أغاني الفراعنة.. موسيقى هادئة لـ«العشق والجنس» بعيد الحب
أغاني الفراعنة.. موسيقى هادئة لـ«العشق والجنس» بعيد الحب


حكايات| أغاني الفراعنة.. موسيقى هادئة لـ«العشق والهوى» في عيد الحب

شيرين الكردي

الأربعاء، 04 نوفمبر 2020 - 01:04 م

 

الحب من الأشياء الراقية المتوارثة منذ قديم الأزل، والحضارة الفرعونية القديمة هي أول من رسخت تلك المعاني في وجدان أبنائها، وكانت الحضارة المصرية القديمة لها طرق خاصة للاحتفال بعيد الحب من خلال الأغاني والبرديات. 

 

3 برديات كانت كفيلة بتوثيق عيد الحب عند الفراعنة على رأسها «شستر بيتي الأولى » و«هاريس 500» و« تورين» وكان لهم مكانًا خاصًا في قلوب المصريين القدماء. 


ولأن المصري القديم كان ذواقًا للفن والأحساس، كان يتمتع بالموسيقى الراقية، فكانوا يفضلون الأغاني الرومانسية الهادئة البعيدة تمام البعد عن الموسيقى الصاخبة. 

 

اقرأ للمحررة أيضًا| عملوها «الفراعنة الجدد».. الشمس تعود لـ«وجه رمسيس» بالمتحف الكبير


والشعار الرسمي للموسيقى وقتذاك أنها تخاطب الروح والجسد، فكان الحب رُكنًا أساسيًا في حياة الفراعنة، تشهد على ذلك الأشعار من خلال بناء الزوج لمحبوبته معبدًا خاصًا، النقوش على الجدران، والتماثيل الملتصقة بجوار بعضهما. 

 

 قديمًا قال المصريون إن الحب "هبة السماء، تسكبه الطبيعة في كأس الحياة لتُلّطف مذاقها المرير"، وطالما كان ذلك المعنى في وجدان.

   
 
الدكتور حسين عبد البصير مدير متحف الآثار مكتبة الإسكندرية تحدث عن كل تلك التفاصيل فأكد أن المصريين القدماء لديهم أغاني الحب التي تعد من أفضل الأعمال الأدبية والشعرية التي جاءت من مصر القديمة.

 

عزف الموسيقى في حقبة المصريين القدماء كان حسب نوع المناسبة والاحتفال، فكانت هناك الموسيقى الرومانسية التي تعبر عن حالة الحب، والسعادة مثل احتفال عيد الوادي الجميل، في معبد الدير البحري، إلى جانب الموسيقى الجنائزية التي تهدف إلى محاكاة البعث في العالم الآخر.

 


لم يكتف العشاق بذلك، فكان النبات يمثل عنصرًا مهمًا للغاية في الأغاني بمصر القديمة، سبب استخدم الفراعنة النبات في الأعمال الأدبية والشعرية أي الأغاني.

 

اقرأ للمحررة أيضًا| آلات موسيقية فرعونية المنشأ.. «نوتة» المصري القديم مدونة على الجدران

 

جاءت أغلب أغاني الحب من قرية دير المدينة بالبر الغربي لمدينة الأقصر الحالية، وكان السبب الرئيسي وراء ظهور وتطور الأغاني التي يعتقد أن ألفتها الصفوة المثقفة في مدينة طيبة هي النشاط الإبداعي المكثف في «عصر الرعامسة» أي عصر الأسرتين التاسعة عشرة والعشرين أي عهد الملكين سيتي الأول ورمسيس الثالث.

 

ومن أهم المصادر التي وثقت أغاني الحب بردية شستر بيتي الأولى وبردية هاريس 500  في المتحف البريطاني، وبردية تورين؛ وفقًا لما أكده عبد البصر.

 


رغم أن كتابة أغاني الحب كانت تكتب من قبل الرجال بشكل أكبر إلا أنهم استطاعوا التعبير عن مشاعر المرأة بشكل كبير، واهتم مؤلفو الأغاني بالمديح والحب ونشر السعادة والاستمتاع بالمتع فوق سطح الأرض، وتصور الحب بطريقة شعرية فريدة.

 

يؤمن «عبدالبصير» أن الأغاني المصرية القديمة كانت مليئة بالإيحاءات الجنسية الصريحة والتي كانت تمثل معاني متحررة عن الحب والجنس في مجتمع المدينة المفتوح على الثقافات الوافدة إلى مصر الفرعونية.

 

اقرأ للمحررة أيضًا| «فياجرا» الفراعنة.. فسفور المصريين يقبع في نهر النيل

 

وكانت الأغاني تحمل رسائل غير مباشرة تعبر من خلالها عن الحب والرغبة الحميمة بين العاشقين،  "لكنها تلمح ولا تصرح بأي أنشطة جنسية صريحة".


ولم تقتصر أغاني الحب الفرعونية على الحب والعشق فقط، بل  تعددت فيها كلمات الحقول والبساتين والحدائق وغيرها بسبب استخدام البيئة النباتية وما تحتويه من زخرفة كأماكن تجمع بين العشاق: "كل النباتات من حدائق وأشجار مثل الصفصاف واللوتس كانوا يعتبرون أهم العناصر الرمزية في الأغاني"، فكان المكان والزمان يشكلان عنصرين مهمين في قصة الحب.


وساهمت المناسبات في ازدهار أغاني الحب بشكل إبداعي سواء في العيد الجميل للوادي أو في بداية العام وغيره.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة