طاهر قابيل
طاهر قابيل


أول سطر

أسبوع للحب

طاهر قابيل

الخميس، 05 نوفمبر 2020 - 06:59 م

 

تبادل القلوب الحمراء والورود والدباديب وخاصة بين المخطوبين وتلاميذ المدارس وطلاب الجامعات تعبيرا عن الحب ومشاعر الامتنان لمدرسيهم وأساتذتهم.. وتزيين واجهات المحلات باللون الأحمر وتبادل التهانى على صفحات التواصل الاجتماعى.. كلها علامات تدل على أننا فى يوم «الفلانتين» أو العشاق وهو يختلف اختلافا جذريا عن عيد «الحب المصرى» الذى احتفلنا به أول أمس.
لكل من العيدين قصة مختلفة.. وقد أثارت صورة نشرتها الصديقة «وسام القرشى» الموظفة فى شركة مصر للطيران والحكم فى مسابقات السباحة والغطس على صفحتها بـ«الفيس بوك» لدى الكثير من الذكريات.. فرغم أن الصورة يقترب عمرها من 25 عاما أو يزيد إلا أنها بالنسبة لى كنز.. فيها أستاذ الأساتذة الكاتب الصحفى الكبير مصطفى أمين - رحمة الله عليه - يتوسطها - وحوله كوكبة من أساتذة الصحافة والإعلام من بينهم المرحوم الكاتب الكبير موسى صبرى رئيس محلس إدارة «أخبار اليوم» سابقا.. وخلفه يقف تلاميذه ومحبوه من المحررين والمتدربين فى باب «لست وحدك» المهتمين بالصحافة الإنسانية أو كما كان يصفها مصطفى «بيه» حكايات من قاع المجتمع.. وكان عملاق الصحافة حريصا على مشاركة أبنائه من جيل المستقبل معه فى أى احتفال أو مناسبة.
 فى القرن الثالث الميلادى بالإمبراطورية الرومانية منع الإمبراطور كلاديوس الثانى الجنود من الزواج حتى لايشغلهم ذلك عن الحروب الكثيرة التى اعتاد خوضها.. اعترض القديس «فلانتين» على ذلك وقام بتزويج الجنود سرا.. وعندما علم الإمبراطور أمر بسجن القديس وإعدامه فى 14 فبراير.. وأصبح هذا اليوم عيدا للمحبين والعشاق.. أما عيدنا المصرى فله قصة أخرى فقد شاهد مصطفى أمين جنازة تسير فى أحد شوارع منطقة السيدة زينب وخلفها ثلاثة رجال فقط، على خلاف المعتاد فى الجنازات المصرية فنزل من سيارته وشاركهم بالسير خلف الجثمان.. وسأل المارة عن قلة المشاركين فقيل إنها لرجل عجوز توفى عن عمر يناهز السبعين عاما ولم يكن يحب أحدا.. فكتب فى عموده «فكرة» بالصفحة الأخيرة من الأخبار فى الرابع من نوفمبر عام 1988 قصة الجنازة البائسة واقترح جعل هذا اليوم للاحتفال بعيد حب خاص للمصريين يجددون فيه روابط المحبة والتواصل والتسامح وتبادل التهانى والهدايا.. واعترض على ذلك البعض معتبرين أنه دعوة للعشق والغرام وان ذلك مخالفة لتقاليدنا وعاداتنا.
 مع سمو الفكرة وهدفها الراقى أصبحت الأجيال المتعاقبة تحتفل به.. فصورة «وسام» التى أحتفظ بها على تليفونى المحمول التقطت فى 4 نوفمبر باحتفال سنوى بعيد الحب وأتذكر أنها كانت فى فندق "عمر الخيام" على كورنيش النيل بالزمالك.. وضم الاحتفال أعضاء لست وحدك وعدداً من المتدربات من الجامعة الأمريكية واللاتى شققن حياتهن بعيداً عن «أخبار اليوم» ولكنهن مازلن متعلقات بالحب الذى وجدنه فيها.. وكل ما أتمناه ألا يقتصر عيد الحب على يوم بل يمتد لأسبوع أو أكثر ويا ليت العام كله يصبح عيدا للحب.

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة