل خاص".

وتابع، ليطالعوا إن أحبوا كتابات بني جلدتهم من المنصفين عن فضل الإسلام على حضارة أوروبا؛ فهذا أحدهم يصف ما وصلت إليه إسبانيا من الحضارة والتمدن في عهد المسلمين بقوله «حل العرب بإسبانيا خالين من الأحقاد الدينية غير مصحوبين بمحاكم التفتيش، بل أتوا بشيئين من أنفس الأشياء، وعليهما يدور محور مجد الأمم لأوجه شتى، وهما: التسامح في المعتقدات الدينية، والاعتناء بنشر جميع العلوم وإنشاء المدارس.

وقال: "إذا كنا نعيش فيوضات ذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإننا يجب أن نستلهم –أفرادا ومؤسسات- من حياته الشريفة المثل الأعلى في الحرص على الدين ونشره، والحفاظ على الوطن وصيانته".

وأضاف الضويني أن من جميل الموافقات أن عنوان لقائنا اليوم "الدين والوطن في قلب الأزهر"، قائلا: "طوال تاريخه الحافل حال الأزهر الشريف دون انهيار العالم العربي والإسلامي أمام جحافل الطغاة والمعتدين بدءا بالصليبيين ومرورا بالتتار وغيرهم وانتهاء بتخريب المحتلين، وقد بذل شيوخه وأبناؤه جهودا عظيمة في سبيل الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية واللغة العربية، ولا تزال جهودهم تؤتي ثمارها في سبيل إعلاء قيم الوسطية والاعتدال التي بعث بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتفنيد شبه الجماعات المتطرفة والرد على أباطليهم، وبيان الوجه الحقيقي للإسلام، وذلك انطلاقا من أدواره الدينية والوطنية والاجتماعية والإنسانية".

وأكد "أزهرنا عامر بهذه النماذج الثرية التي هضمت واستوعبت وعلمت أن الشرع أمر بإصلاح الإنسان والبنيان والأكوان، في دوائر متداخلة لا تتقاطع، ولا تتعارض؛ فالحفاظ على الأوطان من الحفاظ على الأديان".

وقال: "ذكرت لنا كتب التاريخ ولا نزال نرى بأعيننا: كيف أن دور الأزهر الشريف لا يقتصر على الجانب الديني؛ إذ يضطلع الأزهر بدور بالغ الأهمية في الجانبين الاجتماعي والوطني، فقد كان الأزهر الشريف في مقدمة صفوف المدافعين عن وطننا العربي والإسلامي، وقاد شيوخه وأبناؤه الحركات القومية في مصر قديما وحديثا".

واختتم كلمته بأن الأزهر الشريف سيظل بإذن الله تعالى قائما على رسالته مضطلعا بأدائها خادما للعالمين العربي والإسلامي، يهدي أنوار العلم الشرعي والوسطية والاعتدال إلى أقطار العالم، وسيظل مقصد طلاب العلوم الشرعية والعربية والثقافة الإسلامية في مختلف الأمم والشعوب. 

اقرأ ايضا | شيخ الأزهر يطالب بتوحيد الجهود الدولية في مواجهة الإرهاب والتطرف


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة