علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب


انتباه

الاستثمار فى الأمطار!

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 11 نوفمبر 2020 - 08:13 م

لا تسعدنى تصريحات أى مسئول عن استعدادات الجهة التى يرأسها، لمواجهة الأمطار الغزيرة، والسيول العارمة، لأن كل ما هنالك لا يتجاوز الدفع بعربات الكسح والشفط، أو أعمال الصيانة لشبكة الصرف حتى تستوعب الجانب الأكبر من المياه المنهمرة.. المهدرة مع سبق الاصرار!
أما المسئولون الذين تعهدوا فى الأزمات السابقة باستثمار الأمطار والسيول، وعدم التعامل معها باعتبارها كارثة لا راد لها، فإنهم «يلحسون» ما قالوا، أو يراهنون  على ذاكرة السمكة التى يتوهمون أن المصرى يتمتع بها، أو هكذا يقنعون أنفسهم!
فى دول عديدة، بعضها فى المنطقة العربية، يتعاملون مع مياه الأمطار والسيول باعتبارها فرصة لابد من اغتنامها، بل نعمة يجب عدم إهدارها.
فى مواسم المطر والسيل قد يتراوح حجم ما يسقط على أرض مصر بين نصف إلى ضعف الإيراد السنوى لمياه النيل، لكن فى غياب سياسة مائية رشيدة، واستراتيچية ذكية ومستدامة تُثمن الامطار والسيول كمورد مهم للمياه، تذهب تلك الثروة سدى، بل يتم التعامل معها باعتبارها مصدرا خطيرا لأزمات تنزل فوق الرؤوس كالصواعق!
آن لمصر أن تتمتع بخطة قومية واضحة ومتكاملة للاستثمار فى الأمطار والسيول، والكف عن مصمصة الشفاه، ونحن نراها تذهب إلى شبكة الصرف الصحى، أو تحول حياة المواطنين فى العديد من المناطق إلى جحيم.
سمعنا كثيرا عن تعميم مصائد الأمطار، ونقاط تجميع مياه السيول وراء سدود، أو التخطيط لجعلها ضمن رصيدنا من المياه الجوفية أو.. أو..
لكن ما يحدث حتى الآن ــ مع الإصرار على عدم الاستثمار الأمثل لمياه الأمطار والسيول ــ يقدم نموذجا فجا لهدر الامكانية، فى سلعة باتت نادرة، وسوف تصبح أكثر ندرة مع الوقت، وزيادة الحاجة لمزيد من المياه لكل أغراض الاستخدامات.
أعتقد أن التعامل مع التفريط فى أى قطرة مياه باعتباره جريمة وطنية وانسانية أمراً حان وقته، إن لم يكن قد تأخر طويلا.
لماذا لا نسعى لتفعيل شعار «الاستثمار فى الأمطار» واجب وطنى، بل قضية حياة أو موت اليوم، وليس غداً؟

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة