أسامة السعيد
أسامة السعيد


خارج النص

رهانات الفاشلين!

د. أسامة السعيد

الإثنين، 09 نوفمبر 2020 - 08:09 م

يتعامل البعض فى منطقتنا العربية مع نتيجة الانتخابات الأمريكية بطريقة المراهنات، فيراهن البعض بكل ما يملك على فوز هذا المرشح أو ذاك، أملا فى أن يكون الحظ حليفه فيكسب صفقة العمر.
هؤلاء هم الفاشلون الذين لا يعرفون طريق الإنجاز أو الاعتماد على النفس لتحقيق أهدافهم فى الحياة.. كل ما يجيدونه هو انتظار يد عليا أو قوة خارجية تنتشلهم من وحل السقوط ومستنقع الإخفاق الذى يقبعون فيه، وتدفع بهم إلى واجهة المشهد، دون أن يمتلكوا المواهب أو القدرات التى تمكنهم من احتلال موقع الصدارة، فكل ما يتقنونه هو أن يكونوا ظلا باهتا، أو دمى تحركها أصابع خفية من وراء ستار.
هؤلاء المراهنون على استعادة أيام الماضى الأسود لإدارة أوباما، بعد وصول نائبه السابق جو بايدن إلى سدة الرئاسة الأمريكية، يحاولون إحياء زمنا مات وحقبة طويت تحت أقدام ملايين المصريين الثائرين فى 30 يونيو 2013، فى أوج سطوة إدارة أوباما، ولم تفلح تهديدات الإدارة الأمريكية ولا عقوباتها فى أن تدفع بالمصريين ولو خطوة واحدة إلى الوراء.
المراهنون على تغيير أهواء «الإدارة» الأمريكية، لا يقدرون «الإرادة» المصرية حق قدرها، فدولة 30 يونيو التى استطاعت أن تستعيد زمام المبادرة، وتبدأ عهد البناء للحجر والبشر وسط أنواء عاصفة تجتاح المنطقة كلها، ليست تلك الدولة التى تخشى تحولات السياسة فى عواصم العالم، فمصر لم تعد تلك الدولة التى تنتظر ضوءا أخضر من هنا أو هناك كى تحمى أمنها القومى وتدافع عن مصالحها العليا، وقد أثبتت الوقائع خلال السنوات الماضية أن القاهرة تصنع قرارها بنفسها، وتحمى استقلالية مواقفها بتماسك شعبها، وقوة مؤسساتها، ونبل مقاصدها، وندية علاقاتها مع كل القوى الإقليمية والدولية.. قوى الخراب سواء المتأسلمة منها أو غير المتأسلمة، تدرك قبل غيرها أن صلاحيتها انتهت، وأن الشعب لفظها، وأن أحلام العودة إلى المشهد باتت من رابع المستحيلات، لذا فهى تراهن على الخارج من أجل أن يمنحها قبلة الحياة، لكن من يقرأ التاريخ جيدا يعرف أن كل الذين راهنوا على قوى الخارج كان مصيرهم مزبلة التاريخ، وهو ما يختصره المثل الشعبى العبقري: «آخر خدمة الغز علقة».

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة