صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


فن«الأفيش».. يحكي تاريخ السينما المصرية

د. طارق عبدالعزيز

الجمعة، 13 نوفمبر 2020 - 01:32 م

فن الأفيش أو "الملصق الدعائي" هو اللقاء الأول للعمل السينمائي أو المسرحي مع الجمهور، وعليه يتحدد الكثير من الخطوات والملامح للفيلم الجديد وأبطاله، يوعتمد عليه الكثير من صناع السينما فى الترويج لأعمالهم.. ويسعون دائمًا للإبتكار والتغيير في مفرداته لجذب الأنظار.

وعلى رأى المثل "الجواب بيبان من عنوانه"..صناعة الأفيش تطورت كثيرًا في الأونة الأخيرة بسبب التقدم التكنولوجي الكبير في برامج التصميم وأساليب الطباعة، مراحل ومحطات وأسماء عديدة شهدتها هذه الصناعة تحتاج إلى سرد طويل، وبالتأمل سنجد أن هناك أفيشات تعتمد على الفكرة والإبداع، وهناك أفيشات أخرى تعتمد على الإثارة واللعب على هذا الوتر لدى الشباب لجذبهم، وهناك أفيشات في شكل كاريكاتيري رسمها فنان الكاريكاتير مصطفى حسين مثل "إلى المأذون ياحبيبي، سوبر ماركت، شيلني وشيلك"، وأفيش مسرحية الزعيم لعادل إمام، وهناك أفكار كثيرة لأفلام أجنبية تم تمصيرها.. مثل أفيش فيلم "عفريت مراتي" عام 1959 الذى استمدت فكرته من أفيش فيلم "الطبقة الأرستقراطبة" عام 1956.

اقرأ أيضا| الشناوي: صلاح عبدالله نجم جيله |فيديو 

 

الفضل لليونانيين

كانت وسائل الدعاية للفيلم تنحصر في إعلانات الصحف والمجلات قبل ظهور الأفيش الذي اعتبره أصعب عمل دعائي لمنتج، حيث أن المصمم مطالب هنا بتلخيص فيلم مدته ساعتين أو أكثر في لقطة واحدة تعبر عن فكرة ومضمون العمل وكذلك تكون ناجحة في جذب الجمهور.

ويقول سامح فتحي في كتابه "فن الأفيش فى السينما المصرية" أن الفضل في هذه الصناعة يعود إلى اليونانيين الذين لهم علاقة بالرسم والتصوير، وكان منهم من يتمركز في الأسكندرية، وهذا الفن جاء إلى مصر بعد إنطلاقه في باريس عام 1895، حيث كان أول عرض سينمائي فى القاهرة في يناير 1896..، وكان من أشهر الورش في هذا المجال ورشة الثغر، وورشة محمد مفتاح، عبده محمد، على جابر، ومطابع السينما العربية للفنان جاسور.


ولنتعرف أكثر على طبيعة عمل الأفيش وأسراره التقيت الفنان د. زكريا أحمد الأستاذ بكلية الفنون الجميلة – جامعة المنيا ووكيل الكلية الأسبق ليحكي لنا عن تجربته لعدة سنوات في العمل مع الفنان "جاسور".   

 

سألته عن بداياته مع فن الأفيش ..كيف كانت؟

في البداية كانت حالة انبهار بهذا الفن، كانت تجذبني الدقة في الرسم والتعبير، زمان كنت مع أولاد عمي نعيد رسم صور الفنانين وإعلانات الأفلام التي كانت تنشر في الجرائد والمجلات، وكنت أطير فرحًاعندما كنت أرسم وأقترب من الشبه، واستمرت هذه الحالة معي حتي تمكنت عن طريق أحد الأصدقاء كان له أحد أقاربه يعمل في مطابع أستاذ الأفيش"جاسور"، وبالفعل تمكنت من خلال هذا الصديق أن أذهب إلى مطبعة جاسور بوسط البلد، هذا اليوم حفر بوجداني وما زلت أتذكره، لم أتمكن من مقابلة (الأستاذ) ..ذلك اللقب الذي كان يطلق على اجاسور، قابلت السيدة المسؤلة عن إدارة المطبعة وعلمت بعد ذلك أنها زوجته، تعرفت عليها وقلت لها أنني طالب بكلية الفنون الجميلة وأعشق الرسم، فاتصلت بالأستاذ. وأبلغها أن تعطيني صورة لأحد الفنانين كي أرسمها كإختبار، وبالفعل كان من نصيبي صورة للفنانة (إيمان)، عدت للبيت وانا في منتهي السعادة ورسمت الصورة،وعدت للمطبعةبعد يومين وسلمت اللوحة،وجاءت النتيجة بالقبول، ودخلت معترك العمل مع مجموعة جاسور، وبدأ الانبهار من أول لحظة حينما عرفت أن الأفيش خلفه كتيبة من المنفذين، مصممين ورسامين وطباعين، بالفعل عالم كبير، بدأته خطوة خطوة مع الأستاذ، بدءًا من الفكرة التي كانت تحتاج إلي مقابلة المخرج والمنتج لشرح محتوى العمل والتي يستلهم منها المصمم فكرة ملائمة، وبعد موافقة المخرج والمنتج نبدأ التنفيذ لمستويين، واحد فليو (وهو الأفيش المصغر) المنفذ علي مساحة (100×70 سم)، والمستوي الثاني مايسمى (24 فليو) وهو الأفيش الكبيروالذي يعرض في الطرقات وعلي واجهة السينما.


عالم المغمورين
وفى أى مجموعة كنت تعمل؟

كنت مع المجموعة التي تعمل في التصميم (الواحد فليو)، وبعد تنفيذ الأفيش تصميمًا ورسمًا، يدخل مرحلة الطباعة والتي كانت تعتمد على الفصل اليدوي، وعند متابعتي لهذه العملية اكتشفت أن هذة المهنة تحوي العديد والعديد من الموهوبين والمغموريين من غير المتعلمين، لكنهم يفوقوا خريجي كليات الفنون المتخصصة، عالم كبيرفي الرسم والطباعة والخط ومازلت أذكرهم بالخير كله، صلاح الرسام وأنيس وسامي منفذبين فصل الألوان اليدوي والطباعين سعيد وأحمد وغيرهم، واستمريت معهم فترة طويلة تعلمت فيها أشياء كثيرة لاتقدر بثمن.


متى توقفت عن العمل فى فن الأفيش.. ولماذا؟


وقفت بعد نصيحة أحد الأساتذة، خاصة بعد تعييني معيد في الكلية، حتي لا أتاثر بهذا الفن في أعمالي وخاصة أنني كنت أبحث عن التميز، وبعد ذلك جاءتني منحة إلى إيطاليا لإكمال دراستي، والتي غيرت كثيرا في مشوارى الفنى والأكاديمى.


ما هو أكثر أفيش لفت نظرك وأعجبت به؟
من أكثر التصميمات التى لفتت انتباهي أفيش فيلم "ملف سامية شعراوي"لنادية الجندي، وأفيش "قلب الليل"لنور الشريف. و"الهروب"لأحمد زكي.


المنتج يتحكم


وما رأيك في الأفيش فى عصر التكنولوجيا والرقمنة؟
 الأفيش في عصر الرقمنة أصبح أسهل كثيراً، خاصة أن المصمم وجد من خلال التطور الكبير الذي حدث فى فن التصوير والبرامج الحديثة والطباعة..أدوات أكثر وأسهل تعتمد على التكنولوجيا الإلكترونية، بعيدًا عن المهارة اليدوية التي كانت تعتمد على الرسم المباشروتتطلب مهارات خاصة.


هل الأفيش له دور فى نجاح الفيلم؟
حقيقي الأفيش الناجح يجذب عين المتلقي ويؤثر بدوره في مزاجه العام لمشاهدة الفيلم، وأنت تعلم وضع صور الفنانين وأسمائهم وترتيبهم واحجامهم لايتدخل المصمم فيه، لأن رأي المنتج هو الفيصل حسب نجومية كل فنان.


كم من الوقت كان يستغرق عمل الأفيش مع جاسور؟
الوقت الذي كنا نحتاجه أسبوع أو أكثر في كثير من الأحيان، حيث تبدأ الفكرة، وبعد الاتفاق عليها يبدأ تنفيذ العمل المصغر (100×70 سم) وبعد ذلك يبدأ تصميم (24 فليو) يعقبها مرحلة الطباعة.

فن الافيش

فن الافيش

فن الافيش

فن الافيش

فن الافيش

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة