الجمعة، 06 نوفمبر 2020 - 10:57 م

رصد  الدكتور حسين دقيل الباحث المتخصص فى الآثار اليونانية والرومانية، أن معالم قرية شالى بقلب واحة سيوة غرب مصر، تعتبر من أهم المعالم الأثرية بالمنطقة، حتى إن كلمة "شالي" باللهجة السيوية تعني: المدينة الحصينة.

ويشير الدكتور حسين دقيل إلى أن قلعة شالي هي حصن قديم، تم بناؤه من الطوب اللبن، خلال عصر المماليك؛ بالقرنين الثاني عشر والثالث عشر من الميلاد "السادس والسابع من الهجرة" وذلك بغرض صد هجمات البدو، حيث كانت تسود الفوضى في ذلك الوقت، فالقبائل كانت تغار على بعضها البعض من أجل الغذاء، وهذا كان من أهم الأسباب التي دعت أهل سيوة للعمل على إقامة هذه القلعة لصد العدوان الذي قد تتعرض له.

ويصف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار قرية شالى من خلال ما رصده الدكتور حسين دقيل موضحًا أن لها مدخل واحد بالجهة الشمالية لزيادة مناعتها الدفاعية ويسمى هذا الباب بـ "باب إنشال" أي باب المدينة غير إنه وبعد مرور قرن من الزمان؛ تم إنشاء باب آخر بالجهة الجنوبية يسمى "باب أثرات" أي الباب الجديد وكان الباب الأخير هذا يستخدمه الأهالي الذين كانوا لا يرغبون في المرور أمام رؤساء القبائل الذين كانوا يعقدون مجالسهم بالقرب من المدخل الرئيسي للمدينة.

كما أنه وبعد مرور قرن آخر من الزمان؛ تم فتح باب ثالث في الجهة الشمالية وكان مخصصا للنساء فقط، وكان يُسمى "باب قدوحة"، نسبة إلى صاحب الدار الذي كان يسكن في مواجهة هذا الباب.

ويوضح الدكتور ريحان أن مادة بناء القلعة كانت من نفس مادة بناء القرية من مادة الكرشيف، وهو عبارة عن خليط من الملح والطين ودعامات النخيل وأشجار الزيتون، وهذه الخلطة كانت عندما تجف تصبح شديدة الصلابة وعصية على الهدم والانهيار وكان البناء بهذه المادة؛ يمنح المساكن الدفء في الشتاء والرطوبة في الصيف.

واستمرت هذه القلعة تؤدي دورها في حماية المنطقة، إلى أن جاء عصر محمد علي، عام 1805 فلم تعد هناك حاجة لها، فهُجرت قلعة شالي القديمة، وقام سكانها بإقامة مبانٍ أخرى بالمناطق الأكثر اتساعًا حول واحة سيوة، بل وقاموا بتفكيك الأبواب والنوافذ، والعناصر الحيوية الأخرى التي كانت بمنازلهم في شالي القديمة، ودفع هذا كله إلى تدهور قلعة شالي بشكل واضح على مر السنين.