الأربعاء، 04 نوفمبر 2020 - 06:25 م

أكتب قبل إعلان النتائج فى «ولايات الحسم» بالانتخابات الأمريكية. لكن بات الواضح أن الحسم الموعود سيتأخر فى الأغلب. لم يتحقق السيناريو الذى كان يتمناه الكثيرون بفوز واضح لأحد المتنافسين ينهى الجدل ويسدل الستار على المعركة الانتخابية الساحنة. بدلاً من ذلك تظهر سيناريوهات القلق وتنازع الفوز، وربما انتظار كلمة القضاء!!
كان لافتاً أن يسارع الرئيس ترامب فيعلن قبل الفجر فوزه فى الانتخابات، كان لافتاً أكثر أن يعلن - فى نفس الوقت - اللجوء للقضاء لكى يوقف فرز الأصوات التى جاءت بالبريد والتى يدرك أنها ليست فى صالحه!!
فى المقابل، كان المنافس «بايدن» يستبق ذلك بإعلان التمسك بفرز كل الأصوات قبل إعلان النتائج، مع إعلان من الديمقراطيين بالاستعداد لمعركة قانونية يعرفون جيداً أن «الجمهوريين»خططوا لها جيداً وأن ذلك كان وراء إصرار «ترامب» على تعيين القاضية «باريت» فى المحكمة العليا قبل أسبوع من الانتخابات لترفع أغلبية القضاة المحافظين فى المحكمة إلى ستة مقابل ثلاثة من الليبراليين!!
سيئ جداً (إذا حدث!!) أن تسود سيناريوهات القلق فى أمريكا. لا الوضع الداخلى ولا الظروف الدولية تسمح بذلك. الموقف يختلف عما كان عليه قبل عشرين سنة عندما حسم القضاء نتائج الانتخابات بين «آل جور» و»بوش الابن» لمصلحة الأخير. لم يكن هناك هذا الانقسام الداخلى فى المجتمع الأمريكي، ولم يكن هناك توجه للعنف أو تشدد فى  الخصومة، ولهذا كان سهلاً أن يتم تجاوز الموقف وأن يقبل «آل جور» التسليم بقرار هزيمته ببضع مئات من الأصوات فى ولاية حاسمة رغم حصوله على نحو مليونى صوت أكثر من منافسه فى النتيجة النهائية!!
قد تحسم نتائج الانتخابات الحالية اليوم أو غداً لكن هذا ليس الاحتمال القوى. وقد تحسم قبل الأسبوع الأخير من ديسمبر بقرار من المحكمة العليا التى دخلت السياسة بقوة على تشكيلها وعلى قرارها.تأخير الحسم يعنى الدخول فى سيناريوهات القلق. هل تتحمل أمريكا وهل يتحمل العالم؟!