هناء عبدالفتاح
هناء عبدالفتاح


إشتروا منى

الأمريكان براجماتيون

الأخبار

الخميس، 12 نوفمبر 2020 - 07:18 م

 لو حاولنا وضع عنوان رئيسى نلخص فيه تفاصيل ما جرى فى مشهد انتخابات الرئاسة الأمريكية المنقضى بهزيمة دونالد ترامب وفوز جو بايدن يمكننا اختيار قول الشاعر أحمد شوقى " إلام الخلف بينكما إلاما..وهذه الضجة الكبرى علاما؟" إذ وصل مستوى الاتهامات والتراشق المتبادل بين ترامب وبايدن إلى درجة حضيض غير مسبوقة فى تاريخ السياسة الأمريكية فى حين أن الأمر لم يكن يستحق كل هذا، كلاهما يعلم علم اليقين أن ساكن البيت الأبيض لا يستطيع وضع "التاتش بتاعه " ولو حتى فى أصغر تفصيلة تخص الدولة وأن ساكن البيت الأبيض دائماً وأبداً ملتزم بأجندة معينة ليس فى مقدوره أبداً خرق ما جاء فيها، وبالتالى كان عليهما التزام الهدوء وضبط النفس أكثر من ذلك، على الأقل حفاظاً على صورة الديموقراطية الكارتونية التى تروج لها أمريكا طول الوقت على أنها ديموقراطية من لحم ودم!، المهم أن هذا المشهد كان فكاهيا ومسليا للدرجة التى جعلت المصريين يهتمون بمتابعته ربما أكثر من الاهتمام بمتابعة انتخابات مجلس النواب داخلياً، ففُتح الباب على مصراعيه لأفكار الخيال العلمى وللفنكوش المطلق من خبراء الكيبورد وأعضاء اللالا لاند، نصيب الأسد من الفنكوش واللالا لاند استحوذت عليه وجهة النظر التى تقول إن جو بايدن سيعيد جماعة الإخوان الإرهابية للمشهد فى مصر، ولا بايدن ولا ألف بايدن يستطيعون ما دمنا هنا فى الداخل "مصحصحين"، إذا كانت أمريكا فشلت فى تثبيت حكم الإخوان رغم وجود هيلارى كلينتون فى قلب ميدان التحرير وقت ثورة يناير، وفشلت فى إعادة الإخوان للحكم فى عز ضعف الدولة المصرية وقت 30 يونيو، فبأى عقل وبأى منطق ستنجح أمريكا فى إعادتهم بعد ما أصبحت مصر دولة بهذا القدر من التماسك والقوة والاستقلالية والسيادة الكاملة على أراضيها ؟!، علينا أن نثق فى أنفسنا وأن نفهم ما وصلنا إليه، مصر التى كانت فى 2013 ليست هى مصر الآن، وشعب مصر الذى كان فى 2013 ليس هو شعب الآن، وأيضاً الجماعة الإرهابية فى 2013 ليست هى الجماعة الآن، ولا حتى باراك أوباما الذى هزمنا مشروعه فى2013 هو جو بايدن صاحب السبع وسبعين عاماً وأكبر من وصلوا إلى سدة الحكم الأمريكى الآن، الوضع برمته مختلف لصالح مصر، ولصالح قوتها وسيادة قرارها، لا داعى للقلق، فالأمريكان براجماتيون، والبراجماتى لن يراهن على موتى ولن ينظر إلى جماعة قطعت أوصالها من خلاف، أمريكا ليست كقطر وتركيا، لن تنفخ فى إربة مقطوعة مثلهم، الأمريكان وقتهم غال، يلعبون دوماً مع الأقوى والمتصدر والمسيطر.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة