جلال عارف
فى الصميم
ترامب واللقاح.. بين المرارة والشكوك!!
الثلاثاء، 10 نوفمبر 2020 - 08:25 م
موجة من التفاؤل بشأن المعركة ضد «كورونا» تسود العالم بعد نجاح لقاح «فايزر» فى التجارب النهائية بنسبة٩٠٪، ومع إعلان الشركة عن استعدادها لتوفير ٥٠مليون جرعة قبل نهاية العام، ليتضاعف الانتاج بعد ذلك ويصل الى 1.3 مليار جرعة على مدى العام القادم.
بالطبع مازال أمام اللقاح الجديد أن ينال الترخيص النهائى من هيئة الدواء الأمريكية وإن كان المتوقع ألا يستغرق ذلك إلا بضعة أسابيع. ومازال على العالم أن ينتظر حتى تتوافر كميات مناسبة من اللقاح وأن يتم التعامل مع بعض التعقيدات مثل الحاجة لجرعتين من اللقاح حتى يكون فاعلاً، وضرورة الحفظ فى درجات حرارة تصل الى 75 تحت الصفر للحفاظ على سلامة اللقاح.
لكن ذلك كله لا يمنع التأكيد على أننا أمام خطوة مهمة على الطريق. ستلحق به بالتأكيد خطوات أخرى مع منافسة مازالت مستمرة بين ما يقرب من عشر لقاحات تمر بالتجارب النهائية وتقترب من النجاح، وهو ما يعنى أننا سنكون أمام مرحلة سيتوافر فيها ما يكفى من اللقاحات ضد «كورونا» مع منتصف العام القادم.
توقيت إعلان «فايزر» عن الانجاز الجديد دخل على خط الانتخابات الأمريكية ومشاعر المرارة والشكوك سيطرت على الرئيس «ترامب» وأنصاره. اتهم ترامب هيئة الدواء والديمقراطيين بحرمانه من الحصول على اللقاح قبل الانتخابات ليظهر بعدها بخمسة أيام!!
من الناحية الشخصية المرارة مبررة مع تصور كم كان المشهد فى الانتخابات سيكون مختلفاً لو تحقق لترامب ما كان يتمناه. لكن الشكوك مردود عليها بأن الشركة لا يمكن أن تغامر بخسارة مليارات الدولارات وفقد هذا السبق العلمى العالمى وتتعمد تأجيل إعلان انتصارها الكبير مهما كانت الدوافع. الواضح أن «ترامب» كان يضغط على هيئة الدواء لكى تمنح الشركة استثناء يختصر من فترة التجارب، وهو ما رفضته الهيئة حتى تضمن السلامة لملايين البشر.
«فرق التوقيت» أضاع على ترامب فرصة الاستفادة من اللقاح فى معركته الانتخابية.. لكن يبقى فشله فى التعامل مع «كورونا» هو سبب الخسارة التى مازال يقاوم الاعتراف بها!!