صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


حكايات الحوادث| مأساة الزوجة العذراء‎

علاء عبدالعظيم

الجمعة، 06 نوفمبر 2020 - 08:01 م

وقفت الزوجة العذراء.. داخل محكمة استئناف الأسرة بشبرا، بجوار محاميتها، تعلو وجهها مسحة من الحزن الدفين، نظراتها تشبه نظرات الأطفال، الإرهاق راقد تحت جفنيها، وجهها الأبيض الشاحب المختفي وراء الإيشارب الأسود.

سارت وبخطوات، وكأنها تجر خلفها أياماً تصرخ من قسوة سنواتها، ولم تحصد منها غير أسى وجراحات، بعدما وصلت مع زوجها إلى طريق مسدود، وتوجهتا إلى قاعة محكمة الأسرة، وبصوت، متهدج، ونظرات جامدة، تائهة قالت: لقد جئت لأطالب ببطلان عقد زواجي، بعد ١٢ عاما، لأنني مازلت عذراء، وتقدمت محاميتها بتقديم تقرير الطب الشرعي الذي يثبت صدق كلامها.

وأكملت الزوجة قائلة: فمنذ ليلة زفافي، اكتشفت بأن زوجي يختلق المشاكل، والأعذار، والإرهاق، وفي اليوم التالي كنت أخجل من الموقف، أو أن أتحدث إليه، إلا أنه أخذ بتكرار تلك الأعذار، تحملت ذاك لمدة عام، ولم أنطق بكلمة واحدة، ولا نتقابل إلا أثناء تناول وجبة الغداء، أو العشاء وفي وجود إحدى عائلتينا، واستمرت الأيام فيما بيننا، كل في غرفة منفصلة، باءت كل محاولاتي معه بالفشل، وعرضت عليه أن يتوجه لأحد الأطباء، فأنا زوجته، ويتوجب علي الوقوف بجانبه، إلى أن نجحت في إقناعه، ووقعت المفاجأة على رأسي كالصاعقة عندما أخبرها الطبيب بأنه يعاني من مرض نفسي، ولا يمكن له الزواج.

ومضت السنون، أتحمل عصبيته، واختلاقه للمشاكل، أبيت ليلتي، دامعة، أحلم بالأمومة التي تتمناها كل فتاة، أو حتى كلمة يرضيني بها، إلا أنه اعتبرني كتمثال خشبي، وكان مايؤلمني، ويمزق أحشائي، عندما يتساءل البعض عن عدم إنجابي طيلة هذه الفترة، وهمزات، وغمزات، تشير بأن العيب والتقصير مني، لم أحاول أن أرد على تلك الاتهامات، حفاظا على مشاعره، وتحيلت بالصبر إلى أن تأتي الأيام بجديد، لكن دون جدوى، لقد جرى العمر بي، وأتممت عامي الـ٣٩، غير أنه طيلة هذه الفترة أيضا يرفض الذهاب إلى الطب الشرعي، لذا تقدمت برفع دعوى ببطلان عقد الزواج، وتم عرضي على الطب الشرعي، والذي جاء تقريره بأنني مازلت عذراء، وتهرب هو من أن يذهب للكشف عليه.


وأكملت محاميتها، قائلة: إن موكلتي، تمر بظروف نفسية صعبة، فحياتها دمرت، وتحاول من خلال القضاء أن تنال حريتها، من عقد الزواج، خاصة لمماطلة ورفض الزوج الذهاب للطب الشرعي لحسم القضية.
ومازالت القضية حاليا باستئناف القاهرة، وسيتم البت فيها خلال الأيام المقبلة.

اقرأ أيضا:

ننشر اعترافات قاتل طفل ببولاق الدكرور

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة