طيار أعمى يقود طائرته من كوريا الشمالية للجارة الجنوبية
طيار أعمى يقود طائرته من كوريا الشمالية للجارة الجنوبية


طيار أعمى يقود طائرته من كوريا الشمالية للجارة الجنوبية

سيد شليان

السبت، 14 نوفمبر 2020 - 12:02 م

 

سيد شليان 

 

في واقعة غريبة، نشرت إحدى الصحف الأمريكية، استطاع طيار أمريكي يدعى "ششتر"، أن يقود طائرته من شمال كوريا إلى جنوبها والدم ينزف من عينيه وعنقه وأنفه بغزارة، بعد أن أطلق الكوريون الشماليون قنبلة أصابت شظاياها عينيه ففقد الإبصار.


بدأت القصة عندما قاد أحد الطيارين طائرة فوق هدف عسكري في كوريا الشمالية، وأثناء ذلك سمع الليفتنات (ثاير) استغاثة بوساطة جهاز لاسلكي تقول: (النجدة – النجدة- لقد فقدت بصري).


وهنا نظر ثاير في الجو فوجد طائرة تتأرجح في الجو على بعد 10 آلاف قدم، وكاد الدم يجمد في عروقه، فهو على علم أن هذه الطائرة سوف تتحطم في الجو وهو ما ينذر بكارثة وشيكة.


وعلى الفور أخذ «ثاير» يلقن التعليمات إلى الطيار الذي يقود الطائرة المنكوبة، فقال له: (اهبط قليلا – اهبط)، وهنا وبعد وقت قليل جاء الرد الصادم من قائد الطائرة لا أعرف كيف أهبط: (إنني أعمى.. إنني أعمى).


في هذا الوقت أدرك «ثاير» أن الاعتبارات النفسية عليها دور كبير في هذه الحالة، حيث سيطر على أعصابه لمحاولة التحلي بالهدوء حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه، وراح يصدر تعليماته إلى الطيار بهدوء، قائلاَ: ( أخفض رأسك قليلاَ.. إنني قادم لنجدتك).


نفذ الطيار الأعمى التعليمات فبدأت الطائرة في الهبوط شيئا فشيئا، وعندما أصبحت محاذية تماما لطائرة الطيار الأعمى فرأى الدم ينزف من عين وأنف وعنق الطيار المصاب نتيجة الشظايا، وراح «ثاير» يصدر التعليمات إلى الطيار المصاب حتى اختفى صوت الصوت شيئا فشيئا والذي كان يصل عن طرسق اللاسلكي، فأيقن أن الرجل الأعمى مات أو مغشياَ عليه.


هنا في تلك اللحظة بدأ ثاير الصراخ في اللاسلكي (هل تسمعني.. هل تسمعني لكنه لم يتلق جوابا على سؤال فتملكه الرعب والفزع ولكنه لم ييأس فمضى يقول (نحن الآن قريبون من مطار ونسان) وجاء الرد بصوت متخاذل من الطيار الأعمى (أكاد أموت – أنقذني)، هنا 
اقترب ثاير من الطيار الأعمى وحاول أن يساعد الطيار في الهبوط في مطار مهجور على حدود كوريا الجنوبية.


وعندما استقرت الطائرة على الأرض خرج الطيار الأعمى، وصرخ قائلا: "أنا أعمى .. أنقذني يا صديقي"، فهرع إليه ثاير وأمسك بيده وأنزله من الطائرة وحمله في طائرة هليكوبتر إلى أحد المستشفيات.

 

اقرأ أيضًا| نكتة لإسماعيل ياسين تشعل أزمة دبلوماسية بين مصر والأردن

 

وصل ثاير إلى مقر القيادة استقبله الجميع مهنئين، فقد كانت القيادة تستمع باللاسلكى ما دار بينه وبين الطيار الأعمى وما قام به من ملحمة شجاعة في سبيل أنقذ زميله، بحسب ما نشرته جريدة الأخبار في 19 أبريل 1953.
 

عندما زار ثاير زمليه ششتر برافقة أصدقائه في أحد المستشفيات ووجه رسالة إلى أصدقائه: "فقال لا تبكوا يا رفاقي فقد نجوت من الموت، إنني أعلم أنني أصبحت أعمى ولكنني لن أدع اليأس يتسلل إلى قلبي أن الحياة اتفه من أن نحسب لها أي حساب، والمجانين وحدهم من يبكون على الدنيا".
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة