اكتشاف مقبرة «توت»
اكتشاف مقبرة «توت»


في ذكرى اكتشاف مقبرة «توت» .. تعرف على القصة كاملة

شيرين الكردي

الأربعاء، 04 نوفمبر 2020 - 11:12 م

 

في مثل هذا اليوم الرابع من نوفمبر لعام 1922، اكتشف الباحث الإنجليزي في علم المصريات هوارد كارتر قبر «توت عنخ آمون» .
يروي الدكتور حسين دقيل، الباحث المتخصص فى الآثار اليونانية والرومانية، القصة في الحقيقة لا تبدأ من كارتر بل تبدأ من رجل ألماني يُدعى (اللورد كارنارفون)، ففي عام ١٩٠١ كان كارنارفون يقود سيارته بأقصى سرعة، ولكن شيئا مروعا حدث فجأة، فقد انقلبت سيارته في حادث كاد أن يقضي على حياته، فأصيب أصابات بالغة، نقل على إثرها إلى لندن لاستكمال علاجه.
وأضاف«دقيل»، أنه لم يحقق العلاج البريطاني نتيجته المتوقعة مع كارنارفون؛ فوصف له الطبيب المعالج أن يسافر إلى (مصر) للحصول على الراحة واستكمال علاجه، وبالفعل وصل إلى مصر لأول مرة في خريف ١٩٠٣.

شاهد أيضا| الأقصر تحتفل بمرور 98 عاما على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون

وتابع قائلاً : كانت تطلعات كارنارفون إلى الشهرة والمغامرة أكبر من إصابته البالغة التي جعلته معاقاُ إلى حد كبير، حيث استهواه (علم المصريات)؛ فانتقل إلى الأقصر بفندق ونتربالاس للقيام ببعض أعمال الحفر والتنقيب عن الآثار المصرية بالقرب من القرنة بالبر الغربي بالأقصر.
بدأ كارنارفون أول الأمر القيام بعمليات الحفر والتنقيب بنفسه ولكنه لم يستطع تحقيق شيء يذكر، فتواصل مع الشاب هوارد كارتر؛ وكان اللقاء الأول بينهما بمدينة الأقصر في عام ١٩٠٧ لطيفاُ للغاية، إذ كان الأول بحاجة إلى عالم، وكان الأخير بحاجة إلى ممول.
وأوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، أنه بين عامي ١٩٠٧ و١٩١٥ استطاع كارتر تحقيق سلسلة من النجاحات في عمليات الحفر والتنقيب باكتشاف عدد من مقابر الدول الوسطى إلى جانب اكتشاف عدد من الآثار الخاصة بالملكة حتشبسوت والملك رمسيس الرابع.
وتابع «ريحان»، قائلاً: بدأ الإحباط يدب في قلب الممول كارنارفون والمنقب كارتر، ولكن وفي الأول من نوفمبر ١٩٢٢ بدأ كارتر العام الأخير من عملية التمويل بقليل من التفاؤل في العثور على أي شيء، وبعد ثلاث أيام فقط اكتشف كارتر سلم حجري عليه ترسيبات طمى النيل وحطام الصخور، وبإزاحتها وصل إلى باب عليه أختام من العهد القديم، وعدة طبعات أختام بيضاوية الشكل وعليها شكل «أنوبيس» فوق ٩ سجناء والمسماة بالأقواس التسعة.
ردم كارتر المدخل ثانية بالرمل والأحجار، وعلى الفور أرسل برقية لكارنارفون للمجيء على وجه السرعة، ليسأله الأخير: هل وجدت شيئا؟
قال: نعم.. أشياء مذهلة .
وعلى رصيف القطار القادم من القاهرة انتظر «كارتر» حضور كارنارفون وابنته «الليدى إيفيلين» في تمام الساعة الرابعة من عصر يوم ٢٦ نوفمبر ١٩٢٢، وبمجرد وصولهما اصطحبهما إلى وادي الملوك لاستئناف العمل مع مجموعة العمال المنقبين، ليجد حائطا آخر مختوما بعدة أختام فكسر فتحة صغيرة فيه، وأدخل يده ممسكًا بشمعة، ليتحسس ما بداخل الحجرة من حيوانات غريبة وتماثيل وذهب وفى كل ناحية بريق ذهب، ليسود الصمت في موقف مهيب لم يكن يتصورها أحد.
وقد أحدث هذا الاكتشاف ضجة إعلامية واسعة في العالم كله، نظراً للتوصل إلى مقبرة الملك الشاب بكامل محتوياتها، وزينتها من قلائد وخواتم والتاج والعصي وكلها من الذهب الخالص والأبنوس.
وأضاف ريحان، أن كارتر، لاحظ وجود صندوق خشبي به نقوش مطعمة بالذهب وسط الغرفة؛ وعندما قام برفع الصندوق لاحظ أن الصندوق كان يغطي صندوقاً ثانياً مزخرفاً بنقوش مطعمة بالذهب، وعندما رفع الصندوق الثاني لاحظ أنه يغطي صندوقاً ثالثاً مطعماً بالذهب، وعند رفع الصندوق الثالث وصل إلى التابوت الحجري الذي كان مغطى بطبقة سميكة من الحجر المنحوت على شكل تمثال لتوت عنخ أمون، وعند رفعه لهذا الغطاء الحجري وصل إلى التابوت الذهبي الرئيسي الذي كان على هيئة تمثال لتوت عنخ أمون وكان هذا التابوت الذهبي يغطي تابوتين ذهبيين آخرين على هيئة تماثيل للملك الشاب، وعندها قام كارتر بقطع ثلاثة توابيت ذهبية كي يصل إلى مومياء «توت عنخ أمون» ، غير أنه لاقى صعوبة في رفع الكفن الذهبي الثالث الذي كان يغطى مومياء توت عنخ أمون؛ ففكر كارتر أن تعريض الكفن إلى حرارة الشمس ستكون كفيلة بفصل الكفن الذهبي عن المومياء، ولكن محاولاته فشلت فقام بقطع الكفن الذهبي إلى نصفين ليصل إلى المومياء الذي كان ملفوفاً بطبقات من الحرير.
وبعد إزالة الكفن المصنوع من القماش وجد مومياء« توت عنخ أمون» بكامل زينتها من قلائد وخواتم والتاج والعصي وكانت كلها من الذهب الخالص، والغريب أن كارتر ولتخليص هذه التحف والمجوهرات من الرفات، قام وفريقه بفصل الجمجمة والعظام الرئيسية من مفاصلها، واستخدم في ذلك النصال والأسلاك لتخليص القناع الذهبي والذي كان مصهوراً على وجه الفتى الذهبي «توت عنخ آمون» خلال عملية التحنيط.
وفي النهاية وبسبب شدة المرض؛ قرر كارنارفون التوجه إلى أسوان للاستجمام، وفي حادث عابر لدغته «بعوضة» في جرح بخده، أصيب على أثره بالتهاب رئوي حاد يوم ١٩ مارس ١٩٢٣.
ومع توقع الجميع له بالتعافي كان المرض يشتد عليه، فطلب من ابنته نقله للقاهرة للعلاج، ولكن جسده لم يستجب لهذا العلاج، فحاولت أسرته نقله جوا للعلاج بإنجلترا؛ إلا أن الموت كان سريعاُ فلفظ أنفاسه الأخيرة في الساعات الأولى من صباح يوم الخامس من إبريل ١٩٢٣.
هذه كانت قصة عالم المصريات الإنجليزي (كارتر) والممول الألماني (كارنارفون) ودورهما في اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة