السلاح الشعبي الأول.. «الشوم» تعيد الصعايدة لزمن الفتوات
السلاح الشعبي الأول.. «الشوم» تعيد الصعايدة لزمن الفتوات


حكايات| السلاح الشعبي الأول.. «الشوم» تعيد الصعايدة لزمن الفتوات

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 04 نوفمبر 2020 - 04:58 م

حمد الترهوني 


على مدار 20 عامًا، احتفظ الحاج ربيع بمواقع مميزة في قلب أسواق المنيا لبيع بضاعته غير التقليدية من «الشوم» والذي بات يتصدر المشهد في الصعيد يومًا بعد يوم.

 

يعود بائع الشوم إلى الوراء؛ حيث كانت الأسلحة النارية هي لغة التهديد والتنفيذ لدى بعض أبناء الوجه القبلي، لكن منذ إحكام القبضة الأمنية على المنيا بات الإقبال على شراء «الشومة» هو سيد الموقف.

 

وعن انتشار عملية بيع وشراء الشوم داخل محافظة المنيا – إحدى كبرى محافظات الصعيد انتشارا للسلاح السري - يقول الحاج ربيع سيد علي (48 سنة – تاجر للشوم): «أعمل في هذه المهنة منذ أكثر من عشرين عاما، قديمًا كان الإقبال ضعيفًا، وتحديدًا خلال السنوات العشر الماضية لكن الآن أصبح الشوم أكثر انتشارًا، وخاصة بعد سحب السلاح الناري غير المرخص من قبل الأجهزة الأمنية».
 

اقرأ للمحرر أيضًا| التحطيب لعبة قتالية صعيدية وصلت للعالمية.. و«اللي يموت ملهوش دية»

 

لكن الإقبال بدأ يزداد كثافة على سوق الشوم حتى ارتفعت الأسعار بشكل جنوني؛ حيث وصل سعر «الجدر الواحد» لـ500 جنيه بينما الطرف 150 جنيهًا، وهو ما يجعل الزبون مستغربًا لهذا الأمر.

 

 

محمد علي (34 عامًا – مزارع)، واحد من أهم زبائن الحاج ربيع المقبلين على شراء الشوم باستمرار، تحدث قائلا: «أنا قبل ما أدور على فطاري لازم تكون شومتي في إيدي عشان الدنيا مش مضمونة، وفي لحظة ممكن تحصل مشكلة والواحد يكون جاهز.. إحنا رجعنا لأيام الفتوات اللي مش بيمسك شومته في إيده الناس بتتريق عليه وبيشوفه مش راجل».

 

ويمضي محمد حديثه: «أنا فلاح عندي مواشي في الغيط وطبعا أنت شفت الصيف كان عامل إيه السنة دي كنت باضطر أبات جنبت المواشي في الغيط بسبب ارتفاع درجة الحرارة وطبعًا الأرض الزراعية الخالية بيكون فيها حيوانات مفترسة زي الذئاب والكلاب الضالة».

 

اقرأ حكاية أخرى| وثيقة التحالف الصعيدي.. كيف واجه شيخ العرب همام شر المماليك؟

 

ومع تزايد تشديد الجهات الأمنية على عدم حمل واستخدام الأسلحة النارية وسحبها وضبط 99% منها خلال الحملات الأمنية المكبرة، التي قامت بها مديرية أمن المنيا، خلال السنوات الأخيرة، لم يعد أمام الميناوية سوى الشوم. 

 

 

هنا يتدخل أحمد عطية (موظف) للحديث عن انتشار الشوم، بقوله: «أنا باشوف الشومة دي هي السبب الأول في  التشجيع على المشاجرات بين العائلات.. في الصعيد ما فيش بيت يخلو من الشوم ممكن تلاقي من شومتين لثلاثة داخل المنزل الواحد وكل شخص له شومة معينة معروفة باسمه يجب أن يكون لحظة فاصلة للحدّ من انتشار عملية بيعها وشرائها بين المواطنين».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة