حنان مطاوع
حنان مطاوع


حنان مطاوع: الصدق أقرب طريق لقلب الجمهور

إسراء مختار

الثلاثاء، 10 نوفمبر 2020 - 09:18 م

 

حنان‭ ‬مطاوع،‭ ‬فنانة‭ ‬استثنائية،‭ ‬تتميز‭ ‬بالحضور‭ ‬الهاديء‭ ‬بلا‭ ‬صخب‭ ‬والتأثير‭ ‬القوى‭ ‬بمجرد‭ ‬الحضور،‭ ‬لديها‭ ‬طابعها‭ ‬الفنى‭ ‬الخاص،‭ ‬الذى‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬شخصيتها‭ ‬المتفردة‭ ‬ومشاعرها‭ ‬وانفعالاتها‭ ‬الصادقة.

يشارك‭ ‬حاليا‭ ‬فيلمها‭ ‬‮«‬قابل‭ ‬للكسر‮»‬‭ ‬فى‭ ‬مهرجان‭ ‬الإسكندرية‭ ‬السينمائي،‭ ‬وهو‭ ‬الفيلم‭ ‬المصرى‭ ‬الوحيد‭ ‬المشارك‭ ‬فى‭ ‬مسابقة‭ ‬الأفلام‭ ‬الروائية‭ ‬الطويلة،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬اختياره‭ ‬لافتتاح‭ ‬المهرجان‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يلغى‭ ‬حفل‭ ‬الافتتاح‭ ‬نفسه‭ ‬بسبب‭ ‬سوء‭ ‬الأحوال‭ ‬الجوية،‭ ‬أعربت‭ ‬حنان‭ ‬عن‭ ‬سعادتها‭ ‬الشديدة‭ ‬بالمشاركة‭ ‬المميزة‭ ‬للفيلم‭ ‬فى‭ ‬المهرجان،‭ ‬وتحدثت‭ ‬لـ«الأخبار‮»‬‭ ‬حول‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التفاصيل‭.‬

‭‬كيف‭ ‬استقبلت‭ ‬احتفاء‭ ‬مهرجان‭ ‬الإسكندرية‭ ‬بفيلمك‭ ‬‮«‬قابل‭ ‬للكسر»؟

‭ -‬مشاركة‭ ‬الفيلم‭ ‬فى‭ ‬المهرجان‭ ‬شيء‭ ‬جميل‭ ‬جدا،‭ ‬واختياره‭ ‬أيضا‭ ‬لافتتاحه‭ ‬أمر‭ ‬رائع‭ ‬وأسعدنى‭ ‬بشدة،‭ ‬أما‭ ‬إلغاء‭ ‬حفل‭ ‬الافتتاح‭ ‬كان‭ ‬شيئا‭ ‬قدريا‭ ‬جدا‭ ‬بسبب‭ ‬السيول‭ ‬والأمطار،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬قضاء‭ ‬وقدرا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬فكرة‭ ‬اختيار‭ ‬الفيلم‭ ‬نفسها‭ ‬لهذا‭ ‬الحدث‭ ‬تقدير‭ ‬كبير‭ ‬للفيلم،‭ ‬لأنه‭ ‬تم‭ ‬بعين‭ ‬متخصصة‭ ‬ودارسة،‭ ‬فحين‭ ‬يتم‭ ‬الإشادة‭ ‬بالعمل‭ ‬من‭ ‬المتخصصين‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬متعة‭ ‬كبيرة،‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬حب‭ ‬الجمهور‭ ‬للعمل‭ ‬لأن‭ ‬مقاييس‭ ‬الجمهور‭ ‬مختلفة،‭ ‬ترتبط‭ ‬بقرب‭ ‬الموضوع‭ ‬لقلبه‭ ‬وصدقه‭ ‬واختلافه‭.‬

‭‬ما‭ ‬ردود‭ ‬الأفعال‭ ‬التى‭ ‬استقبلتها‭ ‬بعد‭ ‬عرض‭ ‬الفيلم؟

‭-‬ تلقيت‭ ‬تعليقات‭ ‬جميلة‭ ‬من‭ ‬النقاد‭ ‬والحضور،‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬يعجب‭ ‬الناس‭ ‬ولجنة‭ ‬المهرجان‭.‬

‭ ‬لماذا‭ ‬تعتبرين‭ ‬‮«‬قابل‭ ‬للكسر‮»‬‭ ‬أحد‭ ‬أصعب‭ ‬أعمالك؟

‭ -‬شخصيتى‭ ‬فى‭ ‬الفيلم‭ ‬‮«‬نانسي‮»‬‭ ‬من‭ ‬أصعب‭ ‬الشخصيات‭ ‬التى‭ ‬قدمتها‭ ‬فى‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬لأنها‭ ‬قليلة‭ ‬الانفعالات،‭ ‬مقتصدة‭ ‬فى‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬مشاعرها‭ ‬وتبدو‭ ‬شخصية‭ ‬عادية،‭ ‬وهذه‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬الأدوار‭ ‬هى‭ ‬الأصعب‭ ‬والأخطر‭.‬

هل‭ ‬تطلعات‭ ‬الجمهور‭ ‬تجاهك‭ ‬تجبرك‭ ‬على‭ ‬اختيارات‭ ‬معينة؟

- ‬تضعنى‭ ‬تطلعات‭ ‬الجمهور‭ ‬بين‭ ‬الفرحة‭ ‬والامتنان‭ ‬لربنا‭ ‬والناس‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬وبين‭ ‬الرعب‭ ‬لأنها‭ ‬مسئولية‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬فهذا‭ ‬شرف‭ ‬كبير‭ ‬لى‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬أحافظ‭ ‬عليه،‭ ‬لكن‭ ‬عند‭ ‬وضع‭ ‬اعتباراتى‭ ‬فى‭ ‬اختيار‭ ‬الدور‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬رقم‭ ‬واحد،‭ ‬كى‭ ‬لا‭ ‬أفقد‭ ‬روح‭ ‬المغامرة،‭ ‬فأنا‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أغامر‭ ‬وأفاجيء‭ ‬الناس‭ ‬وأكون‭ ‬حقيقية‭ ‬وصادقة،‭ ‬وعندما‭ ‬يشعر‭ ‬الجمهور‭ ‬أنك‭ ‬مغامرة‭ ‬لكن‭ ‬لست‭ ‬متهورة،‭ ‬وصادقة‭ ‬وتحترمينه،‭ ‬سيزداد‭ ‬ارتباطه‭ ‬بك‭.‬

‭‬كررت‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬صادقة‮»‬‭ ‬عدة‭ ‬مرات،‭ ‬لماذا‭ ‬تمنحين‭ ‬الصدق‭ ‬تلك‭ ‬الأولوية‭ ‬فى‭ ‬حديثك؟

‭ -‬أشعر‭ ‬أن‭ ‬الصدق‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬شيء‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬جعل‭ ‬الإنسان‭ ‬متواصل‭ ‬مع‭ ‬الناس‭ ‬ومع‭ ‬الله‭ ‬وحتى‭ ‬مع‭ ‬ذاته،‭ ‬فإذا‭ ‬أخطأت‭ ‬وكانت‭ ‬نيتك‭ ‬خيرا‭ ‬وكنت‭ ‬صادقة‭ ‬هذا‭ ‬يشفع‭ ‬لك،‭ ‬والإنسان‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬هو‭ ‬طاقة،‭ ‬إذا‭ ‬خرجت‭ ‬منى‭ ‬طاقة‭ ‬كذب‭ ‬ستصنع‭ ‬جفاء‭ ‬بينى‭ ‬وبين‭ ‬الناس،‭ ‬الحقيقة‭ ‬وحدها‭ ‬هى‭ ‬التى‭ ‬تصنع‭ ‬التقارب‭.‬

‬خلال‭ ‬أيام‭ ‬سيتم‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬نتيجة‭ ‬استفتاء‭ ‬أفضل‭ ‬ممثلة‭ ‬فى‭ ‬إفريقيا‭ ‬والتى‭ ‬تصدرت‭ ‬فيها‭ ‬تصويت‭ ‬الجمهور..‭ ‬فما‭ ‬تطلعاتك‭ ‬تجاه‭ ‬تلك‭ ‬الجائزة؟

‭ -‬الاستفتاء‭ ‬ينقسم‭ ‬لشقين‭ ‬أحدهما‭ ‬للجمهور‭ ‬والآخر‭ ‬للجنة‭ ‬متخصصة،‭ ‬وينطبق‭ ‬عليها‭ ‬نفس‭ ‬فكرة‭ ‬تقييم‭ ‬الناقد‭ ‬للعمل،‭ ‬فحين‭ ‬يقول‭ ‬الجمهور‭ ‬كلمته‭ ‬بشأنك‭ ‬ويعطيك‭ ‬مكانة‭ ‬مميزة‭ ‬فى‭ ‬قلبه‭ ‬له‭ ‬متعته،‭ ‬وحين‭ ‬تثنى‭ ‬عليك‭ ‬عين‭ ‬متخصصة‭ ‬متابعة‭ ‬لتقنيات‭ ‬وتطورات‭ ‬العالم‭ ‬الفنية‭ ‬لها‭ ‬متعتها‭ ‬أيضا،‭ ‬وبالتأكيد‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬أوفق‭ ‬فى‭ ‬كلا‭ ‬الجانبين‭.‬

«‬قابل‭ ‬للكسر‮»‬‭ ‬بطولة‭ ‬مطلقة‭ ‬لك..‭ ‬ألا‭ ‬تشعرين‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الخطوة‭ ‬تأخرت؟

‭ -‬لكنها‭ ‬أتت،‭ ‬أنا‭ ‬لا‭ ‬اختار‭ ‬أعمالى‭ ‬حسب‭ ‬درجة‭ ‬البطولة،‭ ‬بل‭ ‬أشارك‭ ‬فى‭ ‬العمل‭ ‬الذى‭ ‬يمكننى‭ ‬تقديم‭ ‬شيء‭ ‬مميز‭ ‬فيه،‭ ‬وأحيانا‭ ‬تعرض‭ ‬على‭ ‬بطولة‭ ‬مطلقة‭ ‬فى‭ ‬عمل‭ ‬ضعيف‭ ‬فأرفض‭ ‬تقديمه،‭ ‬بينما‭ ‬هناك‭ ‬أعمال‭ ‬جماعية‭ ‬تقدم‭ ‬مساحات‭ ‬مهمة‭ ‬ورؤى‭ ‬مختلفة‭ ‬وتؤثر‭ ‬فى‭ ‬مسيرة‭ ‬الفنان‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬البطولات‭ ‬المطلقة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬يتجه‭ ‬للبطولات‭ ‬الجماعية،‭ ‬لذلك‭ ‬رغم‭ ‬أهمية‭ ‬البطولات‭ ‬المطلقة‭ ‬لكن‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬تصبح‭ ‬أبدا‭ ‬غاية‭ ‬فى‭ ‬حد‭ ‬ذاتها‭.‬

الشهرة‭ ‬والغرور‭ ‬أصبحا‭ ‬متلازمين‭ ‬فى‭ ‬وقتنا‭ ‬الحالي..‭ ‬فكيف‭ ‬تنظرين‭ ‬لفكرة‭ ‬تكبر‭ ‬الفنان؟

‭-‬ التواضع‭ ‬مطلب‭ ‬إنساني،‭ ‬فيجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الإنسان‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬متواضعا‭ ‬وليس‭ ‬الفنان‭ ‬فقط،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نضع‭ ‬نهايتنا‭ ‬أمام‭ ‬أعيننا‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬الصحة‭ ‬ولا‭ ‬العمر‭ ‬ولا‭ ‬النجومية‭ ‬دائمة،‭ ‬فلا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نغتر‭ ‬فى‭ ‬الوصول‭ ‬للقمة‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬الوصول‭ ‬يعنى‭ ‬بدء‭ ‬النزول،‭ ‬فلا‭ ‬يوجد‭ ‬شيء‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬صعود‭ ‬دائم،‭ ‬وهذه‭ ‬النظرة‭ ‬ليست‭ ‬تشاؤمية‭ ‬ولكنها‭ ‬واقعية‭.‬

ما‭ ‬الذى‭ ‬غيرته‭ ‬الأمومة‭ ‬فى‭ ‬شخصيتك؟

‭ -‬الأمومة‭ ‬لا‭ ‬تغير‭ ‬المرأة،‭ ‬بل‭ ‬تضيف‭ ‬إليها،‭ ‬وأنا‭ ‬أشعر‭ ‬أن‭ ‬أماليا‭ ‬نورت‭ ‬حياتى‭ ‬ووجودى‭ ‬وأضاءت‭ ‬شيئا‭ ‬بداخلي،‭ ‬فقد‭ ‬أضافت‭ ‬لى‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬غيرت‭ ‬مني،‭ ‬وأضافت‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬الصبر‭ ‬والرحمة‭ ‬وفكرة‭ ‬العيش‭ ‬للآخر،‭ ‬فالحياة‭ ‬هى‭ ‬نفس‭ ‬الحياة‭ ‬وأنا‭ ‬نفس‭ ‬الإنسانة‭ ‬ولكن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬ازداد‭ ‬نورا‭.‬

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة