جلال دويدار
جلال دويدار


خواطر

مصر واليونـان.. علاقات راسـخة هدفها المصالح وأمن المتوسط

جلال دويدار

الخميس، 12 نوفمبر 2020 - 08:15 م

 علاقات الصداقة والتعاون بين مصر واليونان ممتدة على مدى عقود وعقود. إن ركيزتها الجيرة والمصالح المشتركة التى ربطت بين الشعبين الصديقين.
 كان من نتيجة هذه العلاقة تواجد جالية يونانية كبيرة بمصر عاشت وتمازجت مع المصريين. ومع دوران الأيام وما شهده العالم من تطورات فإن اليونان تستضيف حالياً جالية مصرية تمارس حياتها جنباً إلى جنب مع أبناء الشعب اليونانى.
 بالطبع فإنه ليس غريباً أن تكون هناك هذه العلاقة المتينة بين البلدين التى قوامها الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والقائمة على ما تقضى به المواثيق الدولية. ساهم فى تأسيس ودعم هذه العلاقة موقعهما المتجاور المشترك فى شرق البحر المتوسط. هذا الوضع الجغرافى التاريخى التعاونى كان دافعهما للتوصل دون أى مشاكل لاتفاق ترسيم الحدود البحرية المشتركة.
 ونتيجة لحالة التوتر التى اختلقتها أطماع وأوهام العثمانلى التركى ازداد التقارب والترابط بين مصر واليونان بهدف الدفاع عن المصالح المشتركة وعن أمن واستقرار البحر المتوسط أحد أهم البحار التجارية فى العالم. يضاف إلى ذلك التصدى للنزعة العدوانية المستمدة من تعاظم تلك الأطماع العثمانية. ليس خافياً أن هذه النزعة العثمانية ولدتها الاكتشافات الغازية والبترولية داخل الحدود البحرية المحددة بالمواثيق الدولية.
ارتباطاً بالاكتشافات الغازية الوفيرة داخل الحدود البحرية بالبحر المتوسط للدول الثلاث مصر واليونان وقبرص تم الاتفاق بينهم على تأسيس منتدى دول المتوسط ومد أنابيب الغاز إلى أوروبا. هذا الأمر أدى إلى مزيد من الإثارة لحفيظة العثمانلى الذى كان يأمل ويتطلع أن تكون تركيا معبراً لهذا الخط.
هذا التوجه العدوانى القائم على الأطماع العثمانية.. كان دافعاً إلى مزيد من التلاحم بين الدول الثلاث مصر واليونان وقبرص مدعوماً بتأييد المجتمع الدولى.
 فى هذا الاطار وتواصلا للزيارات المتبادلة لقيادات الدول الثلاث جاءت الزيارة التى قام بها الرئيس السيسى لليونان الأيام الماضية. إنها تأتى ترسيخاً للعلاقات الاستراتيجية التى تربط بين البلدين ومعهما قبرص. طبعاً فإن الوضع فى منطقة البحر المتوسط بشكل خاص والشرق الأوسط بشكل عام كان على رأس القضايا التى تناولتها المباحثات.
 إنها شملت بصورة أساسية.. تطورات العملية السياسية الجارية بين الفرقاء الليبيين من أجل التوصل إلى تسوية سياسية. إن ما تستهدفه هذه التسوية إنهاء الصراعات فى ليبيا ومغادرة المسلحين المرتزقة وإنهاء التسلط العثمانلى بما يسمح بعودة الأمن والاستقرار لهذا البلد العربى الواقع على البحر المتوسط.
 من المؤكد أن ترسيخ العلاقات بين مصر واليونان يخدم مصالح البلدين ويدعم تحالفهما فى مواجهة الأخطار بما يضمن الأمن الإقليمى والتصدى للإرهاب والتهديدات التى أصبحت تشكلها السلوكيات الهوجاء للعثمانلى الموتور.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة