زيارات ميدانية للمتدربين ونواب المحافظات
زيارات ميدانية للمتدربين ونواب المحافظات


خريجو الدفعة الثانية للبرنامج الرئاسى.. خبرات جديدة فى خدمة المحليات

محمد سعد- حسن سليم

الثلاثاء، 10 نوفمبر 2020 - 02:48 ص

 

» 79 متدربا بدواوين المحافظات لدراسة المشاكل وتقديم الحلول عن قرب
» الأكاديمية الوطنية للتدريب تصقل مهارات أبناء دفعة الفريق «العصار» بتدريب ميدانى
» جاكلين عازر: العمل أُثناء كورونا أضاف جوانب جديدة.. والبرنامج منبر لتأهيل القيادات
» دينا عثمان: قدموا حلولاً رائعة واستوعبوا كيفية إدارة الدولة
» بلال حبش: شاركوا فى جميع الجولات وتدربوا ليصبحوا محافظين


عامان من العمل فى الأكاديمية الوطنية للتدريب من أجل تخريج دفعتين من البرنامج الرئاسى لتأهيل التنفيذيين للقيادة، أصقلوا مهاراتهم ببرامج تدريبية متواصلة لـ 8 أشهر اطلعوا فيها على أحدث نظريات الإدارة والتخطيط العلمى والعملى، مع تطبيق الأساليب الحديثة لمواجهة المشكلات. وبالفعل وقع الاختيار فى الدفعة الأولى على عدد من نواب المحافظين الحاليين ليكونوا أملاً للكثيرين بأن للشباب مكانا فى قيادة الدولة، وفى الدفعة الثانية التى أطلق عليها دفعة «الفريق العصار»، خضع 79 متدربا لكل مراحل البرنامج حتى وصلوا لمرحلة أخيرة افتقدتها الدفعة الأولى لكنها منحتها للدفعة الثانية، وهى التدريب الميدانى. 79 متدربا من أبناء دفعة الفريق العصار تم توزيعهم على 26 محافظة فى مجموعات تتراوح بين 3 و 5 أشخاص، للتدريب العملى والميدانى فى دواوين المحافظات لمدة شهر كامل، شاركوا خلاله باجتماعات الوزارة، والجولات التفقدية، ودرسوا القضايا المٌلحة للمحافظات التى عملوا فيها، وقدموا اقتراحاتهم، والهدف أن يكونوا مستعدين للنداء فى أى لحظة كما حلم الرئيس عبدالفتاح السيسى قبل 5 سنوات. بتواجد كفاءات وطنية شابة مؤهلة للعمل السياسى والمجتمعى  «الأخبار» تخوض الرحلة مع عدد من نواب المحافظين لشرح آليات تدريب الدفعة الثانية من البرنامج على الإدارة والعمل الميدانى، وتوضيح مدى تفاعلهم وإيجابية اقتراحاتهم، وآمال النواب نفسهم فيما هو قادم.

 

البداية من الإسكندرية، ود. جاكلين عازر، نائب المحافظ، التى تقول إن المحافظة أعدت خطة تدريب شاملة لمتدربى البرنامج الرئاسى لتأهيل التنفيذيين للقيادة، مع الترتيب لهم لحضور العديد من الاجتماعات المهمة ذات التأُثير وعلى رأسها اجتماع قطاعى الصحة والتعليم لمتابعة الاستعدادات لدخول المدارس فى ظل جائحة كورونا والذى يعد حدثا استثنائيا يحتاج لعمل بعناية شديدة لمدى خطورته.


وتضيف «عازر» أن عمل المتدربين مع المحافظة على مشروعات مهمة فى ظل جائحة كورونا، أضاف جانبا جديدا من خلال إدارة الأزمات الحساسة والأبعاد المختلفة، والتى تعتبر جائحة كورونا وتعامل الدولة معها على رأسها باعتبارها أكثر القضايا المتشعبة والمتعلقة بكل نواحى المجتمع.


وتوضح أن العمل لم يكن مكتبياً فقط من خلال حضور الاجتماعات أو الزيارات للإدارات المختلفة داخل ديوان عام المحافظة سواء بصحبتها أو برفقة مسئول إدارة التدريب، إذ امتد من خلال الجولات الميدانية للأحياء ومناطق المشاكل المختلفة لدراستها ومتابعتها عن كثب، مع تقديم شرح مستفيض للمشكلة والطرق المتبعة لحلها.


وتشير إلى أن المتدربين شاركوا فى تقديم مقترحات مختلفة للحل بأساليب تعبر عن إبداعهم الشخصى وتعليمهم المتميز داخل البرنامج، وهو ما أضاف لهم جوانب أخرى ليقدموا مقترحات لتطوير آليات عمل المحافظة ومنها ما دخل حيز التنفيذ بالفعل مثل اقتراح تفعيل مركز التدريب الملحق بديوان المحافظة مع وضع جدول للدورات التدريبية لثلاثة أشهر قادمة، فضلا عن تقديمهم أول دورة تدريبية بأنفسهم، وهو ما يعكس حماسهم للتجربة.


خبرة مكتسبة
وتوضح أن العمل الفعلى يختلف عن أى دراسات أو محاضرات مهما وصل قدر تعميقها، وأشارت إلى أن المحافظة استقبلت وفداً من الأكاديمية الوطنية للتدريب لتقييم التجربة والوقوف على أهم ما أثار إعجاب المتدربين فى التدريب الميدانى ومعرفة الخبرات التى ما زالوا يودون اكتسابها، وأهم ما اكتسبوه خلال تلك الفترة.


وتوضح أن أكثر ما اكتسبه المتدربون من خلال العمل الميدانى هو معرفة كيفية صُنع القرار والتعامل مع موظفى ديوان عام المحافظة وتفهم الهيكل الداخلى لها، وأنهم تمنوا حضور المجلس التنفيذى للمحافظة لكنه لم يُعقد أثناء فترة تدريبهم، لذلك تم الاتفاق على حضورهم أول مجلس تنفيذى يُعقد بها حتى لو انتهت مدة تدريبهم.


وتعرب نائبة محافظ الإسكندرية عن آمالها أن يتم الاستعانة بالمتدربين فى المناصب المختلفة سواء بالوزارات أو المحليات أو أى موقع تحتاجهم فيه الدولة لتحقيق أقصى استفادة مما اكتسبه الشباب من ناحية وتنفيذ أهداف برامج الأكاديمية من ناحية أخرى وهو تمكين الكوادر الفعالة فى مصر لتصبح قادرة على فهم واستخدام الأساليب الحديثة فى صنع السياسات وإدارة صنع القرار وتحويل التفكير التقليدى لمفاهيم الإدارة العامة إلى أسلوب أكثر حداثة، توافقاً مع أحدث التطبيقات والنماذج الدولية.


منبر الخبرات
وتضيف أن الهدف أن يتماشى التدريب الفعلى مع الأكاديمى بالبرنامج مع استراتيجية التنمية المستدامة: رؤية مصر 2030 التى تركز على ثلاثة محاور رئيسية هى الاقتصاد والبيئة والبعد الاجتماعى وتوفير اهتمام خاص لفئات محددة من المجتمع بما فى ذلك الشباب والنساء و ذوى الإعاقة.


وتختتم بأن البرنامج الرئاسى لتأهيل التنفيذيين للقيادة يعتبر منبرًا لزيادة خبرات الشباب العملية والعلمية وهو ما اكتسبته من خلاله إلا أنه لم يتح فرصة التدريب العملى داخل الدواوين قبل تعيينها.
ومن الاسكندرية إلى مرسى مطروح لم تختلف الآراء كثيرًا فالبرنامج واحد والرؤية واحدة وطرق الإدارة متنوعة ومتجددة، وقضايا المحافظة أكثر اختلافا، وهو ما أكدت عليه نائبة المحافظ دينا عثمان أن مشاكل المحافظة مختلفة عن أى محافظة أخرى، وهو ما ميز المتدربين الثلاثة الذين كتبوا فى رغبتهم التدريب فى المحافظة كرغبة أولى.


صف ثانٍ
وتؤكد أن تأهيل الدولة للشباب ليكونوا صفاً ثانيًا من القيادات وحرصها على أن يتعلموا على أرض الواقع من خلال نماذج محاكاة واقعية تدرس المشاكل الموجودة بالفعل وتقدم لها حلول تنفذ فى الحال ويروا أثارها على أرض الواقع أمر مختلف تماما، فهم لا يكتفوا بالعامل النظرى فقط الذى لا يكون كافيا فى بعض الأوقات، وأنه الأسلوب برمته يعبرعن مدى احترام الدولة للشباب وإيمانها بقدراتهم واعتمادها عليهم.


وتضيف أنها حاولت أن توصل للمتدربين ما يحدث فعلا بإدارة الدولة على مستوى المحليات وهو ما لم يكن يتوقع أى منهم أن تصل الأمور إلى ذلك العمق، حتى إذا كان من المخضرمين سياسياً واجتماعيا.
صدمة كبرى
وتتابع : « حين بدأنا مهمتنا كنواب محافظات قبل حوالى عام مثل الأمر لنا صدمة كبرى فى بداية عملنا حتى فهمنا وتعلمنا من خبرات المحافظين،لكننا لم نتوقع أن يكون الاختلاف شاسعا لهذه الدرجة، وأن يكون عامل التخويف من كبار الموظفين يصل لتلك الأمور»
وتوضح: « لم يكن الموظفون يعلموا دورنا واعتقدوا أننا شباب جاء لمناصبه كصورة، لكن مع مرور الوقت تفهموا مهمتنا، ودورنا ودورهم لتنفيذ رؤية الدولة».


وتضيف أن ما تقوم به الأكاديمية الوطنية للتدريب أمر رائع إذ تطور من أدائها من خلال تدريب الدفعة الثانية عمليا بدواوين المحافظات، وتجعلهم على دراية واسعة بكل ما يدور.
وترى أن من كانوا معها من الشباب استوعبوا جيدا ما يدور بشدة لاتخاذ القرار، وما واجهه نواب المحافظين الحاليين خاصة أنهم كانوا بداية التجربة، وواجهوا بشدة «العقل القديم» بالمحافظات قبل أن يستوعب هؤلاء ما ترغب الدولة فى تغييره، وأن النواب يضيفوا السرعة والأفكار الشبابية بجانب خبرة المحافظين.


حجم المعوقات
وتوضح أن أبرز ما أدركه الشباب خلال فترة تدريبهم حجم المعوقات التى تقف أمام متخذ القرار، وكيفية تقدير تلك المعوقات والتعامل معها، وكيفية التحدى لإقامة التطوير، داخل المحافظة، ولاسيما تدريب كبار السن من الموظفين على أساليب العمل الجديدة التى تسعى إليها الدولة، وضرورة مواكبة طاقة الأمل، وأن الموظفين بدأوا يعلموا ويدركوا ما تحتاجه الدولة منهم.
وتضيف نائب محافظ مطروح أن الأمور سارت وفق مخططات واضحة ومدروسة، إذ تم وضع خطة عمل لمدة 30 يوما للمتدربين بالتعاون مع مديرى الإدارات الخدمية ومهندسى المشروعات القومية.


وتشير إلى أنه تم عمل معايشة لهم للواقع من خلال ورش عمل داخل الإدارات المختلفة وحضور اللقاءات المهمة مع المواطنين والجمهور، وتم أخذ آرائهم ومقترحاتهم فى بعض المواقف كأنهم نواب محافظين، كشكل من نماذج المحاكاة.
وتتابع أن تجربة التدريب الميدانى داخل المحافظات مفيدة جدًا لهم فى العمل كتنفيذيين؛ فهى تمكنهم من أن يكونوا واقعيين فى أفكارهم وأحلامهم وكذلك تُصقل المعرفة التى اكتسبوها من التدريب النظرى.


وتوضح أن الإدارة المحلية تمثل تحديًا فى بعض النواحى ما يجعل التدريب بها على قدر صعوبته على قدر الفائدة الكبيرة التى تعود منه، وأن المحافظة ووفد الأكاديمية لمسوا جهد الثلاثة متدربين وحرصهم الشديد على أن يتعلموا كل شيء، وسلموهم شهادات التقدير ودروع المحافظة، وقام المتدربون بتسليم مشروع تطوير الأداء المؤسسى فى ديوان عام المحافظة والمديريات الخدمية.


كتابة التاريخ
وتضيف أنها وعدت المتدربين بتنفيذ ما اقترحوه وتمنوه لمحافظة مطروح بناءً على جولاتهم داخل الإدارات، وأضافت أن أسماءهم ستكتب فى تاريخ المحافظة، وعندما يصبح أحدهم نائبًا أو محافظًا لمطروح سيشعر بالفخر لتركهم أثر فى المحافظة التى تدربوا بها».
وترى دينا أن أعضاء البرنامج الرئاسى لتأهيل التنفيذيين للقيادة مختارون بدقة وعناية شديدة جدًا، وأنهم شخصيات مميزة وعلى قدرٍ كبيرٍ من المسئولية، وأن الموظفين التفوا حولهم راغبين فى العمل معهم نظرا لأسلوبهم وأدبهم وأخلاقهم وثقافتهم وعلمهم، كما أن طرحهم للأسئلة أبهر مديرى الإدارات بقدر وعيهم رغم صغر أعمارهم.


آليات حديثة
وتختتم أن هؤلاء ليس لهم هدف لمنصب أو كرسى بل هدفهم الوحيد هو حب بلدهم، ورغبتهم فى ترك أثر لها ،وأن ذلك الإخلاص وهو ما يحرك الكثيرين ليكون الهدف الرئيسى وجود نماذج قادرة على فهم واستخدام الآليات الحديثة فى رسم السياسات وإدارة عملية اتخاذ القرار وتطبيق نمط تفكير حديث متماشيًا مع أحدث التطبيقات والنماذج الدولية الناجحة مما يجعلهم قادرين على تولى المناصب القيادية المختلفة.


تدريب مختلف
ومن جانبه يرى بلال حبش نائب محافظ بنى سويف أن ما جعل تجربة التدريب ببنى سويف مختلفة عن باقى المحافظات هو أن المحافظ د. محمد هانى نفسه أحد خريجى البرنامج الرئاسى لتأهيل التنفيذيين للقيادة ويعتبر أصغر محافظ فى مصر، وكذلك نوابه خريجو نفس البرنامج سواء هو -بلال حبش- أو النائب الآخر من البرنامج وهما من تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.
ويضيف أنه تم التعامل مع المتدربين من أول يوم وكأنهم موجودون بالفعل للإدارة؛ وتم اطلاعهم على كل الملفات وإشراكهم فى جميع التحركات والاجتماعات مع تدريبهم ليصبحوا محافظين أو نواب محافظين، وبمجرد وصولهم ديوان عام المحافظة.


ويتابع أنه تم إجراء لقاء تعريفى لهم جلسوا فيه مع المحافظ والسادة نائبيه والسكرتير العام والسكرتير العام المساعد، مع تقسيمهم ليرافق كل فرد منهم واحدًا من ثلاث قيادات بصفة دائمة بالتناوب كل عشرة أيام، وهم النائبان ومعاون المحافظ محمد جبر وهو كذلك أحد خريجى البرنامج الرئاسى لتأهيل التنفيذيين للقيادة.


الجانب العملى
ويرى أن الجانب العملى فى التدريب أهم كثيرًا من الجانب النظرى، وأن المحافظة هى سلطة تنفيذية على مستوى مختلف، فهى تُدير جميع القطاعات لجميع المواطنين على أرض المحافظة، وهو ما يكسب المتدربين خبرة أخرى ومفاهيم مختلفة، ورؤية أوسع لإدارة الأمور.


ويؤكد أن التدريب فى المنصب التنفيذى يعتمد بشكل أساسى على مهارات التواصل لدى الشخص نظرا لكونه متعلقا بالعمل على إدارة البشر، وأن التخصصية فيه مبنية على مجموعة الخبرات المتراكمة لإدارة الملفات التى يكون بعضها حساسا للغاية وأنه بالنسبة للمتدربين تم استكمال البرنامج التدريبى المُعد لهم حتى اليوم الختامى.


ويقول نائب محافظ بنى سويف إن البرنامج الرئاسى يشهد تطورا كبيرًا وهو ما تدريب الشباب أحد معالمه، بأن يكون هناك إعداد لوجود صفوف من القيادات جاهزة للاستدعاء فى أى وقت لخدمة الدولة.


صقل مهارات
ويضيف أن إصقال المهارات عملية دائمة وليست محصورة بوقت معين لذا يجب استمرار عملية التعليم والتدريب، خاصة أنها عملية لا يجب أن تتوقف وهو ما ظهر جليا فى تدريبات الشباب، من خلال مناقشاتهم المتعددة وزياراتهم للمشروعات الكبرى الاستثمارية بالمحافظة.


ويؤكد أن الشباب الحالى من متدربى الدفعة الثانية لديهم فرصة لم تكن موجودة لدى النواب الحاليين بأن يتعلموا ويستفيدوا من الخبرات فى إطار التدريب، وهو ما أظهر ارتياحيه فى العمل لهم وإشراكهم فى برنامج الموظف المحترف بأهمية تدريب المحافظين.
ويتابع أنه مهما زاد التدريب والتأهيل فإن التجربة من موقع القيادة مختلفة، ومواجهة المشاكل وجها لوجه مختلفة، وأن البرنامج إعداد للصفوف القيادية وهو نواة لدخول دولاب العمل الحكومى، مشيرًا إلى أن الوضع بالكامل جديد، وأنه على الرغم من ذلك فإن لمسات الشباب ظاهرة وواضحة، خاصة مع حضورهم المجلس التنفيذى لمعرفة كيف تدار الأمور وحضورهم غرفة عمليات الانتخابات ومواجهة الأمطار.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة