رفعـت رشـاد
رفعـت رشـاد


يوميات الأخبار

ذكريات برلمانية

رفعت رشاد

الأربعاء، 11 نوفمبر 2020 - 08:54 م

 

هؤلاء الأصدقاء لم يقفزوا بالمظلات على البرلمان، لقد عاشوا سنوات يعملون فى مجال السياسة ويقدمون الخدمات والمؤكد أنهم سيضيفون الكثير للعمل البرلمانى.

تهل علينا بشائر البرلمان الجديد ـ شيوخا ونوابا ـ وأنا شخصيا أعيش فى جزء كبير من كيانى وتكوينى فى حالة برلمانية تتواصل منذ 35 عاما تقريبا عشت خلالها مندوبا لجريدة الأخبار داخل مجلسى الشعب والشورى واستمرت هذه الحالة كثقافة عامة وانتماء وجدانى لكل ما هو برلمانى فى مصر والعالم. عاصرت ـ عتاولة ـ النواب وتابعتهم فى انتخاباتهم فى دوائرهم وانغمست فى مطبخ السياسة وخبرت كيف تتم صناعتها. تنتعش ذاكرتى كلما تذكرت أفضل أوقاتى المهنية عندما كان الذهاب إلى البرلمان ومتابعة الجلسات والاجتماعات متعة. كلما اقترب موعد افتتاح فصل تشريعى جديد أو دورة برلمانية جديدة أتذكر كيف كنت أحرص على متابعة الجديد الذى سيقدمه المجلس للنواب وكذلك العودة إلى ما نشر من قبل للتذكير ببعض التقاليد البرلمانية التى تحفل بها صفحات التاريخ والأحداث التى تجرى فى مثل هذه المناسبات.
اليوم يعمل مجلس النواب على قدم وساق استعدادا للفصل التشريعى الجديد. يتحمل المسئولية المستشار محمود فوزى الأمين العام للمجلس الذى لمع فى فترة قصيرة لاجتهاده وحرصه على التميز فيما يقدم داخل البرلمان تسهيلا للعملية التشريعية والرقابية. وقد شهدت الفترة الأخيرة تطويرا فى أجهزة المجلس وتدريبا لكوادر العاملين لكى يليق الأداء بأقدم برلمان فى المنطقة. كما نفذ فوزى بالفعل خطة لهذا التطوير مستفيدا من عطلة البرلمان خلال الفترة الماضية تضمنت تحديث آليات العمل وتوفير الأجهزة الحديثة وصيانة القاعة والمبانى استعدادا لبرلمان جديد تشكيلا وكيانا. وعلمت أن لدى فوزى تصورا استشرافيا للأجندة التشريعية فى الفترة القادمة.
أصدقاء فى البرلمان
شهدت الانتخابات الأخيرة فى الشيوخ والنواب اكتساب أصدقاء عديدين عضوية البرلمان سواء بالانتخاب فرديا وقائمة أو بالتعيين. وقد سعدت لهؤلاء الأصدقاء ومنهم عبد الرحمن راضى شيخ نواب القاهرة الذى استمرت عضويته ربع قرن بمجلس الشعب ورشح فى هذه الانتخابات ابنه محمد عبد الرحمن راضى الذى فاز فى الجولة الأولى وهو نموذج مشرف للنزاهة والكفاءة السياسية. من أصدقائى المهندس أحمد الجندى الذى كان قد بذل جهدا كبيرا على مدى سنوات فى العمل السياسى حتى حاز ثقة القيادة السياسية وتم تعيينه بمجلس الشيوخ. سعدت بعضوية الدكتورة سهير عبد السلام ود.عبد الحى عبيد وأكمل نجاتى وشريف الجابرى بمجلس الشيوخ وعضوية د.إيهاب الطماوى وسيد نصر بمجلس النواب. هؤلاء الأصدقاء لم يقفزوا بالمظلات على البرلمان، لقد عاشوا سنوات يعملون فى مجال السياسة ويقدمون الخدمات والمؤكد أنهم سيضيفون الكثير للعمل البرلمانى.
نادى القصة
نشأ نادى القصة منذ ما يقرب من سبعين عاما. تناوب على رئاسة النادى كبار أدبائنا خاصة واستقر فى عمارة يملكها فؤاد سراج الدين السياسى المعروف إبان العصر الملكى. المقر كان مرضيا لأعضاء النادى وكافيا لكى يمارسوا نشاطهم طوال الفترة الماضية. جاء حكم المحكمة الدستورية بشأن عدم امتداد عقود الإيجار للأشخاص الاعتبارية لكى يهدد بموت النادى. ورثة فؤاد سراج الدين يريدون زيادة الإيجار إلى القيمة السوقية لموقع وقيمة الشقة مقر النادى، مجلس إدارة النادى لا يمانع فى زيادة الإيجار بالاتفاق مع الملاك لكن يد النادى المالية قصيرة ولا يحصل على ما يناسب نشاطه من الدعم ويعتمد بشكل كبير على اشتراكات الأعضاء.
يتبنى الكاتب محمد القصبى الأديب وعضو مجلس إدارة النادى قضية المقر ويحملها على كاهله طارقا الأبواب لكى يجد العون لمساندة النادى للخروج من عثرته وإعادة ترتيب أوراقه لكن جهوده لم تثمر عن شيء. كتب القصبى فى جريدة أخبار الأدب عن المسألة ودعا الأدباء الكبار لمساندة النادى، ولاحظت أن القصبى لم يدع أو يناشد وزيرة الثقافة للتدخل لإنقاذ كيان يساهم بقوته الناعمة فى ترسيخ مكانة مصر فى الحياة الأدبية العربية. ربما يرى القصبى أن الوزارة تمارس سياسة أو مبدأ ـ ودن من طين وأخرى من عجين ـ لكى لا تتحمل عبء النادى رغم أن هذا الأمر من صميم أعمالها. ربما لا يتبع النادى رسميا وزارة الثقافة، لكن هذا لا يعنى إهماله وإهدار كيان يزيد عمره على أعمار بعض الدول الشقيقة. فى العالم كله هناك مبدأ المسئولية الاجتماعية للشركات والمؤسسات، تنفق الشركات على المجتمعات المحيطة بها أو التى تحتاج إلى خدمات فى شكل تكافلى لكى ينمو هذا المجتمع ويقبل بوجود شركة ما، فما بالنا بوزارة توجد فى الأصل لنشر الثقافة خدمة وكيانات!
حتى لو كان النادى لا يتبع الوزارة، ما المانع أن تقوم الوزيرة وقيادات الوزارة بحملة لإنقاذ النادى ولو من خارج موازنة الوزارة؟. أطلب الغيورين على الفكر والأدب والثقافة أن يتململوا ويتحركوا لإنقاذ كيان لا يملكه شخص وإنما تملكه مصر.
موسيقى التوك توك
لولا شرائط الكاسيت فى السبعينات لما حقق المغنى أحمد عدوية ذاك الانتشار وقتها، قلب الكاسيت الموازين وصرع شركات الإنتاج الفنى وـ فرمل ـ سيطرة الإذاعة وهيمنتها على عالم الغناء. فى الفترة الحالية يقوم التوك توك بنفس دور الكاسيت وربما أكثر. هذا موضوع الملف الذى نشرته مجلة أخبار النجوم مؤخرا وقرأته بفضول لكى أعرف قصة مشاهير مهرجانات الغنائى والضجة المثارة بشأنهم. أشبع الموضوع فضولى بعدما تعرفت على تفاصيل جاءت على لسان ما أسماه الموضوع "الأب الروحى" لهذا النوع من الموسيقى والأداء الغنائى. تبين أن الأب الروحى دارس للموسيقى وكان عازفا فى إحدى الفرق ويتحرك بمعرفة وقد بنى إمبراطورية موسيقية من خلال هذا النوع من الموسيقى التى انتشرت بسبب التوك توك الذى وصفه بأنه الشبكة العنكبوتية الخاصة بنا.
ثار جدل منذ فترة عن المستوى الهابط لهذا النوع من الموسيقى والأداء، لكن الشاهد أن جماهير غفيرة تميل إليها وتمول جيوب الشباب المؤدى بغزارة فقد بلغت ثروات بعضهم أرقاما فلكية بالمقارنة بأى مجال آخر ناهيك عن المقارنة برجال التعلم والعلم والفن الراقى. التذمر الفنى والمجتمعى لا يجدى فى مثل هذه الأحوال فهناك من يرغب فى هذه السلعة بقوة وعلى استعداد لشرائها وتمويلها، وهذا التذمر المجتمعى ليس جديدا، فالمجتمع عادة يفضل الإبقاء على ما هو قائم ولا يفضل التغيير بنسبة كبيرة وقد حدث هذا عندما غنى عبد الحليم حافظ ـ مع عدم المقارنة بالطبع ـ وحدث عندما ظهر عدوية بل لقد قرأت مقالا قديما فى السبعينات فى مجلة الفنون بقلم حمودة المحمودى عن الغناء المصرى فى القرن التاسع عشر يقول: كانت الأوساط الشعبية تقبل بشغف على سماع "الصهبجية" ينشدون كلاما لا يستقيم له وزن أو معنى، وانتشرت أسماء مثل، حسنين المكوجى، شحاتة الحلوانى، إبراهيم النجار، محمد النقاش وعبد الحميد الجزمجى!! وانتشرت بأغانى ذلك الوقت ألفاظ سخيفة ومعان قبيحة!!
ما أشبه اليوم بالبارحة. أحيى أخبار النجوم التى كنت أحد مؤسسيها والزملاء الأكفاء الذين أعدوا الملف بقيادة الصديق العزيز محمد عدوى رئيس التحرير.
عاطف النمر
أفتقد زيارات صديقى الكاتب الصحفى عاطف النمر وحكاياته التى ننصت لها بإعجاب وهو يواصل عندما يرى شغفنا بمتابعته. لم يظهر عاطف منذ أسابيع لأنه أصيب بالمرض اللعين كورونا هو وزوجته. يذوب عاطف عشقا فى زوجته لذلك لا يهتم بنفسه بقدر خوفه الشديد على زوجته وقد غادر المستشفى مفضلا البقاء معها فى العزل المنزلى لكى يقوم على خدمتها لأنه يراها أحوج إليه أكثر من حاجته إلى نفسه. فى ظل مرضه وهمه يحرص عاطف على القيام بعمله فيقدم صفحة "كنوز" التى تتميز بها جريدة الأخبار والتى نتابعها بلون ورقها المصفر لكى نعود بذاكرتنا وخيالنا إلى زمن ربما نعتقد أنه كان أفضل وهذا أمر طبيعى أن يحن الإنسان إلى الماضى بعد ـ فلترة ـ ذاك الزمن من كل كرب وهم. قبل مرضه أهدانى عاطف النمر كتابه الجديد "نجوم السعادة". جمع فيه لقطات من حياة 30 شخصية فنية من عمالقة الفن المصرى قديما وحديثا فى مقتطفات سهلة الهضم بالغة الإمتاع. لقطات عديدة مما جاء فى الكتاب هى جزء من حياة عاطف نفسه من خلال انغماسه على مدى يقرب من خمسين عاما فى المجال الفنى السينمائى والمسرحى والغنائى. أتمنى لعاطف وزوجته عاجل الشفاء التام وأنتظر عودة صديقى الحكاء لزيارتى ومواصلة حكايته التى لا تنتهى.
الأئمة الأربعة
الكاتب الصحفى جمال عبد المجيد نموذج للصحفى الدءوب الباحث عن تجسيد طاقته وثقافته فى كتب نحتفظ بها فى مكتباتنا ونعود إليها لنتزود بما نحتاج. أصدر جمال عبد المجيد كتابه الجديد "الأئمة الأربعة" الذى تناول جزءا من مواقف وحياة الشيخ محمد متولى الشعراوى، الشيخ عبد الحليم محمود، الشيخ أحمد الطيب والشيخ محمد سيد طنطاوى بنفس الترتيب الذى جاء فى الكتاب. مما رواه جمال فى كتابه عن الشيخ عبد الحليم محمود مواقفه فى مواجهة السادات بشأن الأزهر وقصة إعطاء محتاج كل ما حصل عليه من بيعه قطعة أرض بموطنه فى الشرقية بدلا من وضعها فى الغرض المخصص لها وهو شراء شقة لأولاده. كما روى عن بقية الأئمة ومواقفهم تجاه قضايا الدنيا والدين. الكتاب نشر من قبل على حلقات فى جريدة اللواء الإسلامى وقدم المؤلف الشكر لمؤسسة أخبار اليوم وللكاتب الصحفى أحمد عطية رئيس تحرير اللواء الإسلامى.
سيد حزين
أسعدنى خبر تعيين الدكتور سيد حزين وكيلا لوزارة الشباب مديرا لمديرية الشباب والرياضة بالقاهرة. أعرف حزين منذ سنوات طوال، مثالا للمصرى ابن البلد "الجدع" الذى لم يتلون ولم يتغير وهو يتحلى بكفاءة عالية فى مجال عمله وتخصصه، ستساهم هذه الكفاءة فى دفع منظومة الشباب والرياضة بالعاصمة قدما. لقد صادف اختياره محله تماما.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة