أرشيفية
أرشيفية


شبح السوق السوداء يُهدد عقاقير كورونا

«الصحة العالمية» تُحذّر من قومية اللقاحات.. ومصر تؤمّن حصتها

أحمد سعد

الأربعاء، 04 نوفمبر 2020 - 06:48 م

يقترب سباق الدول الكبرى وشركاتها على لقاحات كورونا من نهايته، مما جعل منظمة الصحة العالمية تتوقع الانتهاء من دراسة هذه اللقاحات قبل نهاية العام، غير أنها رجحت أن تتوافر كميات محدودة منها للفئات ذات الأولوية مع مطلع السنة المقبلة، بينما  قد يستغرق الأمر عدة شهور أخرى قبل أن تصبح اللقاحات متاحة للاستخدام على مستوى واسع، ولا يكتب خروجها للنور نهاية سعيدة للقصة، حيث تلوح في الأفق بوادر معركة أخرى تدور حول أولوية الحصول على اللقاح.


بدأت المخاوف تتزايد من سيطرة الدول المتقدمة على اللقاحات لحماية مواطنيها، وتبقى الدول الأخرى في انتظار نصيبها من العلاج، يدعم ذلك ما تعهد به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتوفير اللقاح لكل مواطني بلاده، وعددهم 330 مليون نسمة، في الوقت الذي تطالب فيه منظمة الصحة العالمية  جميع البلدان، بتوزيع جرعات تغطي 20% فقط من سكانها، بدءاً بالفئات الشديدة التعرُّض للخطر من العاملين في مجال الرعاية الصحية، وكبار السن، ومن يعانون من حالات صحية كامنة.  


ولضمان آلية توزيع عادلة، دشنت المنظمة بالتعاون مع التحالف العالمي للقاحات والتحصين "جافي"، قبل أشهر، آلية "كوفاكس"  التي انضمت إليها 156 دولة ليس من بينها الولايات المتحدة والصين، وتمثل 64% من سكان العالم، وتجرى 38 دولة أخرى محادثات للانضمام، وذلك لضمان توزيع عادل للقاح الفيروس، خاصة أن العديد من الدول لا تمتلك الإمكانيات اللازمة لإنتاج لقاحات خاصة بها.


وأعرب د. أحمد المنظري المدير الإقليمي للمنظمة بمنطقة شرق المتوسط عن تخوفه من ظهور ما أسماه بقومية اللقاحات، أي أن كل دولة ستحرص على تأمين الكميات الكافية لشعوبها، مما يرفع الطلب على اللقاح فور ثبوت مأمونيته وفعاليته، وأضاف أن بعض البلدان اتخذت بالفعل خطوات لحماية سكانها عن طريق تأمين إمدادات اللقاحات بشكل مباشر. ويؤكد أنه من الطبيعي أن  يرغب قادة الدول في حماية شعوبهم أولاً، لكن التصدي لهذه الجائحة العالمية يجب أن يكون جماعياً، وينبغي للقادة التعامل مع الأمر من منظورٍ شامل. ويقول:علينا أن نتجنب "قومية اللقاحات" إذا أردنا إيقاف الجائحة بسرعة وكفاءة، لهذا طالب بالتوزيع العادل للقاحات.


 على مستوى إقليم شرق المتوسط كانت مصر من أوائل الدول التي شاركت في تجارب المرحلة الثالثة للقاحات، مع 6 دول أخرى هي البحرين  والأردن والمغرب وباكستان و السعودية والإمارات، حيث تجرى حاليًا تجارب المرحلة الثالثة للقاحين صينيين على 6 آلاف متطوع، بالإضافة للتعاقد على لقاح صيني ثالث لإنتاجه في مصر فور التصريح بتداوله، لحين انتهاء تجارب اللقاحين محل التجربة، فضلا عن اشتراكها في تجربة لقاح أكسفورد، والذي طلبت منه 30 مليون جرعة فور ثبوت مأمونيته، كما تعاقدت إحدى شركات الأدوية الخاصة على 25 مليون جرعة من اللقاح الروسي.


وتعهد الدكتور حسام حسني رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا بألا يكون هناك دور  في توزيع اللقاح، لأصحاب النفوس الضعيفة الذي يخلقون سوق سوداء، وستبدأ الدولة توفيره أولا للأطقم الطبية، والفئات الأولى بالرعاية التي تشهد نسب وفيات أعلى، ثم باقي المواطنين مجانًا.


وأكد مصدر مسئول بوزارة الصحة مختص بتوريد اللقاحات أنه لن يتم الموافقة على أي لقاح عالميًا قبل منتصف ديسمبر المقبل، ورجح أن يكون لقاحا أكسفورد الإنجليزي وموديرنا الأمريكي هما الأقرب للإعلان أولًا.


وأضاف: معظم الشركات ستحصل على الموافقة الطارئة وليست النهائية لتداول اللقاحات، لأنها لم تختبر تأثير اللقاحات في المدى الطويل على المشاركين في التجارب.


الكل يتصارع على الفوز بانتاج أول لقاح للقضاء على الوباء المستجد، لكن من سيفوز بالمعركة؟ وهل تنجح مواجهة الموجة الثانية للفيروس التي تأتي في ظل شتاء قاتم؟!
 

اقرأ أيضا:

الصحة: وقف استقبال متطوعي لقاح كورونا بمركز فاكسيرا

احتمالات «كورونا الثانية» 20% فقط.. ومخاوف من تزاحم مرضى الأنفلونزا بالمستشفيات

رئيس «فاكسيرا»: بدء تصنيع 30 مليون عبوة بعد ٦ شهور حال ثبوت فعالية لقاح «كورونا»

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة