التهريب خلال أنفاق غزة يُدر دخلاً كبيراً لقيادات حماس
التهريب خلال أنفاق غزة يُدر دخلاً كبيراً لقيادات حماس


تجــــارة الأنـفـــاق.. البيزنــس الحـــــرام

أخبار اليوم

الجمعة، 06 نوفمبر 2020 - 07:44 م

محمد رياض

 منذ سيطرة حركة «حماس» على قطاع غزة عام 2007، شرعت فى بناء العديد من الأنفاق والمخابئ الخرسانية تحت الأرض من أجل تهريب البضائع والسلع من معبر رفح إلى داخل القطاع. هذه الأنفاق التى استلهم الفلسطينيون فكرتها من أنفاق «الفيت كونج» التي حفرها مقاتلو الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام خلال حرب فيتنام مع أمريكا، أصبحت تدر دخلا كبيرا على الحركة داخل القطاع .

 

بدأ استخدام الأنفاق مع بداية انتفاضة الأقصى عام 2000 وذلك لتهريب السلاح، واتخذت بعض العائلات فى قطاع غزة عملية الحفر كمهنة لها لحساب أشخاص يقومون بالتنازل عن منازلهم ليتم الحفر اسفلها، مقابل مبالغ مالية تصل إلى عدة آلاف من الدولارات. وعلى مدار 13عاما سيطرت فيها الحركة على قطاع غزة، بات هناك غزة أخرى تحت الأرض مع آلاف الأنفاق التى تستخدم لتهريب البضائع والسلع والأسلحة والإرهابيين.


صحيفة نيويورك تايمز قالت فى تقرير لها، إن حماس خصصت منذ ثورة يناير 2011، وهو التاريخ الذى شهد توسعا كبيرا فى إنشاء الأنفاق وتشغيلها، وحدة خاصة لحفر الأنفاق تابعة مباشرة لكتائب القسام. وكشفت الأجهزة الأمنية المصرية أن هذه الوحدة تزود كل نفق بأطنان من الأسمنت حتى لا ينهار ويكون عريضا حيث يسمح بتحرك الأفراد بسهولة، وبعضها مجهز بسكك حديدية خفيفة وعربات نقل سريعة وفتحات جانبية.. وأكدت الصحيفة أن هذه الأنفاق تستخدم لتهريب السلاح إلى سيناء مصحوبة بالمواد المستخدمة فى صناعة العبوات الناسفة، ونقل كوادر إرهابية للتدريب والتأهيل فى معسكرات خان يونس ودير البلح تحت رعاية حماس المباشرة، مضيفة أنه تم وضع الإشراف على حفر الأنفاق ضمن اختصاصات «بلدية رفح الفلسطينية» التى تديرها حكومة حماس، وتراقب بمعرفة الأمن الوطنى المنتشر على الشريط الحدودى التابع لحكومة حماس أيضا. ولا ننسى فى هذا الشأن علاقة انفاق حماس بالعملية الإرهابية برفح عام 2012 التى أسفرت عن استشهاد 16 فردا من الجنود المصريين.


كما كشفت تقارير أمنية أن حركة حماس تستثمر نحو 140 مليون دولار سنويا لحفر الأنفاق التى يعمل بها ما لا يقل عن 12 ألف فلسطيني، وتبلغ تكلفة النفق الواحد 100ألف دولار. وتصل يومية العامل فى حفر الأنفاق أكثر من  50 دولارا. ويصل متوسط طول النفق مابين 700 متر إلى 1500 متر. وتهريب سيارة واحدة عبر الأنفاق يتكلف 500 دولار. الدخل اليومى للنفق قد يصل إلى 170 ألف دولار. وتصل تكلفة الشخص ذهابا وإيابا إلى ما بين 200 و400 دولار .  


ولقد بات التهريب أهم نشاط اقتصادى فى القطاع، بل إنه أثر سلبا على انشطة اخرى كثيرة مثل النشاط المصرفى حيث قام عشرات الالاف من المواطنين بسحب أموالهم من البنوك والمصارف الموجودة بالقطاع واعطوها للمهربين لاستثمارها ووصل الحال بالبعض من الحالمين بالثراء السريع ان قاموا ببيع بيوتهم وسياراتهم ليقوموا بتشغيلها فى تجارة الأنفاق أو حتى حفر الأنفاق وتأجيرها للمهربين والتجار او بيعها وتعرض كثير من هؤلاء لصدمات قاسية بعد أن تم هدم هذه الأنفاق.


وبحسب وزراة الدفاع الاسرائيلية فإن الأنفاق تحت الحدود الغزاوية السيناوية موجودة من منتصف الثمانينات وكان عددها فى ذلك الوقت لا يزيد عن اصابع اليد الواحدة و كانت بدائية جدا وإستخدمت فى تهريب ما هو ممنوع مروره عبر المعابر الشرعية . إلا أن الأنفاق اصبحت ظاهرة مركزية ومؤثرة منذ سيطرة حماس على الحكم فى قطاع غزة . فقد تضخم عددها حتى وصلت للآلاف تمتد تحت الشريط الحدودى. وكذلك تغيرت وظيفتها حيث أصبحت مصدرا هاما لايرادات حكومة حماس فى غزة.


ووفقاً لتقرير لوكالة بلومبرج الأمريكية فإن حجم الأموال التى تكسبها حماس بسبب التهريب والأنفاق وصل إلى نصف مليار دولار رغم صعوبة التوصل إلى أرقام دقيقة فى اقتصاد تهيمن عليه التعاملات السرية ومع نجاح مصر فى تدمير الأنفاق اعترف عدد من قيادات حماس بأن هدم الأنفاق كبدهم خسائر وصلت إلى 230 مليون دولار شهريا.


 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة