عم سعيد
عم سعيد


حكايات| «ملك الفخار».. عم سعيد بائع بضاعة من «الزمن الجميل»

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 06 نوفمبر 2020 - 06:03 م

دمياط – محمد قورة 
 
على جانب الطريق السريع دمياط - المنصورة الشرقي، يقف رجل مرسوم على وجهه خريطة مصر بعد أن حددت أشعة الشمس ملامحها لكن ما يزيده تميزًا "فرشته" التي يبيع بها مجموعة من أفضل أدوات الطهي بالأفران.

الفخار واحد من المنتجات التي اشتهرت تجارتها قديما لكونه أحد الأدوات الرئيسة لإعداد وطهي الطعام بالأفران، كما كانت القلل واحدة من أفضل أدوات حفظ المياه وتثليجها، لكن مع ظهور المنتجات الأخرى التي تسخدم في الطهي وحفظ المياه تراجعت بصورة طفيفة وأصبحت مجرد أنتيكات تحتفظ بها الأسر المتوسطة كازينة.


ورغم استمرار التطور وظهور الأدوات الحديثة والمستوردة في الطهي تراجعت تجارت منتجات الفخار بصورة كبيرة، يتمسك عم سعيد بـ"فرشته" التي يلقي بها على "كابوت" سيارة قديمة والتي تحتوي أشكالا مختلفة من الطواجن والقلل والمجات.


ربما يكون قليلون من يفضلون شراء هذا الفخار لكن الرزق لا يعرف المستحيل، وهو ما يترجمه وجه عم سعيد في وجوه من يستقبلهم أي سر الابتسامة والقناعة والتي لا تفارقه وحديثه الهادئ يجذب التحاور معه.

من الدقهلية يأتي رجل الفخار إلى دمياط يوميًا ليفرش على طريق دمياط – المنصورة، متخذًا من سيارة مركونة موقعًا للبيع، لما لا والفخار مهنته منذ أكثر من 50 عامًا حتى وإن تراجع الإقبال بشكل كبير عليها خلال هذه الأيام ولم تعد تجذب هذه المنتجات إلا الباحثين عن روائح الزمن الجميل خاصة بعد ظهور المنتجات المستوردة.

اقرأ أيضا.. تضم ٣٥٠٠ مصنع.. «الفرستق» قلعة صناعة الفخار والخزف بمصر

يقوم سعيد بشراء تلك المنتجات من محافظة الغربية خاصة الطواجن بمختلف مقاستها والقلل ولكن الكنك والمجات من مصر القديمة بالقاهرة والتي تستخدم بشكل مميز في طهي الطواجن، خاصة "الرز المعمر".


برضا وهدوء يقول ملك الفخار: "ربنا ما بينساش حد وبيرسل لنا رزقنا، بأروح كل أسبوع أو أسبوعين أحاسب التجار اللي باشتري منهم البضاع عشان أبيعا".


ومن بين كل بضاعته يقف عم سعيد ليبيع "الزير" الخاص بتصقيع المياه لكن لم يعد يصمد كثيرًا أمام الكولمن ليكون شبيه له لكن طعم المياه مختلف طبيعي بدون ثلج، قبل أن ينهي حديثه بابتسامه: "الجيل الجاي ما تعرفش حاجة عن بضاعتنا".

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة