يوسف السباعي
يوسف السباعي


«نادي القصة».. فارس على جواد الثقافة المصرية

نادية البنا

الإثنين، 09 نوفمبر 2020 - 05:39 م

«نادي القصة».. صرح ثقافي عريق أسسه عمالقة الفكر والأدب في مصر والوطن العربي، ليصبح شمسًا تضئ سماء الوطن العربي، ومرحابًا للأدباء ينتج أعمال ومشاريع أدبية تركت بصمة في أذهان أجيال من المهتمين بالأدب والثقافة.

 

«يوسف السباعي» لم يتحمس لمشروع «نادي القصة»

خطرت فكرة إنشاء "نادي القصة"، في ذهن فارس الرومانسية الكاتب الراحل "إحسان عبد القدوس" عام 1950، وعرض فكرته على البكباشي يوسف السباعي، وشرح له الفكرة وهي "إنشاء نادٍ للقصة يستقطب فرسان هذا الفن الجميل الآخذ في الازدهار في أنحاء مصر، ومن مجمل أنشطته إصدار كتاب دوري شهريا، على أن يكون رواية من أعمال أحد الأعضاء.

 

إطلاق «نادي القصة» بإجماع كبار الأدباء

وذكر الكاتب الصحفي محمد القصبي في مقاله بأخبار الأدب، أن "يوسف السباعي"، تململ في مقعده وبدا مترددًا، فلم يترسب فتور السباعي بداخل إحسان يأسا بل دعاه لتناول الشاي بمنزله، ووجه الدعوى أيضا لعدد كبير من كبار الأدباء من بينهم " عبد الحميد جودة السحار، صلاح ذهني، محمد عبد الحليم عبد الله، نجيب محفوظ، علي أحمد باكثير ، أمين يوسف غراب، وبدأ في عرض فكرته بشكل مختلف ومفصل وفوجئ بالجميع يبدون حماسهم.. ووافقوا بالإجماع على البدء في إنشاء أول نادي للقصة.

 

وذهب السباعي وعبد القدوس في صباح اليوم التالي لعرض الفكرة على كبار الأدب في مصر  وهم ": طه حسين، توفيق الحكيم، محمود تيمور"، فأبدوا أيضا حماسهم ليتشكل أول مجلس إدارة لـ «نادي القصة» من 12عضوًا، وهم "طه حسين، توفيق الحكيم، إحسان عبد القدوس، يوسف السباعي، علي أحمد باكثير، صلاح ذهني محمد عبد الحليم عبد الله، يوسف غراب، محمد فريد أبو حديد، نجيب محفوظ، محمود تيمور، عبد الحميد جودة السحار".


غرفة في منزل «جمال مدكور»..أول مقر لـ «نادي القصة»

كان أول مقر لـ نادي القصة في غرفة بمجلة الفن التي كان يصدرها عبد الشافي القشاشي، حتى تم استئجار جزء من شقة المخرج جمال مدكور في ميدان التحرير وأسهم في تأسيسها يوسف السباعي وإحسان عبد القدوس.

 

وفي تلك الغرفة تلاقى عظماء الحكي العربي كل أربعاء، وأطلقوا سلسلة الكتاب الذهبي في يونيو 1952، وكانت أولى إصداراتها للأديب الكبيرعبد القادر المازني، وأعقبها  مسرحية "وراء الستار" لـ يوسف السباعي، ثم رواية خان الخليلي لنجيب محفوظ، كما أتاح الفرصة لأقلام جديدة وغير معروفة.

 

وذكر القصبي أن رائد الأمن الثقافي يوسف السباعي قد صرح وقتها بأن مبيعات الكتاب الذهبي تراوحت بين 20 إلى 30 ألف نسخة أي ما يوزاي أضعاف توزيع أي كتاب حاليًا.


 
ومع ذلك النجاح الكبير، فكر مجلس إدارة نادي القصة، في البحث عن مقر أكثر اتساعًا لاستيعاب الأنشطة وعدد الرواد، واستقروا بعمارة فؤاد سراج الدين في 68 شارع قصر العيني، وأبدى مالك العقار ترحيبه بتأجير شقتين لنادي القصة، وتم بالفعل توقيع عقد الإيجار بين المالك فؤاد سراج الدين ويوسف السباعي وكيلاً عن مجلس إدارة نادي القصة. 

مسابقات «نادي القصة»

أطلق النادي مسابقات سنوية، ومجلة للقصة وسلسلة الكتاب الذهبي، ثم الكتاب الفضي.

 

وظل نادي القصة على مدار عقود يحمل عبق التراث الثقافي والهوية المصرية الأدبية، حتى قرر ورثة فؤاد سراج الدين باشا، إخلاء المقر، ورفع دعوى قضائية على لتنفيذ ذلك، ورغم محاولات مجلس إدارة نادي القصة المستمية في مناشدة الجهات الحكومية، والتفاوض مع الورثة لزيادة القيمة الإيجارية بقدر يتسطيعون تحمله، إلا أن الورثة أصروا على طلب مبالغ لا يستطيع القائمين على النادي توفيرها.

وينتظر نادي القصة الحكم النهائي في دعوى إخلاء المقر في 11 يناير 2021.


 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة