صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

أزمة بدون لزمة

صالح الصالحي

الأربعاء، 04 نوفمبر 2020 - 06:46 م

 

عقب مباراة الأهلى وطلائع الجيش.. التى أنهى بها الأهلى ماراثون الدورى بالفوز بثلاثة أهداف نظيفة، وهى المباراة التى شهدت تسلم الأهلى درع الدورى «درع مؤمن زكريا» فى الملعب.
أنا هنا لست بصدد الحديث عن هذا الموسم الشاق والاستثنائى، ولكن أتحدث عن أزمة عابرة، نعم عابرة، حدثت بين محمد فضل عضو اتحاد الكرة والذى ذهب مفوضاً من الاتحاد لتسليم الأهلى الدرع واللاعب محمود كهربا.. الأزمة كما شاهدتها على الشاشة لا تتعدى الثوانى.. شد وجذب بين الطرفين وانتهت..
بالفعل كان يجب أن تنتهى سريعاً، فالموقف الاحتفالى بحصول الأهلى على درع الدورى لا يستحق أن يعكر صفوه شىء.
الأمر بدا لى بسيطا استثنائياً.. أزمة عابرة لا تستحق التوقف عندها طويلاً أو قصيراً، خاصة أن الجميع مشغول بالاحتفال بالدرع وهو الحدث الأهم.
إلا أننى فوجئت عقب الانتهاء من الاحتفالية بتتويج الأهلى بالدرع بمن ينفخ فى الرماد ليشعل النار.. وتحول الحادث من عابر إلى مشهد رئيسى.. الفضائيات والصحف ووسائل التواصل الاجتماعى تفرد المساحات والوقت للحديث عن الأزمة.. والكل يتسابق وفقا لهواه وليس وفقاً للحقيقة أو الواقع فى كشف ملابسات الواقعة، ومن المخطئ.. ولا أعلم أى ملابسات فالأمر كان واضحا على الشاشة.
وأصبحت الأزمة الاستثنائية تشغل الوقت والفكر، عقب قيام طرفى الأزمة بالشكوى إلى لجنة الانضباط فى اتحاد الكرة، وكانت الفضائيات والصحف ومواقع التواصل الاجتماعى سباقة فى إقرار العقوبات والجزاءات، إلى أن جاء بيان النادى الأهلى والذى وضع الأزمة فى حجمها بأنها لا تستحق حتى ذكرها.. وخيراً فعل اتحاد الكرة بالتوصل إلى الصلح بين الطرفين.. وإلا كنا ذهبنا الآن إلى محكمة العدل الدولية لتفصل فى هذا الأمر التافه!!
الأزمة لا تستحق هذا الضجيج الذى صاحبها، ولا تستحق ان يطلق عليها أزمة.. ولكن هناك من يتصيد أى شىء ليفسد الفرحة على المواطنين.
هذا المشهد كله بداية من الأزمة العابرة وما بعدها من محاولات لإشعال الفتنة والتعصب، هو ما جعلنى اكتب عنها فمعظم النار من مستصغر الشرر.
إلى هذا الحد لم نعد نحتمل أو «نطيق» بعضاً.. أى وباء أخلاقى هذا الذى أصابنا.
الأمر بسيط «نرفزة ملعب» ولم يكن يستحق كل هذا الصخب، لم يكن يستحق أن نسلط الضوءعليه ونضعه فى بؤرة المشهد.
وخيراً فعل الطرفان بالتصالح، وقطع الطريق على نافخى الكير والمتربصين الذين يريدون إشعال الفتن، ويذكون روح الحقد والكراهية والتعصب..
يا سادة هناك شىء اسمه التسامح والتراحم والعفو والمودة.. انشروا الخير وكفاية شر.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة