مصطفى باشا النحاس رئيس حزب الوفد
مصطفى باشا النحاس رئيس حزب الوفد


رئيس مجلس الأمة يتمرد على الكوسة في أول يوم دراسة 

إسلام دياب

الإثنين، 09 نوفمبر 2020 - 09:34 م

تتعرض بعض الشخصيات المهمة التي تسلط عليها دائرة الضوء لعدد من الانتقادات بشأن دراستهم أو شهاداتهم ولكن الأمر كان مختلف مع مصطفي باشا النحاس باعتباره أبرز السياسيين المصريين في القرن العشرين، الذي تولى منصب رئيس وزراء مصر ورئيساً لمجلس الأمة «مجلس النواب المصري حالياً»، والذي تولى زعامة حزب الوفد وساهم في تأسيسه وساهم في تأسيس جامعة الدول العربية.. وتنشر «بوابة أخبار اليوم» رحلة مصطفى النحاس إلى القاهرة وأول يوم دراسة له في المدرسة الابتدائية والذي كان فيها متفوقًا حتى حصوله على شهادة الليسانس في الحقوق..
 
ونشرت مجلة «آخر ساعة» إحدى إصدارات مؤسسة «أخبار اليوم» في عددها الثالث موضوع سردت فيه ما حدث لمصطفى باشا النحاس رئيس حزب الوفد في أول يوم له في القاهرة بعد أن تردد على الكتاتيب  في سمنود أن يتحق بمدرسة ابتدائية فطلب من والده الانتقال لمدرسة ابتدائة فأجابه إلى طلبه فذهب إليها لأول مرة في حياته، فذهبا من المحطة رأسًا إلى مقام الحسين وبعد الصلاة ذهبا إلى محل «ستاين» لشراء ملابس للتلميذ النجيب..

توجها لمقابلة أمين بك سامي ناظر المدرسة وعلى الرغم من أنه لم يتبقى من السنة الدراسية سوى 3 أشهر ونصف إلا أنه صمم على دخول السنة الثالثة بعد اجتيازه امتحان القدرات قبل الدخول، ولما كانت الأقساط المدرسية تدفع كل 3 أشهر قائمة بذاتها اقترح أمين باشا ابقاءه خارج المدرسة 15 يوما على أن يدخلها في أول الشهر التالي وبذلك لا يدفع إلا القسط الأخير وقال: «وأنا كفيل بأن يراجع في الأشهر الثلاثة الأخيرة مواد السنة كلها..

ولما حل أول يوم في الشهر التالي دخل مصطفى باشا المدرسة في قسمها الداخلي وهو لا يزال يذكر أنه لما حان موعد الغداء في اليوم الأول وجد الأكل على غير مزاجه ولم يقو على التهام الكوسة المطبوخة بالصلصة لرائحتها ومع ذلك وضع لقمة في فمه وحاول الضغط على نفسه فلم يفلح وما كاد يغادر قاعة الأكل حتى أعطى الفراش نقودًا ليبتاع له بها شيئًا من الخارج فرفض هذا أن يسدي إليه هذه الخدمة لأن الناظر كان معروفا بشدته، وقد قص على النحاس باشا نفسه أنه لما غربتالشمس في ذلك اليوم أحس بجوع شديد، لما قدم له طعام العشاء أكل بشهية ومن تلك الساعة ألف طعام المدرسة ولم يتذمر منه..

وعكف التلميذ الجديد في الحال على مراجعة الدروس التي تلقاها اخوانه في الأشهر السابقة التي جانب عنايته بدروسه الجديدة وكان أمين باشا يعقد لهم امتحانات أسبوعية ويوزع جوائز على المجدين منهم مكافأة لهم وحثًا للآخرين على اللاقتداء بهم وكانت الجوائز تتألف من بطاقات كبيرة «كارتات» نقشت عليها آيات من القرآن الكريم بالخط الثلث وكانت من ثلاثة أنواع نوع مطبوع بالذهب وآخر مطبوع بالفضة وثالث مطبوع بالبرونز، ولم ينقض عليه أسبوع في المدرسة حتى نال الجائزة الأولى في كل مادة من المواد التي كانت تدرس لهم كما نال الجائزة الأولى في الأخلاق..

واستعد مصطفى باشا لامتحان آخر السنة استعدادًا عظيمًا وسأله إخوانه هل يستطيع أن يدخل هذا الامتحان وهو لم يدرس من السنة الدراسية كلها سوى ثلاثة أشهر فقال لهم إنه يتكل على نفسه بعد اتكاله على الله، ولما أعلنت نتيجة الامتحان كان دولته أول اخوانه ورئيس فرقته، قائلًا: يرجع نجاحي إلى رغبتي دائًا ألا أكون متأخرًا عن أحد وكان شديد الحرص على ألا يسبقه أحد حتى نلت الليسانس..

ولد مصطفى النحاس في 15 يونيو 1879 في سمنود، بمحافظة الغربية، لأسرة ميسورة الحال، والده محمد النحاس أحد تجار الأخشاب المشهورين له سبعة من الإخوة والأخوات، تلقى تعليمه الأساسي في كتاب القرية في سن السابعة، أرسله والده وهو في سن الحادية عشر للعمل بمكتب التلغراف المحلي، ونال إعجاب من في المكتب بعد إتقانه لطريقة الإرسال والإستقبال وترجمة الرموز، انتقل النحاس لأول مرة إلى مدينة القاهرة، والتحق بالمدرسة الناصرية الابتدائية بالقاهرة، وحصل منها على الشهادة الابتدائية، ثم التحق عام 1892 بالمدرسة الخديوية الثانوية، ثم التحق بمدرسة الحقوق عام 1896 وتخرج فيها عام 1900.

أقرأ أيضا: «فاتن حمامة» أعظم ممثلة في الشرق ديونها 17 ألف جنيه

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة