لقاء سابق بين الأهلي والزمالك قديما - أرشيف أخبار اليوم
لقاء سابق بين الأهلي والزمالك قديما - أرشيف أخبار اليوم


صراع بين الأهلي والزمالك لخطف كتاكيت الكرة الشراب

إسلام دياب

السبت، 14 نوفمبر 2020 - 12:56 م

الصراع التاريخي بين القطبين الكبيرين في الكرة المصرية الأهلي والزمالك يلقي بظلاله دائما على كرة القدم في مصر، ويبدو أن هذا الصراع ليس بجديد، مع تكرار ظاهرة خطف النجوم أو السطو على اللاعبين.

 

لكن الصراع في الماضي كان مختلفًا ويسمح بالتعدد والتنوع وهذا ما حدث في عام 1960 عندما دارت في الأهلي وفي الزمالك حرب باردة لم تشهد مثلها ملاعب الكرة، وهذه الحرب لها جنودها وجواسيسها الذين يتلصصون داخل المدارس والحواري بحثا عن لآلئ الكرة الصغيرة، حتى باتت أكبر معركة صامتة تدور بين الناديين هي "معركة التفريخ والتي تطلب هؤلاء الكتاكيت للملعب".

 

تشمل عملية الإعداد أكثر من 600 شبل في كلا الناديين، وخطط هذا الإعداد تسير في تكتم شديد؛ حيث أن المسئولين يقولون إن انقلابا يحدث الآن في عالم الكرة عندنا، وأن ملاعب الكرة ستشهد خلال الأعوام المقبلة ثمرة هذا الانقلاب!

 

وتبدأ عملية الحصول على الخامات الصالحة من المدارس والشوارع والحواري حيث لاعبو الكرة الشراب وفي المدارس أيضا تنشأ بين الناديين حرب غريبة لاختطاف هذه الخامات، وتبدأ هذه الحرب حيث ينتشر الكشافون والجواسيس من الطرفين ويندسون بين المتفرجين دون أن يراهم أحد اللاعبين ويتفقوا مع ناظر المدرسة لضم هذا اللاعب لناديهم.

 

وينضم الشبل على الفور إلى فريق الأشبال تحت سن 14 وفي هذا الفريق يتكلم ألف باء كرة، كيف يوقفها، وكيف يجري بها وكيف يرسلها، ثم كيف يقذف بها في عنف وثبات نحو الهدف وغالبا ما تستغرق هذه العملية سنتين.

 

وينتقل الأشبال الممتازون بعد ذلك إلى الفريق التالي تحت سن 16 عاما ثم تحدث عملية اختيار الممتازين منهم إلى الفريق الذي يليه تحت سن الـ 18 وهكذا حتى يصلوا إلى الفريق قبل النهائي تحت سن 22 وفي هذه الفرق الثلاث يأخذ التمرين شكلا جديا ويعقد لهم اتحاد الكرة مباريات دورية وفي هذه المباريات تسلط على بعضهم الأضواء وينتقل بعضهم إلى الفريق الأول وهكذا يصل اللاعب إلى أمله الأخير ويجد نفسه كوكبا بين نجوم الكرة بين صالح وعلاء ويكن والضيظوي.

 

ومنذ أعلن الناديان عن حاجتهما إلى أشبال منذ عام وهناك سيل لا ينقطع يهرع إليهما كل يوم وقد أحصيت عدد المقيدين فقط للتدريب فبلغ 350 في الأهلي و320 في الزمالك ولكن الملاعب والإمكانيات لا تتيح للمسؤولين إلا تدريب 170 في الزمالك و260 في الأهلي.

 

وفكرة التفريخ ليست بجديدة على لعبة كرة القدم فكما ذكرت مجلة آخر ساعة في عدد الصادر في أكتوبر 1960 فإن الفكرة ترجع بذورها الأولى إلى عام 1945 حين اقترح المرحوم فؤاد أنور على المسئولين في اتحاد الكرة الأخذ بها في النوادي، ولم يشعر المسئولون بحاجتهم إلى تنفيذ هذه الفكرة في ذلك الوقت لأنهم كانوا يحصلون على حاجاتهم من اللاعبين من المدارس.

 

وكان اللاعبون الكبار يأتون لهم مباشرة من المدارس أيام ازدهار لعبة الكرة هناك على أيدي عمالقة التدريب الهواة أمثال حسين سليمان وعباس حلمي وعالحميد منصور ولكن التطور الذي حدث وازدياد عدد التلاميذ واضطرار المسئولين لبناء الفصول في ملاعب الكرة بالمدارس تسبب في انهيار لعبة الكرة بين التلاميذ وانتهت فكرة الاعتماد على المدارس لتمويل النوادي باللاعبين الكبار وكان لابد من اعتماد النوادي على نفسها.     


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة