الثلاثاء، 10 نوفمبر 2020 - 02:48 م

اعترف إيدن  رئيس الوزراء البريطاني، في مذكراته بأن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كان سيقضي على إسرائيل، وقال إن مصر كانت متفوقة في الطائرات على قوات إسرائيل وكان يمكنها أن تضرب تل أبيب وباقي المدن بسهولة..

وأضاف إيدن أن إسرائيل كانت تريد الهجوم على الأردن ولكن إذا حدث ذلك فإننا كنا مضطرين لأن نحارب مع الأردن التي ستنضم إليها مصر والإتحاد السوفيتي، بينما ستحارب فرنسا مع إسرائيل وكانت سياسة عبد الناصر تجاه إسرائيل استفزازًا لا يمكن احتماله..

ونشرت جريدة أخبار اليوم في عددها رقم 795 الصادر في 30 يناير 1960 ما قاله إيدن: في صباح 12 أكتوبر وأنا استعد لإلقاء الخطاب الختامي لمؤتمر حزب المحافظين تلقيت رسالة من سلوين لويد من نيويورك أبلغني فيها نبأ بيان متفائل ألقاه أيزنهاور بالتليفزيون في اليوم السابق قال في البيان إن التقدم في النزاع الخاص بالسويس مشجع للغاية ولكن يبدو أن الثقة لم تكن في وقتها لأن الاتحاد السوفيتي استخدم الفيتو في الليلة التالية لشل الجزء الإنشائي في مشروع القرار المعروض على مجلس الأمن، وبهذا انتفت مقترحات الدول الثماني عشرة وهيئة المنتفعين التي رعتها الحكومة الأمريكية نفسها.

وكان وزير الخارجية البريطانية قلقا لهذا الاتجاه الأمريكي الذي كان يبعد كل البعد عن الحقيقة ويدعم مركز مصر أكثر وأكثر وقد كنا نأمل على أقل تقدير في إصدار بيان حول الحالة الخطيرة المهددة في مجلس الأمن يناشد الأمم المتحدة الدعوة إلى تنفيذ مقترحات الدول الثماني عشرة.

لم يكن هناك أمل عند إيدن أن يوافق المصريون على مقترحات الدول الثماني عشرة أو أية مقترحات تعيد الإشراف الدولي على القناة، ولم يكن في وسعه أن يعود من جنيف بقصاصة من الورق غير ذات قيمة حقيقية لأنها لم تكن لتنزع القناة من أيدي عبد الناصر بل كانت تضم بذور الاضطراب في المستقبل أولا فيما يختص بتجارة إسرائيل ثم فيما يختص بدول أخرى بعد ذلك، قائلا: «لقد مررت بتجارب مماثلة من قبل، وفضلت الاستقالة من منصب وزير الخارجية على أن أدعو البرلمان للموافقة على اتفاق مع موسوليني كنت أؤمن أنه لن ينفذه، ولم أكن مستعدا للقيام بنفس الشيء بعد ذلك بعشرين عاما مع عبد الناصر».

أنتوني إيدن من مواليد 12 يونيو 1897 كان سياسيًّا بريطانيًّا من حزب المحافظين ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق، شغل منصب وزارة الخارجية في وزارة الحرب التي ألفها تشرشل 1940-1945م، ثم تولاها مرة أخرى 1951-1955، ثم عين رئيسا لوزارة سنة 1955 ورحل عن عالمنا في 14 يناير 1977.