جبّانة «هِو» بالصعيد.. فدان من الجنة أبهر الفرنسيين
جبّانة «هِو» بالصعيد.. فدان من الجنة أبهر الفرنسيين


حكايات| جبّانة «هِو» بالصعيد.. فدان من الجنة أبهر الفرنسيين

أبو المعارف الحفناوي

الأحد، 08 نوفمبر 2020 - 06:44 م

أمام جمال المشهد نسي الفرنسيون رهبة المقابر، ووقفوا أمام «جبّانة هِو» يتأملون ثاني أقدم مقابر مصرية على أرض الصعيد.

 

هنا غرب مدينة نجع حمادي، وعلى مساحة تقارب 40 فدانًا، تخطف جبانة هو الأنظار، وليس هناك وصف أفضل مما قاله الباحثون الفرنسيون في منتصف القرن الماضي، بأنها من عجائب العالم الحديث.

 

تحتوي المقابر على أشكال ملونة، ومختلفة، تحمل الجمل والتابوت وأبو رقبة، وصور مرسومة عليها مثل المشط والمرآة والسبح والأباريق والمقاص والحلقان، منذ مئات السنين.

 

 

الجبّانة لا تتضمن فقط قبورا بل العديد من الأضرحة، التي توجد بداخلها، ومشيدة يزورها العديد من المواطنين للتبرك بأولياء الله الصالحين، ولعل من أبرزهم الشيخ أمير ضرار، وغيره من الأولياء الذين تقام لهم الليالي والمديح والذكر.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| صباح «العتالة».. هرب زوجها وترك الأبناء فتحولت لـ«مرأة حديدية»

 

ولا يقتصر الأمر في هذه المقابر على الرسومات، إذ تذهب إلى الأساطير والخرافات على القبور والأضرحة، ويعتقد البعض من أهالي القرية، بأن من يسكن مقابر هو من الموتى يدخلون الجنة، ومن اعتزازهم بتلك المقابر اعتبروا أنه يوجد بها فدان من الجنة، وإن كان متخصصون أكدوا أنه لا أساس تاريخي أو علمي لتلك الأقاويل.

 

الدكتور محمود مدني، مدير عام الشؤون الأثرية بمنطقة آثار مصر العليا، تحدث عن تلك البقعة، بقوله: «مقابر هو من أكبر المقابر وأقدمها في الصعيد بعد مقابر بني حسن بمحافظة المنيا، وجزء منها يسمى هور؛ حيث يقع ضمن المنطقة الأثرية بنجع حمادي، وضمت واكتشفت بعض الأواني والأحجار المنقوشة باللغة الفرعونية في أول بعثة علمية منظمة للمنطقة عام 1987».

 

 

ويستعين الدكتور سيد دنقلاوي، أستاذ النقد الأدبي بجامعة جنوب الوادي، بكتاب صدر للكاتب محمود السطحي، تحدث فيه عن أن مقابر هو، تمثل تاريخ الموتى وقبورهم عبر الأزمان، وأهم ما يجذب الأعين هذه المناظر المتباينة في المشهد فلكل عائلة دوار وهو مبنى مرتفع بسور قد يصل إلى متر ونصف أومترين له بوابة رئيسية يدخل منها، نعش الميت ليستقر أمام الفسقية وهذا السور قد يكون من الطوب اللبن أو مطلي بالجير ومن الطوب الجيري.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| 30 عامًا بـ«دون نور».. 3 أشقاء مصريين يستردون بصرهم بـ«معجزة»

 

وهذه المقابر تشبه في عمومها شكل الجمل ما بين ارتفاع الشواهد الأمامية لتتحول إلى رقبة ترمز إلى عنق الشخص الميت والتي تمثل الجاه والشهامة كلما ارتفعت وبعد بناء القبر يطلى بالجير الأبيض ليكون جاهزا لنقش الوحدات.

 

تنقسم المقابر إلى ثلاثة أنواع (الأول) المصري البحيري، و(الثاني) أبو رقبة، و(الثالث) التابوت وهو خاص بالرجال المسنين ويختلف عن باقي المقابر بارتفاعه، لذا فقاعدة القبر البحيري ترتفع عن باقي المقابر لتتساوى تقريباً مع ضعف قاعدة أبى رقبة والتابوت، كما أن النقش على القاعدة يتخذ صفين الأسفل وهو الذي يساوي قاعدة أبي رقبة أو التابوت.

 

أما النوع الثاني أبو رقبة فيناسب في بساطته لان يكون طرازاً لمقابر النساء فهو يخضع في للتشكيل العام للمقابر في القاعدة ، وفى الشاهدين الأمامي مرتفع والخلفي قصير وتخضع الرقبة في هذا النوع دائما الى شكل المخروط الناقص، وأحيانا يضاف اليها من أعلى مخروط كامل وتشكل مثل عمامة الرجل برغم من أن هذا النوع خاص بالنساء فإذا أضيفت له هذه التكملة أصبح قبرا للرجال الشبان ومنعت من عليه الزخارف الخاصة بالنساء.

 

النوع الثالث التابوت وهو أقل المقابر ارتفاعا قد يبلغ 40 سم وطولها 125 سم وتطلى باللون الأبيض وفي الغالب تترك بلا نقوش، والقليل الذي ترسم عليه وحدات بسيطة ترمز إلى بعض صفات المتوفى وهذا النوع خاص بالأطفال الفقراء ويشبه هذا النوع من المقابر الشعبية بساطة المصاطب الفرعونية القديمة.

 

والمرأة يبنى قبرها على هيئة تابوت، بينما ترسم الأباريق والسبح على قبور الرجال، دلالة على صلاحهم، ومقص وحلق ومشط لتميز السيدات، ويتفاوت حجم وشكل القبر بحسب عمر ونوع المتوفى، وطلب أهله للشكل الذي يريدونه.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة