صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


أنشئت قديما لصد الغزاة.. تفاصيل مشروع إحياء قلعة شالى بواحة سيوة

شيرين الكردي

الجمعة، 06 نوفمبر 2020 - 02:35 ص

 

تعد «شالي» من أشهر معالمها التاريخية هي المدينة والقلعة القديمة في قلب واحة سيوة في الصحراء الليبية بمصر.

ويعود تاريخ المدينة القديمة إلى آلاف السنين قبل الميلاد، حيث تحتوي على معبد آمون الذي أنشأه المصريون القدماء، ثم جاء الإسكندر الأكبر إلى ذلك المعبد لدى دخوله مصر كي يتعبد هناك ويعلن نفسه ابن آمون، وذلك لعلمه بأهمية ذلك الإله عند كلا من المصريين، واليونانيين حتى أنه أوصى أن يدفن هناك، على أنه لم يُعرف أبداً ما إذا كان قد تم ذلك بالفعل أم لا.

أما القلعة فهي حصن قديم من الطوب اللبن، وقد تم بناؤها بين القرنين 12 - 13 بهدف رد هجوم العرب والقبائل المتنقلة في الصحراء، حيث سادت الفوضى في الصحراء الغربية بعد عصر الامبراطورية الرومانية، فكانت القبائل تغير على بعضها البعض بهدف الحصول على الغذاء من مناطق الأبار المأهولة بالسكان، مما دفع أهالى سيوة لبناء قلعة عالية لحمايتها من الغزاة، وكان معظمهم من العرب القريبين من واحة سيوة، وتعد قلعة شالي من أهم المزارات السياحية فيها.

وعن افتتاح مشروع إحياء قلعة شالى بواحة سيوة:

يفتتح الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، وكريستيان برجر رئيس بعثة الاتحاد الأوروبى فى مصر، ومحافظ مرسى مطروح ، اليوم الجمعة، مشروع إحياء قلعة شالى بواحة سيوة الممول من الاتحاد الأوروبى ومجموعة نوعية البيئة الدولية لتنمية الصناعات الصغيرة والحرفية والذى بدأ في فبراير 2018 ويستمر حتى أواخر عام 2020.

وقال المهندس عماد فريد استشارى المشروع، أنه استهدف ترميم وحفظ موقع شالى الأثرى، المبنى بالكرشيف والمنطقة شبه المهجورة والمتدهورة المحيطة به، كما أن الهدف الرئيسى للمشروع ، هو العمل على تحفيز الاقتصاد المحلى ، وذلك من خلال تحسين مكانة سيوة الدولية كوجهة للسياحة البيئية الرائدة، ويستهدف أيضاً المشروع ترسيخ التنمية المستدامة لمجتمع سيوة المحلي، وذلك من خلال عدد من الآليات.

وتشمل الآليات تثبيت وترميم وتهيئة استخدام المبانى والفراغات فى الموقع الأثرى، وذلك لرفع مكانة شالى كإحدى مناطق الجذب الرئيسية للسياحة الثقافية بسيوة، وبناء قدرات السكان المحليين ، على ترميم ممتلكاتهم باستخدام طرق البناء التقليدية، وإثبات أن المحافظة على مواقع تراثية ، بالإضافة إلى تطوير وتحسين الخدمات البيئية والصحية ، سوف تساعد حتما، فى تحسين الظروف المعيشية، وتعمل على تحفيز وتنشيط الاقتصاد المحلى.

كما تشمل الاستجابة للاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية والرعاية الصحية العاجلة لسكان الواحة، الأكثر احتياجا، وخاصة السيدات والأطفال والشباب ، وذلك من خلال إنشاء وتجهيز وحدة صحية لرعاية الامومة والطفولة توفر احتياجت الصحة الانجابية الاساسية للسيدات والاطفال.

وتقع قلعة شالي كموقع أثري ضمن اختصاص وزارة السياحة والآثار، وتدعم الوزارة حاليا جهود إعادة إحياء القلعة وتنشيط المجتمع المحلي المحيط بها، كما تقوم شركة نوعية البيئة الدولية لتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالتعاون مع الجهاز القومي للتنسيق الحضاري لتخطيط وتطوير المنطقة المحيطة بالمنطقة الأثرية خارج نطاق وزارة السياحة والآثار، حيث يتم وضع مخطط ليظهر واحة سيوة بالشكل الحضاري والثقافي الذي يليق بها ويتناسب مع تاريخها.

وتقع واحة سيوة بمكان نائى من الصحراء الغربية، ويعتبر الصرح الاثرى الاكثر وضوحا بها هو قلعة شالى او مدينة شالى الاثرية ،والتى تم بناءها فى عهد المماليك ، (حوالى عام 1200 ميلادية)، وذلك لصد الغزاه.

تم بناء القلعة باستخدام خامات البناء التقليدية المحلية "الكرشيف" وهو حجر مكون من الملح والطفلة والذى يوجد عادة بسيوة، وعندما استقرت مصر فى عهد محمد على باشا (1805 الى 1849) لم تعد هناك حاجة لسكان سيوة للتقيد بحدود مستوطنة محصنة.

وهُجِرَت مدينة شالى القديمة ، كما بني سكانها منازلهم فى المناطق الأكثر اتساعاً ،المحيطة بالواحة ، وقامو بتفكيك الأبواب والنوافذ، وعناصر حيوية أخرى من منازلهم فى شالى القديمة دفع هذا التدهور المطرد للقلعة مع مر السنين، الى المزيد من الاهمال التام لمنازلها المهجورة .

وتقع قلعة شالى في يومنا هذا، تحت ادارة وزارة السياحة والاثار المصرية بكونها موقع اثرى.

وقال المهندس رامز عزمى استشارى المشروع، أن الهدف من الترميم، كان إعادة إحياء حرفة البناء بالكرشيف وذلك بمدينة شالي في واحة سيوة وتدريب مجموعة من البنائين ذلك بهدف إستمرارية الحرفة،و تم ترميم السور المحاط بمدينة شالي وأصبح السور مرئي بوضوح من عدة زواية وتم تثبيت الأجزاء المهدمة من حوائط المدينة وترميمها بنفس الخامات.

وأضاف إلى أنه تم بناء وترميم مركز الأمومة والطفولة وهو إحدى مكونات المشروع وتم تجهيزه بالكامل بأجهزة طبية حديثة.

أما بالنسبة إلى المنطقة التجارية فأشار إلى أنه تم إعداد التخطيط والتصميم المناسب لها؛ وبدأ التنفيذ الفعلي بها، حيث قام الفريق المعمارى بفحص وتحليل للنمط العمراني لمدينة شالي القديمة، وأنتجت الدراسة عن رؤية وهى أن مشروع "إحياء مدينة شالي" سيصبح نموزجاً إنسانياً لتطور واحة سيوة ككل، حيث يكون المشروع هو منبع أفكار التطوير لتصبح سيوة حاضنة للتراث والفن والثقافة.

فيما تم تنفيذ مركز عمارة الأرض وهو أيضاً مكون أخر للمشروع، حيث تم الإنتهاء من بنائه بالكامل، وتم تشطيبه وتأثيثه، ويقع المركز في مكان متميز بجوار فندق البابنشال على حدود سور مدينة شالي القديمة، وبالتعاون مع العالم الأثري والمؤرخ الإيطالي، سرجيو فولبي، المحب والعاشق لواحة، سيوة حيث تم تدعيم المركز بمجموعة من الكتب النادرة الخاصة بسيوة وكذلك خرائط قديمة أصلية وافلام تسجيلية عن سيوة وتواجدها القوي في التاريخ وخاصةً أثناء الحرب العالمية الثانية، ويقوم المركز بدور هام في إظهار توثيق المشروع وطريقة بناؤه وأهم الخامات المستخدمة، و دور المشروع في إعادة إحياء حرفة البناء بالكرشيف.

وتم عقد دورتين تدريبيتين لصندوق الأمم المتحدة للسكان Y-peer كجزء من مجهودات بناء القدرات لمركز صحة الأم والطفل ، حيث تلقى حوالي سبعين من الشباب السيوى من كلا الجنسين تدريبات للتوعية بالصحة الإنجابي، من بين هؤلاء إثنا عشر متدربًا صاروا مؤهلين لأن يكونوا مدربين، ويعتبر برنامج Y-Peer التدريبي برنامج لبناء القدرات يستهدف الشباب من مختلف المحافظات في جميع أنحاء البلاد بشأن قضايا الصحة الإنجابية.

وتضمنت أنشطة المشاركة المجتمعية إقامة فعاليات لإعلام المجتمع بالتراث السيوي الثقافي، تم تنظيم نشاط فني للأطفال من قبل فريق المشروع وأحد السكان المحليين في سيوة التي تعمل مع الأطفال المحرومين، وضم حدث التواصل المجتمعي التفاعلي الأطفال في سن المدرسة الابتدائية من العائلات المحرومة في سيوة، كانت الفكرة من وراء هذا الحدث تعريف الأطفال بتراث سيوة وقيمة أعمال الترميم التي تجري في قلعة شالي، كما كان نشاطًا للتعبير الفني حيث تم تشجيع الأطفال على رسم تصوراتهم عن سيوة، والتي كان الهدف منها فهم كيفية تعامل الجيل الشاب مع تراث سيوة.

واستهدف هذا العمل تطبيق تقنيات مبتكرة لمسح وتسجيل وتوثيق قلعة شالي بالكامل، بما في ذلك المنطقة الأثرية المهجورة في الأغلب، والمستوطنات الشرقية والغربية، لتوضيح كيف يمكن استخدام هذه التقنيات فى تطوير الإشراف على التراث.

وتعد الجولات الافتراضية لقلعة شالي بمثابة شهادة نجاح الحلول الرقمية فى التواصل مع التراث، فعلى الرغم من تطبيقها مؤخراً جداً ، إلا أن هذه الندوات عبر الإنترنت والجولات الافتراضية قد جلبت المزيد من الزوار إلى القلعة في وقت واحد أكثر مما كان ممكنًا في الحياة الواقعية ، فمن خلال ندوات الجولات الافتراضية عبر الإنترنت تعرف 62 شخصًا على جمال المنطقة كما تم إرشادهم من قبل خبراء محليين مما عزز من أصالة التجربة.

اقرأ أيضا

وزير السياحة و الآثار يفتتح مشروع ترميم قرية شالي بسيوة .. اليوم
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة