يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن..

«الإسلاموفوبيا»

يوسف القعيد

الخميس، 05 نوفمبر 2020 - 07:01 م

لا بد من التفرقة بين بعض من يقومون بعمليات إرهابية مُجَرَّمَة وبين الإسلام. لأنه بعد وقوع حادث لا يجب وصف من قاموا به بأنهم من المسلمين. حتى لو قالوا من باب التطبيل «الله أكبر» ينطقونها بلغة ركيكة لا تمُت للعربية بصلة. بل خليط من لغات مختلفة.
الإسلام دين معروف منذ أن نزل من علياء الله سبحانه وتعالى على نبينا محمد «صلى الله عليه وسلم»، والإسلام معروف موقفه من العنف. تكفى قراءة القرآن الكريم والأحاديث النبوية حتى تدرك أنه دين يعترف بحرمة الدماء. ويقدس حق الإنسان فى حياته. وكل قتال خاضه المسلمون الأوائل كان للدفاع عما يؤمنون به. ومحاولة نشر الإسلام والوصول به لكل مكان فى الدنيا. وهو حق مشروع.
ما من دين احتفل بالحياة وحافظ عليها مثل الإسلام. حياة الفرد والمجتمع ودعا إلى التعايش بين المؤمنين بأديان مختلفة. لذلك كله كثيراً ما استغربت وصف الأعمال الإجرامية التى تتم فى أماكن بالعالم سواء فى فرنسا أو النمسا وغيرهما بأنها إرهاب إسلامى. ويتم هذا لمجرد أن من قام بهذا العمل أتى من دولة إسلامية أو بدر منه أى إشعار يقول إنه مسلم.
فى كل الأديان قتلة وخارجون على القانون. ومع هذا لا نجد أى ربط بين من قام بالعمل والدين الذى يؤمن به. لن أقترب مما يمكن قوله عن العلاقة بين العروبة والإسلام حتى لا أُتهم بالتعصب ضد المسلمين من غير العرب. ومنهم نماذج مشرقة فهمت الإسلام بوجهه الصحيح. وصلها نوره الوضَّاء. وحملوه لمن يعيشون حولهم. بصرف النظر عن الأديان التى يعتنقونها والشعائر التى يقومون بها.
يقول خبراء الإعلام أذكر ما تتصور أنه الحقيقة أكثر من مرة، لكى يصدقها الناس. رغم أنها لا تمُت للحقائق بصلة. لكن كثرة التكرار تخلق حالة من المصداقية على ما تتكلم عنه. والإسلام برىء من هذه الجرائم.
رسولنا هو رسول الإنسانية. ورسول الحرية. ورسول الإعلاء من شأن ما يُمكِّن الإنسان من حياة آمنة مُطمئنة. وديننا يعتبر الإنسان خليفة الله على الأرض. أما أن هناك مسلما طيبا ومسلما شريرا فذلك من طبيعة الأمور. وجزء من مكونات الإنسانية.
ومثلما فرقت البشرية بين نور النهار وظلام الليل. لا بد أن نُفرِّق بين الإسلام بما فيه من مودة وتراحم وإنسانية وإعلاء من قيمة الإنسان. وبين من يدعون أنهم أحياناً من المسلمين. ويقدمون على أفعال منكرة وينسبونها للإسلام. من المؤكد هناك فارق بين الدين وبين من يؤمنون به. فهم بشر مختلفون من فرد لآخر. ومن لغة لثانية. ومن حضارة لغيرها.
أما ما يقوم به من يدعى أنه مسلم، فذلك سلوك فردى يُحاسب عليه من قام به بشريعة القانون دون أن نخرج نحن ونسمع من يقول فى أماكن كثيرة من العالم أن من قام بالفعل مسلمون أو إسلاميون. لدرجة أنهم يختصرون الأمر فى الغرب الآن ويقولون الإسلاموفوبيا. كتوصيف دقيق للحال الذى نجده الآن فى أجزاء كثيرة من العالم. والمسلمون الحقيقيون ضحاياه. وهم وحدهم الذين عليهم أن يدفعوا الثمن. وهذا ظلم فى جميع الحالات. هل يعقل هذا؟!.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة