الخزف والصيني
الخزف والصيني


«الخزف والصيني».. ثورة صناعية لتصحيح المسار 

بوابة أخبار اليوم

السبت، 14 نوفمبر 2020 - 01:18 ص

 

أفكار تسويقية حديثة للشركة الوطنية.. وقرارات مصيرية أنقذت إهدار 40 مليون جنيه سنوياً 

 توقيع برتوكولات مع جميع الوزارات لتسويق  المنتج.. واستيراد ماكينات ديجيتال حقق طفرة صناعية 


تحقيق: محمد عبد المنصف - شيماء مصطفي 

عانت الشركة العامة لمنتجات الخزف والصيني إحدى شركات القابضة للصناعات المعدنية بوزارة قطاع الأعمال وتقع على مساحة 10 أفدنة، وتنتج أدوات المائدة من البورسلين والأدوات الصحية "أطقم الحمامات" والسيراميك بنوعية ارضيات وحوائط، لسنوات طويلة من تحقيق الخسائر بسبب تهالك المعدات وغياب التطوير، ولكن بعد خطة تطوير لخطوط الإنتاج استطاعت إدارتها الخروج من عنق الزجاجة، انتظاراً لتحقيق أرباح.

خلال يوم عمل كامل، عايشت "الأخبار المسائي" عمليات الإنتاج لعرض خطة انتشال الصناعة الوطنية من بئر الخسائر والانهيار

مصنع البورسلين.. تصميمات جديدة وموديلات عصرية 

 بدأت جولتنا  داخل مصنع البورسلين، ورافقنا في الجولة المهندس هشام طه رئيس قطاع البورسلين، والذي أكد أن الشركة مُقامة على ١٠ أفدنة، ومصنع البورسلين يقع على مساحة ٢٠ ألف متر، وتم افتتاح الشركة  عام ١٩٥٦،حاليا وصلنا إلى 3 مصانع وهم: البورسلين والأدوات الصحية والسيراميك.

وأوضح: "لقد بدأ إنتاج البورسلين عام ١٩٨٦،وكان المصنع الوحيد في الشرق الأوسط، الذي يقوم بإنتاج "الهارد بورسلين"، وبدأت خطة التطوير في شهر يونيو ٢٠١٩ من خلال تصميمات وخطوط وموديلات جديدة و"براندات واستيكرات"، وقمنا بالتخلص من المخزون الموجود على مدار السنوات الماضية، وتطوير طرق التسويق.      

ويأتي كل ذلك بمجهود الأيدي العاملة والفنيين الموجودين وعددهم في مصنع البورسلين ٣٣٦ عاملا وعاملة .     

طلبيات الوزارات

وانضمت حنان مدكور مدير عام الإنتاج بمصنع البورسلين لجولتنا، وقالت إن هناك طلبيات كثيرة حالياً من الهيئات والوزارات، ويوجد أيضا طلبيات للمطاعم. 

واقترحت مدير عام الإنتاج بتوقيع برتوكول مع مؤسسات الدولة لشراء احتياجات مشاريعهم من السيراميك والأطقم وكل ما يحتاجونه من مصنع الخزف والصيني للمساعدة في تنشيط حركة البيع بالسوق وزيادة المبيعات،   

شغل يدوي

وبالانتقال إلى قسم الرسم والزخرفة كان لقاءنا مع حمادة رئيس قسم الرسم، والذي أكد أنهم يبذلون مجهود كبير للخروج بأفضل المنتجات، لمواكبة التطوير.

وأوضح: "شغلنا كله يدوي، وشغل الإيد له طعم تاني، وفى ناس بتيجي مخصوص عشان تشترى المنتجات اليدوية، والتكلفة مش مرتفعة، والعميل يطلب أشكال معينة وأحجام محددة".

التقينا بـ"تيتو" فنان يعمل بقسم الرسم منذ 22 عامًا، وكشف لنا أنه بعد عملية التطوير يوجد طلبيات معينة على حسب العميل واحتياجه، مضيفا: " يستغرق الأمر عدة ساعات لإخراج أجود المنتجات والمساهمة فى نجاح عملية التطوير وتحقيق أرباح وإنهاء سنوات الخسائر.

طلبيات خاصة 

وبقسم الشعارات، قالت ماجدة، العاملة بقسم ٥ نجوم إنها تقوم بلصق الشعار على الطبق أو الفنجان، على حسب الطلبيات الخاصة بالعملاء، وهو ما تحتاجه الشركات والمصالح الحكومية والوزارات ويحقق مزيد من المبيعات وحققت نجاحًا ملموسًا.

دعم الحكومة 

وبقسم التعبئة والتغليف قال خالد علي أحمد مسئول بالقسم: "نحن في حاجة لدعم الحكومة لصناعتنا وإنتاجنا معاً وبالتالي الأسعار ستنخفض"، مضيفا أن الأطقم أسعارها تبدأ من 2000 إلى 5000 جنيها للطقم الكبير من الصيني 131 قطعة، موضحا أن المشكلة في مدخلات الإنتاج أنها مرتفعة السعر والخامات كلها مستوردة. 

بـ 15 ألف متر يومياً.. "السيراميك" يتجمل بالطباعة "الديجيتال"

ومع انتهاء جولتنا داخل مصنع البورسلين، انتقلنا إلى مصنع السيراميك، ورافقنا في جولتنا المهندس مجدي قطب مدير المصنع، كاشفا عن ملامح التطوير والخروج من عنق الزجاجة وتحويل الخسائر إلى مكاسب وأرباح.

وأشار إلى أن الطباعة الآن ديجيتال، وهى أحدث أنواع الطباعة بالمصنع، ولدينا تصميمات كثيرة يتم وضعها وسحبها على البلاطة،ويعتبر ذلك عاملاً أساسيا في المنافسة.

وأوضح قطب أن المصنع يعمل بنظام "الفول أوتوماتيك"، والعمل يعتمد أكثر على الأجهزة الإلكترونية، رغم أن  عدد العمال ١٢٠ عاملاً على ٣ ورديات، أي ٤٠ عامل في الوردية الواحدة، الآن أن المصنع أصبح ينتج 15 ألف متر مربع يومياً، الفرن طوله ١٤٥، وهو من أطول الأفران الموجودة حاليًا في مصر.

وأوضح أن حركة البيع حالياً جيدة جداً ولكن تأثرنا في البيع بسبب وقف التصدير لليبيا، فكانت من أكثر الدول استيرادًا من إنتاجنا وسوف تعود قريبًا، وكل أنواع الفرز من الأول للرابع كله مُباع حتى الكسر يتم بيعه. 

وأشار مدير مصنع السيراميك إلى أنه يتم إنتاج جميع المقاسات أرضيات وحوائط بتصميمات حديثة وجودة عالية، مؤكدًا أن إنتاج المصنع يتم بيعه محلياً ولا يوجد تخزين، وننتج في الشهر ٤٥٠ ألف متر.

وأكمل: " المصنع يتسلم في غضون شهر ماكينتين ديجيتال حديثتين للطباعة، وهذا سيساعد على زيادة طاقة الإنتاج، فضلا عن فرن جديد يزيد 8 آلاف متر آخرين، أي أن طاقة الإنتاج ستصل إلى حوالي ٢٥ ألف متر في اليوم".

فيما أشار علي صبري أمين عام اللجنة النقابية إلى أن مصنع السيراميك وصل لمرحلة جيدة، فنسبة مبيعاته وصلت إلى ١٣٠٪ من إنتاجه، وكل ما يتم إنتاجه مُباع ولا يوجد مخزون، وفى انتظار تحقيق أرباح مع الميزانية الجديدة.

وأكد صبري أنهم في حاجة لدعم أسعار الطاقة المستخدمة المتمثلة في الغاز، فضلا عن حاجاتنا للدعم من خلال تبادل المنتجات.

إنتاج 300 طقم يومياً بمواصفات عالمية من الأدوات الصحية

ومن داخل مصنع الأدوات الصحية يقول المهندس عزت الزيات مدير المصنع: " نعتمد على مجموعة من الخامات، حوالي ٧٠٪ منها خامات محلية: "فيلسبار، رمل، كاولين، بولت لاي"، يتم خلطهم بنسب معينة ويضاف عليهم "سليكات صوديوم"، ومواد أخرى لإنتاج الأدوات الصحية.

وأوضح: "المشكلة التي كانت تواجهنا هي وجود طاقات متوقفة وهدر كبير جدًا، علماً بأن أسعارنا أقل من الموجودة بالخارج".

وأضاف: " أننا في حاجة لدعاية كبيرة، فطاقتنا الإنتاجية في اليوم الآن ٣٠٠ طقم بجانب (الفرديات)، والمصنع يوجد به إمكانيات تستطيع الوصول إلى ٣ أضعاف الإنتاج الموجود، ونبيع تقريبا ١٠٠٪ من إنتاجنا حالياً، الخسارة ليست في البيع، ولكن فى وجود طاقات كانت متوقفة".  

وأشار الزياتى إلى أنهم استطاعوا تصنيع ماكينات بشكل محلى "خط إنتاج بأيدي العاملين" وهي عبارة عن ماكينات صب كانت مستوردة من الخارج ولكن الآن بدأ تصنيعها مع المكتب الفني والإدارة الفنية وبعد اقتناع رئيس مجلس الإدارة بجدواها بدأ تصنيع الماكينة وتم عملها من خامات مهدرة في الشركة ومن الخردة.

واستطرد: "الميزة أنها تضاعف الإنتاجية من ناحية المساحة، بمعنى أنها إذا كانت تصب ٥٠ قطعة فى تلك المساحة، فيكون الصب من خلال الماكينة ٨٠ قطعة ومن الممكن صب ورديتين".

وأوضح أن الأساس في المصنع جيد جدا ولكننا في حاجة إلى فلترة واستغلال باقي الطاقات المهدرة ورفع الإنتاجية، مؤكدا محاولة استغلال الأماكن في المصنع للاستفادة منها، ونقوم بعمل إنتاج لمصنع السكر منها قطع غيار كانت تأتى من الخارج، وتعتبر الشركة هي الوحيدة التي تنفذها، ويتم عمل مباخر للكنائس بناءا على طلبهم.

كما قال عاطف علي رئيس اللجنة النقابية، إن العمال تكاتفوا كثيرا وتحملوا المتاعب والصعاب من أجل الوقوف بجانب الشركة، كانت هناك حالة من الركود في السوق في ظل إدارات سابقة.

واستطرد: "منذ شهر أغسطس 2019 بدأ الأمر يتغير للأفضل بجهود أعضاء مجلس الإدارة الجدد"، مضيفا أنه بالنسبة للمصانع الثلاثة بدأ التطوير بهم للحفاظ على العمالة في المصانع الثلاثة وعددهم  ١٣٧٠ عاملا.

وأضاف: "المصنع الصحي كان لدينا مشكلة في المخزون الخاص به، ولكن تخطيناها وبدأنا نطّور الإنتاج الجديد وتسويقه مباشرة  وذلك بتقليل أوزان المنتج من 65 إلى 45 كجم لتقليل استهلاك الخامات".

وأكد أن الإدارة الجديدة مهمتها تطوير الماكينات، ويوجد شغل يدوي ونصف آلي وآلي والاتجاه لتطوير ماكينات الصب كله حتى يخرج بجودة عالية وأوزان مناسبة وتكون مقبولة مع السوق.

إعادة توجيه وتشغيل الطاقات المعطلة أهم أسباب النجاح

وفى نهاية الجولة التقت "الأخبار المسائي" مع المهندس يحيى عيش رئيس مجلس الإدارة حيث يقول إنني اعمل داخل منظومة كبيرة ولى شركاء في العمل،من أعضاء مجلس الإدارة المعينين، قائلا: "إحنا موظفين فى الشركة وأمناء عليها ولسنا أصحابها.

 وأضاف عيش أننا نحتاج لإصلاح أي منظومة تهتم بالبنية التحتية، وأن يكون القرار صارم وغير مهتز، وعدم ظهور عواطف في العمل.

 وأكد: "المشكلة التي كانت تواجهنا هي عدم وجود إنتاجية مرتفعة، وهي المعروفة بالطاقة المعطلة والمهدرة، الشركة كان بها حوالي 40 مليون جنيها تكلفة طاقات عاطلة وغير مستغلة".

وأوضح: "هناك محاولات لعمل استثمارات مثل ما تم عمله في مصنع السيراميك، وذلك لأن دورة رأس ماله الخاص سريعة وبالتالي العائد منها سريع، فضلا عن شراء ماكينات طباعة وعودة  خطوط إنتاج كانت متوقفة وبدأت تعمل بشكل تدريجي وتجريبي، فضلا عن ماكينات ديجيتال في انتظار استلامها، وهذا يساعد فى زيادة الإنتاج حتى يصل لحوالي ٨٠ ٪".

وأوضح عيش قائلا: "هذا العام نجحنا في تقليل خسائر الشركة ونجحنا في التخلص من ٤٠ ٪ من مخزون السيراميك والأدوات الصحية، ونجحنا في بيع الإنتاج كله، مع وجود هامش ربح، وبدأت الشركة في تحقيق أرباح جدية، وهذا لم يكن موجود السنة الماضية، أما الآن نحقق هامش ربح عند البيع، ومازلنا نحاول إصلاح لباقي الطاقات المعطلة، وهذا يعنى أن البيزنس يسير في الطريق الصحيح".
 

الخزف والصيني

الخزف والصيني

الخزف والصيني

الخزف والصيني

الخزف والصيني

الخزف والصيني

الخزف والصيني

الخزف والصيني

الخزف والصيني

الخزف والصيني

الخزف والصيني

الخزف والصيني

الخزف والصيني

الخزف والصيني

الخزف والصيني

الخزف والصيني

الخزف والصيني

الخزف والصيني

الخزف والصيني

الخزف والصيني

الخزف والصيني

الخزف والصيني

الخزف والصيني

الخزف والصيني

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة