جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

المواعيد الدستورية تفرض كلمتها..!

جلال عارف

الإثنين، 09 نوفمبر 2020 - 07:21 م

 

حتى الآن تبدو عواقب نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية تحت السيطرة. ورغم عدم إقرار «ترامب» بانتصار «بايدن» حتى الآن، فإن ما يجرى يتم فى إطار القانون حيث تتم عمليات  إعادة فرز الأصوات فى الدوائر التى تتقارب فيها النتائج، كما تحشد حملة ترامب المحامين لإقامة الدعاوى القضائية أمام محاكم الولايات.
ما يهم أساساً هو الحفاظ على ضبط مشاعر الأنصار من الفريقين فى شارع سياسى عانى كثيرا من الاحتقان وعايش الكثير من الاضطراب الذى سبق الانتخابات ورافقها. بالطبع كان الاقرار بالنتائج مبكراً سيفتح الأبواب أمام تهدئة الأوضاع، لكن ذلك لم يكن متوقعا - منذ البداية - مع شخصية ترامب، ولا مع درجة الانقسام الذى يعانى منها المجتمع الأمريكى منذ سنوات.
على الأغلب ستصل الأمور الى المحكمة العليا وربما يكون ذلك أحد أسباب بقاء الأوضاع تحت السيطرة، حيث مازال أنصار ترامب يأملون أن يكون تشكيل المحكمة من أغلبية محافظة فى صالح مرشحهم، وإن كان ذلك غير مرجح حتى بين الكبار فى الحزب الجمهورى الذى هنأ بعضهم بالفعل الرئيس المنتخب «بايدن» كما فعل الرئيس الأسبق بش الذى لم ينكر - فى نفس الوقت - حق ترامب فى التقاضى .
ورغم أن ذلك قد يؤثر فى الانتقال السلس للسلطة الذى تعود عليه الأمريكيون، فإن المواعيد الدستورية تبقى حاكمة، والفصل فى النزاعات القانونية لابد أن يتم بسرعة وخلال شهر من الآن، لإتاحة الفرصة أمام اجتماع مندوبى الولايات للاجتماع فى 14 ديسمبر لتسمية الرئيس القادم بصورة رسمية  ونهائية.
الأداء المسئول من جانب الفريقين المتصارعين ضرورى لتمر الدولة الأقوى من هذه الفترة المضطربة. خطاب الرئيس المنتخب «بايدن» اتسم بالتهدئة والدعوة لتوحيد الصفوف، وكذلك كان الوضع من جانب بعض أبرز رموز الحزب الجمهوري، وإن كان فريق آخر من زعماء الحزب يقف مع «ترامب» فى عدم الاعتراف بالنتائج.. ولعل السبب عند موعد آخر تجرى فيه الانتخابات على مقعدين حاسمين فى مجلس الشيوخ فى الأسبوع الأول من ديسمبر، حيث يرى هؤلاء أن التهدئة لا تخدم الجهوريين فى هذه المعركة المؤجلة التى ستقرر هل يحتفظون بالأغلبية فى مجلس الشيوخ أم يفقدونها لتصبح للديمقراطيين السيطرة الكاملة على السلطتين التنفيذية والتشريعية.
إذا لم تحدث مفاجآت، فالسيناريو الحالى يقول إن أمامنا أسابيع ومن المناكفات السياسية  والنزاعات القضائية قبل أن تستقر الأمور.
والمؤكد أن تسليم السلطة سيتم فى موعده وأن أحداً لا يستطيع تحمل مسئولية تعطيل هذا الاستحقاق.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة